الصباح اليمني_متابعات|
فجأة وبدون سابق انذار، هبطت طائرة سعودية خاصة في مطار عدن، الاثنين، بعد مخاض شهرين من المفاوضات واسبوعين من التعثر.
كانت الطائرة تقل وفد رمزي لحكومة هادي، برئيس و6 وزراء، لكن اللافت في الأمر ظهور محافظ عدن الحالي في طليعة الوفد فهل تعمدت السعودية هذه الخطوة، وما هي خيارات الامارات التي بدأت التصعيد لتوها؟
اليوم هو الأخير من المهلة التي حددها “اتفاق الرياض” بين الانتقالي وحكومة هادي لتشكيل حكومة جديدة من 24 وزيرا إلى جانب تعيين محافظين ومدراء لأمن المحافظات الجنوبية، وبما يضمن المحاصصة، وكان من المفترض ان تحسم هذه النقطة مبكرا نظرا لارتباط بقية بنود الاتفاق الموقع مطلع الشهر الجاري بها، على أن يكون هذا التاريخ يوم تحتفل فيه الاطراف بما حققته من مكاسب على صعيد تقاسم المناصب في الحكومة وسلطات المحافظات، لكن السعودية افسدت الامر لتوها واحبطت حتى الطموح الاماراتي الذي اشعل في عدن معركة امتدت من شمال المدينة وحتى وسطها لتذكير الرياض بأنها المسيطرة ولا تزال تملك الاوراق وسط مطالبات بالمحافظة من حصتها.
كانت تلك المواجهات التي تفجرت مساء الاحد إلى فجر الاثنين، لإخماد ما وصفه الانتقالي بـ”تمرد” وهو بذلك يشير إلى قوات هادي التي بالكاد تحتفظ بقوات هنا منذ هزيمتها في اغسطس الماضي، لكن رغم عنفوان المعارك وما تلاها من قصف لمنازل المواطنين في 3 مديريات بدء بدار سعد ومروا بالشيخ عثمان وصولا إلى المنصورة ناهيك عن الرعب والضحايا والدمار، الأ أن ابوظبي التي عززت اتباعها في الانتقالي قبل ايام بأسلحة جديدة حرصت على انهائها في الصباح الباكر، لتضع شروط جديدة على طاولة “الرياض” تطالب فيها بتسمية ابرز قادة فصائلها السلفية، عبدالرحمن شيخ، محافظ لعدن.
بالنسبة للإمارات عبدالرحمن شيخ الذي يعد اليد الخفية لأبوظبي اهم حتى من عيدروس الزبيدي بدليل اقصائها الاخير من رئاسة وفد الانتقالي و تنصيب الشيخ رئيسا للوفد الذي اعادته الاسبوع الماضي إلى الرياض.
ربما يتعلق الأمر بانتمائه لأكبر تكتل قبائل في الجنوب بحكم انتمائه ليافع وربما لأسباب اخرى ابرزها المساعي السعودي لإزاحة يافع من المشهد بمزيد من التمكين والتقارب مع جناح الضالع داخل الانتقالي انتقاما من مشايخها الذين يهاجمون السعودية باستمرار واخرهم عبد الرب النقيب الذي توعد باستعادة الاراضي اليمنية.
وبغض النظر عن الاهداف الاماراتية، كانت تلك التحركات مقلقة للرياض خصوصا وأنها تزامنت مع اعلان قوات هادي احكام قبضتها على شبوة بعملية انتشار تمت بضوء سعودي، وهذا، بحسب مراقبين، احد اسباب مسارعة الرياض لإعادة حكومة هادي ولو رمزيا مع اصطحاب قوات كبيرة برفقتها، وكأن السعودية تريد التأكيد لحليفتها الصغيرة بأنها لا تزال “صاحبة القرار”.
عادت حكومة هادي أو لم تعد، فهذا لم يعد محور الاهتمام وحتى تشكيلة العائدين ومنع زملائهم تشير إلى انهم في مهمة تسيير خدمات لصالح الانتقالي الذي باتت تتنازعه الامارات والسعودية كأجنحة، وكأن الحليفان يحاولان تفكيكه على غرر تفكيك حكومة هادي ، لكن هذا المؤشر على أن “هادي” اصبح خارج اللعبة ، وأن التحالف اصبح يحدث لعبته بأوراق جديدة تمهيدا للقبول بسلطة الامر الواقع الخالية من القوى التقليدي يشير إلى أن الجنوب قادم على موجات صراع مناطقي بحلة جديدة وداخل فصائل الانتقالي نفسه وتلك المعركة بدأت سلفا على ميناء الاصطياد في التواهي ومنشاة حجيف وكان عنوان الاقتتال الضالع ويافع، الخصمان التقليديان والحليفان مؤقتا
خليك معنا