الصباح اليمني_متابعات|
تجتاح المدن اليمنية موجة جديدة من الاوبئة.
التقارير الواردة تتحدث عن انتشار انفلونزا الخنازير في الشمال، الضنك وفيروس غرب النيل في تعز وشبوة إضافة إلى انواع اخرى من الحميات التي لم يعرف بعد مصدرها واسباب تفشيها في الساحل الغربي ، لكنها تعد امتدادا لسلسلة متصاعدة من الاوبئة لم تعرف اليمن عنها الا في العام ، 2017 حيث بدأت الكوليرا بالانتشار لأول مرة ، بعد عامين من قيادة السعودية تحالف للحرب يضم اكثر من 17 دولة.
اليوم وبعد 5 سنوات من الحرب على اليمن يدور الحديث عن عملية سلام او بالأحرى يراوغ التحالف مستندا إلى تحركات دولية لإنهاء الحرب على اليمن، لكن وسط هذا الهدوء تهب عواصف الاوبئة لتفتك باليمنيين، فهل يراهن على ورقة الاوبئة كسلاح اخير؟
ثمة انواع متعددة من الاوبئة في اليمن جميعها تؤدي إلى الموت.
لا احصائيات رسمية بعدد ضحايا الحميات حتى الان والانباء تتحدث عن العشرات إضافة إلى حالات انفلونزا سجلت وفيات في مدن مختلفة، لكن المؤكد أن الكوليرا، كما تقول المنظمات الدولية، واصلت فتكها باليمنيين حيث وصلت حالات الاصابة بحسب تقارير لوزارة الصحة في صنعاء إلى اكثر من مليون ونصف مليون حالة اصابة منذ بدء انتشار المرض وأكثر من 3200 حالة وفاة .
يليها السرطان، حيث اعلن وزير الصحة طه المتوكل منتصف العام عن ارتفاع معدلاته إلى نحو 40 الف حالة اصابة سنوبا.
وقبلها الدفتيريا وانوع عديدة من الاوبئة التي تستهدف النساء والاطفال والشباب على حد سواء.
قد يبدو هذا الانتشار المخيف للأوبئة وسط ظلام الحرب طبيعيا، أو كما يحاول التحالف تسويقه، لكن جميع المؤشرات تؤكد بأن العملية مدروسة خصوصا في ظل استهلاك التحالف لكافة اوراقه من العسكرية والاقتصادية .
على مدى السنوات الماضية من عمر الحرب على اليمن ركز التحالف قصفه الجوي على استهداف المنشآت والمرافق الصحية، فدمر المئات منها حول اليمن، واخرج العديد منها عن الخدمة ولا تزال الا اقل من النصف عاملة وهذا باعتراف المنظمات الدولية التي حذرت في وقت سابق من خروج ما تبقى من المرافق عن الخدمة بفعل توقف التمويل.
هذا الاستهداف كان بموازاة تشجيعه الجماعات الموالية له باقتحام مراكز ابحاث كما حصل في تعز حيث اقتحمت جماعات متطرفة المختبر المركزي لزرع البكتيريا في 2017، ناهيك عن فرضه حصار ومنع دخول انواع معينة من الادوية كما تقول صنعاء بهدف مفاقمة الوضع.
وبغض النظر عما سلف وهي بكل تأكيد مبررات يسوقها التحالف للتمويه على الجريمة الحقيقة تلك التي بدأت تجد صداها لدى الاعلام الغربي والمتمثلة بأنواع من الاسلحة ذات تأثير بيولوجي، وهذه الاسلحة استخدمت في حرب العراق، وتضمنتها تقارير لجمعية حماية البيئة بعد فحصها لنماذج من المياه والنباتات في مناطق تعرضت لقصف امريكي – خليجي.
هذا الوضع يتقارب تماما مع التصريحات الرسمية في صنعاء خصوصا تلك التي ذكرها وزير الصحة منتصف العام الجاري واكد فيها بأن مناطق في صعد وحجة لم تسجل فيه حالات اصابة بالأورام السرطانية من قبل بات معدل الاصابة فيها يصل إلى 600 حالة سنويا بعد تعرضها للقصف الجوي من قبل تحالف الحرب، اضف ذلك إلى أن المناطق التي تشهد مواجهات وغارات جوية سواء في شمال اليمن أو جنوبه وحدها من تظهر فيها تلك الاوبئة فجأة وبدون سابق انذار.
في تعليقه على انتشار الاوبئة في اليمن، يؤكد الدكتور انيس الاصبحي- متخصص في شئون الميديكل ميكروبيولوجي- وجود نوع من الحرب البيولوجية في اليمن، مستندا إلى دراسات وابحاث قام بها. يقول الاصبحي لـ”الخبر اليمني” صحيح اضعفت الحرب والحصار الجهاز المناعي للكثير من المواطنين، لكن هذا لا يعني وجود حرب “بيولوجية” لخدمة اطراف عدة اولها التحالف الذي يسعى من خلال نشر الاوبئة إلى نشر الخوف والسيطرة على المناطق التي فشل التقدم فيها عسكريا إضافة إلى وجود شركات ادوية تلعب دور في هذه الحرب القذرة.
يستشهد الاصبحي بحروب استخدمت فيها انفلونزا الخنازير والجمرة الخبيثة والكوليرا حول العالم وتبين لاحقا انها جميعا ضمن حرب جرثومية وفيروسية تبنتها شركات ادوية واطراف في الصراع، وهو يدعو لتشكيل لجنة من خبراء دوليين محايدين بالتنسيق مع وزارة الصحة والامم المتحدة لإجراء بحوث اوسع ومسح للمناطق التي تعرضت للقصف وتنتشر فيها امراض فتاكة، مشيرا إلى أن مثل هذه الحروب لا تشكل فقط ضرر على الانسان بل ايضا على التربة الغذاء.
قد تشهد اليمن المزيد من الاستهداف بهدف ارهاصها وتركيعها، لكن صمود شعبها على مدة السنوات الخمس الماضية اثبت بأن كل اسلحة العالم لا تكفي لتركيع شعب عرف بشدة بأسه وقوة عزيمته، مع القليل من الصبر، وغدا سيكتب التاريخ بان شعبا ركع دول بجلالة قدرها كانت تعتقد ان اسقاطه اسهل من قضم قطعة كيك.
خليك معنا