الصباح اليمني_متابعات|
بحماية سعودية، اعلن المجلس الانتقالي، السبت، فشل “اتفاق الرياض” ، بعد شهر على توقعيه، ملوحا في الوقت ذاته بحكم عسكري للمدينة، فهل يشرع الانتقالي بخطوات تثبيت حكمه أم يناور فقط؟
عيدروس الزبيدي- رئيس المجلس- الذي وصل قبل يومين على متن طائرة إماراتية خاصة، وحضي باستقبال رسمي في المطار إلى جانب مرافقة مدرعات سعودية لموكبه، عقد أول اجتماع له في المدينة، التي لا تزال خاضعة لسيطرة قواته، وقد اختار عددا من القادة العسكريين لحضور الاجتماع باستثناء هاني بن بريك وقيادات فصائل رفيعة تنتمي إلى مديريات يافع.
خلال الاجتماع دعا عيدروس اتباعه إلى رفع الجاهزية القتالية بعدما كشف للحاضرين عن مفاوضات جديدة لتنفيذ اتفاق الرياض.
لم يكشف الزبيدي من المعرقل ؟
ما اذا كانت قوات هادي التي تقف على بعد مئات الكيلومترات من عدن أو تيار يافع في الانتقاليوالذي لا يزال يسيطر على اجزاء واسعة من عدن ويُتهم من قبل الزبيدي نفسه بمحاولة تعكير صفو “الرياض” لإجبارها على تعيين محافظ من هذه الكتلة القبلية الاكبر في الجنوب وأن كان ذلك على حساب الاتفاق الذي وقعه الزبيدي ونال به اعجاب السعوديين.
تسييد الضالع للمشهد في عدن لم يقتصر على ترأس الزبيدي لاجتماع عسكري، فبينما كان يعقد هذا اجتماعه بمقر المجلس، كان فضل الجعدي، محافظ الضالع السابق، يحاضر في احتفال اقامه المجلس بذكرى الـ30 من نوفمبر والذي بات المجلس الموالي للإمارات يتخذه مناسبة لمهاجمة خصومه المحليين. وضع الجعدي 5 مطالب لتنفيذ اتفاق الرياض، ابرزها في وقف الحملة الاعلامية، علاج الجرحى ونقل الحالات الحرجة إلى الخارج، اطلاق الاسرى، توفير الخدمات للمواطنين، صرف المرتبات.
فعليا، لا شيء تحقق من اتفاق الرياض، باستثناء عودة بعثة حكومية تضم 5 وزراء في حكومة هادي، وهي لا تزال محل اقامة جبرية في المعاشيق ومعرضة في اية لحظة للطرد إن لم يكن التصفية اذا ما اخذ في الاعتبار، الاقتحام الذي تعرض له القصر قبل ايام من قبل مجندين يتبعون الانتقالي، هذا من ناحية أما من اخرى فالانتقالي نفسه لا يستطيع تغيير شيء على الارض، فكل المؤشرات تؤكد بأن الرياض ماضية في مشروعها الذي يؤسس لحكم الانتداب وضرب الادوات المحلية ببعضها، وقد نجحت قبل عودة الزبيدي من اعادة توطين قوات هادي بإدخالها إلى عدن تحت مسمى “اللواء الاول حماية رئاسية” وتلك القوات قادرة على تغيير المعادلة في عدن نظرا لحجم تدفقها خلال الايام الماضية.
صحيح ، خفت مظاهر الاقتتال بين طرفي الصراع القائم، وإن اقتصرت على هجمات في الاطراف كما هو الحال في ابين وشبوة، لكن الحرب الخفية التي تشهدها عدن لا تزال مستعرة وقد اصبحت الان تأخذ وجها اخر.
يبرز ذلك في الصراع على المنشآت الخدمية خصوصا المصافي اكبر مصدر دخل يستحوذ عليها هادي عبر عقود غير مزمنة لنائب مدير مكتبه للشؤون الاقتصادية ، احمد العيسي.
هذه الشركة التي تتحكم بمجريات التموين في المحافظة من المشتقات النفطية وصولا إلى الكهرباء كانت خلال السنوات الماضية محل صراع بين الامارات والعيسي وقد تمكنت ابوظبي قبل اشهر من سحب بساط العيسي عبر مناقصة مشبوهة ارسها معين عبدالملك على شركة اماراتية وفجرت خلافاته مع مكتب هادي.
اليوم يعود الصراع على هذه المنشأة العامة من جديدة، فحديث الانتقالي عن الخدمات اشارة واضحة للكهرباء التي بدأ معدل تشغيلها يتراجع وسط صراع على شحنات وقود إذ تطلب المصافي مبالغ مالية ضخمة من الانتقالي لأرسال الشحنات التي تحقق ارباحا شهرية تقدر بـ26 مليون دولار إلى المحطات في حين يسعى الانتقالي لشراء الوقود عبر شركة “الواحة الاماراتية” وهو الذي يدفع عبر شركة النفط لاستلام المصافي.
المصافي هي واحد من منشآت اخرى قد تدفع عدن لتكون ساحة اقتتال مفتوحة بين اطراف عدة بدأت مؤشراته بالمواجهات التي شهدتها التواهي قبل اسابيع عندما حاولت قوات من الانتقالي تسلم الحماية من قوات في المجلس ذاته لكنها تختلف عنها مناطقيا.
لا شيء، بالنسبة لأطراف الصراع المحلية، يهم في الوقت الراهن اكثر من بسط اياديها على اهم مصادر الدخل والتي تتحكم بمجريات الامور كلها وهذا لا يقتصر على الانتقالي القادم قياداته من براثين الفقر بل ايضا على سلطة هادي وتحديد في شبوة الثرية بالنفط حيث هدد المحافظ “الاصلاحي” محمد بن عديو بإغلاق الحقول النفطية متخذا من “الكهرباء” ذريعة جديدة للمساومة على مصافي عدن، وما تلا تهديداته من هجمات على حقول النفط .
بعيدا عن “اتفاق الرياض” الذي تخلى فيه الانتقالي عن “دولة الجنوب” وحكومة هادي عن “الشرعية” لصالح “السفير السعودي” و وصفه الكثير من القيادات الجنوبية بـ”تقاسم مصالح” بين الاطراف الموقعة ، تظل الحرب بأبعاده تفتك بالمواطنين سواء كانت بالرصاص او بالخدمات/ وإن طفأت احدهما استعلت الاخرى والضحية البسطاء الباحثين عن امان وابسط خدمات البنى التحتية.
خليك معنا