الصباح اليمني_متابعات|
يلوح الاصلاح بتعز ككرت أخير في جعبته، وكأن هذه المدينة، التي ظل يتاجر بمعاناة اهلها على مدى السنوات الـ5 الماضية من عمر الحرب على اليمن، لم يكفيها ما تعيشه من واقع فرضته فصائل الحزب التي لم تتورع يوما عن انزال اشد الانتهاكات بحق البسطاء وصولا إلى نهب مقتنياتهم والتنكيل بهم، فما الذي يريده الاصلاح من تعز إذا؟
خلال الساعات الماضية، فعل الاصلاح جبهات القتال في تعز، بما فيها تلك الراكدة وسط الاحياء السكنية.
هو او بالتحديد فصائله لا تخوض مواجهات مباشرة ، وكل ما تقدر عليه اطلاق القذائف من داخل الاحياء السكنية، محولة هذه الاحياء إلى ساحة مواجهات مفتوحة.
هذه الافعال لم يحقق منها الاصلاح أي تقدم ميداني ولم يجن منها سوى أن نكأ جراح المدينة لإبقائها نازفه لإثارة غضب الاهالي وتصوير عبثه كعداء مطلق من خصومه، بينما في الحقيقة يتعمد افتعال ذلك ليس “لتحرير المدينة” كما يدعي، فهي في الاخير لا تشكل رقما في حساباته، بل لتجنيد الغضب في صفوف الشباب والاطفال، فتعز في النهاية ليست اكثر من مخزن بشري في قاموس معاركه المليء بالمآسي للمدينة وسكانها.
التطورات الاخيرة، وإن حاول اعلام الاصلاح تصوير انتصارات هناك بهدف تجنيد الطاقات للقتال، تأتي في اعقاب الهزائم التي منيت بها قواته في نهم ومأرب والجوف، اهم معاقله واكثرها ايرادا بحكم مخزونها من النفط والغاز وهي الوحيدة الكفيلة برسم حجمه ومستقبله في اية مفاوضات مستقبلية لطالما عارضها لإدراكه المبكر بأنها ستنهي وجوده مستقبلا.
يريد الاصلاح، بتحريك تعز في هذا التوقيت، تخفيف الضغط العسكري على قواته في مأرب والجوف، أما نهم فقد اعترف مسبقا بسقوطها، غير آبه بمصير المدينة الواقعة رهينة بيد فصائله ممن يستخدمون المدنيين كدروع بشرية، ولا مكترثا بتداعيات خرق اتفاق التهدئة الغير معلنة و الذي كشف عنه القيادي في حركة أنصار الله محمد البخيتي، وتسببت للحزب بصفعة قوية في نهم عندما حاول تفجير الوضع هناك هربا من الضغوط الدولية لإطلاق جولة مفاوضات جديدة لإنهاء الحرب.
لطالما استخدم الاصلاح تعز كسلاح ضد خصومه، سواء على الصعيد الانساني، أو لتحقيق مكاسب سياسية.. يجند حاليا عشرات الالاف من ابنائها كوقود لحربه، ويرفض أي مساعي لرفع المعاناة التي فرضها عليها. ولم تكن هذه المدينة سلاحه ضد صنعاء فقط، بل حتى ضد خصومه داخل الشرعية” والتحالف ايضا.. جند شبابها للقتال على الحدود السعودية متسببا بمآسي لا نهاية لها هناك، وعندما راقت له تركيا دعاهم للانسحاب ..
يقاتل بأبناء تعز في كافة الجبهات بما فيها داخل المدينة حيث تمكن حتى الان من التنكيل بالتيارات السلفية التي يقودها ابو العباس وبعدها بعدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع، والان يعد لإرسالهم لقتال طارق صالح في الساحل الغربي خدمة فقط لأجندة تركية وقطرية تدر عليه المليارات. كما حاول بهؤلاء البائسين تخفيف الضغط على قواته في عدن عندما تعرضت للطرد على ايدي عناصر المجلس الانتقالي.
لم يدخر الاصلاح جهد في سبيل استنزاف تعز ارضا وانسانا. تنهب فصائله اراضي وعقارات المواطنين في المدينة بينما تتاجر قياداته المقيمة في افخم فنادق تركيا والدوحة والقاهرة بمعاناة الجرحى لتبنى مصانع هناك.
لن تتعافى تعز ولن تنهض بعد الان، مالم تتداعى قواها ومثقفيها لوقف حد للاستثمارات الحزبية والمتاجرة بالمعاناة، بدون ذلك ستبقى المدينة بمساحتها الصغيرة مجرد ورقة في مزاد الاصلاح يعرضها أو يلوح بها متى شاء ..
المصدر: الخبر اليمني
خليك معنا