الصباح اليمني_متابعات|
يخيم التصعيد على المشهد في تعز، جنوب غرب اليمن، من جديد، وتحديدا الريف الجنوبي الغربي للمدينة، أو ما يعرف بقضاء الحجرية.
هذه المديرية التي تشكل مفصلا في ملف تعز المثير للصراع بين الامارات والاصلاح، تحاول الان التقاط انفاسها بعد ان كادت سلطة “الاصلاح” في المدينة أن تبتلعها عقب اغتيال ابرز اعمدتها، لكن المخيف في الأمر أنها لا تتنفس طبيعيا بقدر ما باتت تستمد طاقتها عبر اجندة اماراتية.
التصعيد الأخير بدأ مع اعادة الامارات للمحافظ المؤتمري، نبيل شمسان، إلى التربة، مسقط راسه، بعد اشهر من غربته في القاهرة.
تحاول الامارات بهذه الخطوة تثبيت الوضع الاداري الجديد لتعز بإرسائه على التربة، المنطقة الاكثر تمردا الأن ونقمة على خصومها “الاخوان” لأبعاد حزبية واخرى قبلية وثالثة قد تتعلق بالتصفيات الاخيرة، لكن يبدو أن الجماعة لا تزال تمتلك اوراق كثيرة للعب على وترها غير ابهة بنوعية المتاهة التي قد تجر تعز اليها.
حتى الأن يبدو الوضع مجرد مناوشات
الإصلاح أو بالأحرى قادة فصائله في المدينة حاولوا الساعات الماضية تهريب مجموعة من السجناء المتهمين بقتل مرافقي المحافظ شمسان قبل شهر تقريبا في عمق التربة.
كان هؤلاء السجناء العشرة وهم جنود في المحور محتجزون في سجن الشبكة، وسبق لحملة من المحور أن هاجمت النيابة العامة في الشمايتين خلال التحقيق في محاولة لتهريب هؤلاء الاسبوع الماضي لكنها فشلت، مما دفعها كما يبدو لتطوير خطط متقدمة للتهريب، غير أن العملية التي كان يراد بها تخويف المحافظ العائد لتوه من عدن رغم مرور اسابيع على عودته، فشلت بفعل “القوات الخاصة” واللواء 35 الذي تمكنت نقاطه من اعتقال المتهمين واعادتهم إلى السجن بحراسة مشددة مع توقيف كافة افراد الحراسة واحالتهم للتحقيق.
الأمر لا يقتصر على تهريب الحراسة التي تزامنت مع وصول المحافظ، الذي فر سابقا من المدينة على واقع معارك قادها “الاخوان” إلى بوابة منزله، بل يشير إلى أن ثمة المزيد من الضغوط عليه اذا ما اخذ في الاعتبار تصريحات ناطق المحور العسكري العقيد عبدالباسط البحري الذي يسيطر عليه الاصلاح وهو يتحدث عن نقاط الحماية المحيطة بمنزل المحافظ في التربة كـ”خارجة عن القانون”.
كان البحر يتحدث عن اعتقال افراد هذه النقاط مدير عام مديرية الشمايتين سمير راشد الزريقي خلال مروره فيها وربما يتعلق الأمر بتورطه في تهريب السجناء، لكن وبغض النظر عن احتجاز الزريفي ، وهو مسؤول مدني، تشير تدخلات المحور إلى أن ثمة تحضيرات من نوعا ما لإجهاض أو على الاقل محاصرة تحركات شمسان.
ربما يخشى الاصلاح من أن يكون شمسان مقدمة لتغيير ما إذا ما قرن توقيت وصوله مع تحضيرات اماراتية لتشييع الحمادي بعد رفضها مساعي “لجنة الحزب الرئاسية” تنفيذ المهمة، غير ان الحقيقة المرة التي ينبغي للحزب تجرعها أن شمسان بدأ فعلا التواصل مع اعيان ومشايخ الحجرية ويتجه لتشكيل مجلس شعبي لتحصين هذه المديرية من خروقات “الاخوان”. هذا ما تؤكده مصادر قبلية كشفت عن استغلال شمسان للتطورات الاخيرة وابرزها الانباء التي تتحدث عن تورط قيادات اصلاحية باغتيال قائد اللواء 35 مدرع، عدنان الحمادي، لتشكيل تحالف في الحجرية يحصن مداخلها.
هذه الخطوة الذكية تتزامن مع استمرار الغضب الشعبي والتظاهرات في قرى وارياف الحجرية الناقمين على مقتل الحمادي والمنادين بكشف الحقيقة، وهذه النقمة الشعبية باتت تؤرق “الاخوان” إذ تشير مصادر في الحجرية إلى توجيهات لحمود المخلافي لاتباعه في معسكر يفرس المستحدث مؤخرا للعودة إلى منازلهم وهذا بكل تأكيد ليس بسبب تهديدات السعودية بقصف المعسكر بل ادراكا بأن التوقيت خاطئ.
بعيدا عن الحجرية التي يراد لها أن تكون حصن الامارات في الساحل الغربي حيث تخطط لفصل المديريات الساحلية لتعز عن المدينة ضمن “اقليم المخا” تبدو المهمة ابعد نظرا للتحركات التي بدأها القيادي المؤتمري ووكيل المحافظة في مدينة تعز عارف جامل، الذي يواصل منذ يومين استفزاز المواطنين باقتلاع مصادر دخلهم من اكشاك وعربيات متنقلة، وهذه بكل تأكيد تمهد الطريق بتهييج الشارع في المدينة ضد سلطة عبد القوي المخلافي وسالم الدست وخالد فاضل، وتفتح باب جديد للصراع بنقل المعركة إلى معقل “الاخوان”.
كل المؤشرات في تعز تدل على ان اطراف الصراع داخل المدينة تتحضر لمعركة جديدة قد تكون فاصلة وذات ابعاد اقليمية خصوصا بعد دعم تركيا وقطر تشكيل معسكر للمخلافي، ناهيك عن تلويح الاخوان بالتقارب مع صنعاء سواء عبر اتمام صفقة تبادل الاسرى التي اجهضها الاخوان انفسهم على مدى الاعوام السابقة أو الحديث عن فتح المعابر ، في المقابل تتحرك السعودية والامارات على اكثر من جبهة سواء بدفع طارق صالح للتقدم من اتجاه البرح أو تضيق الخناق على الجماعة في الريف الجنوبي الغربي والخط الوحيد الرابط بين المحافظات الجنوبية والشرقية وتعز.
المصدر: الخبر اليمني
خليك معنا