الصباح اليمني_متابعات|
بصورة فجة، ردت السعودية، الخميس، ببيان لوزارة خارجيتها على تهديدات المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات في عدن..
كان ابرز ما تضمنه البيان التلويح بالحرب عليه تحت يافطة “مكافحة الارهاب” فما هي خيارات المجلس وقد كبلت قياداته واجهضت احلامه؟
في الحقيقة لم يكن البيان وحده يعكس نظرة الاحتقار السعودي للجنوبيين، فقبل هذا كانت الرياض وجهت السلطات الاردنية بمنع عودة قيادات المجلس العليا في لجنة المفاوضات، وعلى راسهم ناصر الخبجي وعبدالرحمن شيخ إلى جانب شلال شائع.
لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل وصل حد اخضاع القيادي السلفي والقائد الاعلى لقوات الانتقالي، عبدالرحمن شيخ للتحقيق بتهم الارهاب وهي رسالة اعتبرها مراقبين تتضمن تهديد باستخدام “الارهاب” كورقة لاستهداف قوات المجلس على غرر استخدام الامارات لذات الورقة قبل ذلك لتصفية مقاتلي الاصلاح في عدن.
قبل هذا التطور، كان الانتقالي يعد لمخطط من نوع ما. نقل قياداته سرا من الرياض ابوظبي ومن ثم إلى الاردن. هذه الرحلة المكوكية لم تهدف لشيء سوى تهريب قيادات المجلس الذين تحتجزهم السعودية منذ نوفمبر الماضي. كان المخطط بارزا للعيان.
على الميدان استبقت قوات الانتقالي وصول هؤلاء بإعلان الطوارئ في صفوفها. وجهت بمنع تحرك أي طقم خشية انقلاب محتمل تغذية السعودية وشرعت ايضا بحملات تهجير للافارقة و من تبقى من ابناء المحافظات الشمالية. اضف إلى ذلك الترتيبات في لحج حيث كانت تعد لإعلان سلطة جديدة وهو ما يكشف أن الانتقالي كان يسعى لإعلان الانقلاب، خصوصا وأن ذلك جاء بالتزامن مع جلسة مرتقبة لمجلس الامن الدولي وكان يتوقع الانتقالي ان تغيير في نظرة المجتمع الدولي للوضع في عدن أو على الاقل تلفت انتباه بعد ما غطته السعودية باتفاق الرياض.
لن تسمح السعودية بالانقلاب عليها، هذا ما تضمنه البيان الاخير للخارجية، واكدته التحركات السعودية بتعزيز قواتها في عدن خلال الاشهر الماضية، ولا مناص أمام الانتقالي سوى التسليم لها طالما وقد ارتضى منذ الوهلة الاولى لدخول قواتها التماهي معها، وكل ما عليه وفقا للنظرة السعودية تنفيذ ما يملأ، غير أن هذا يبدو بنظر الانتقالي غير وارد، لكن مالذي يمكن للانتقالي فعله في هذا التوقيت وقد طوقت السعودية رقاب عناصره وتركتهم بلا مرتبات ولا هوية وسط تكثيف عملية تجريم قواته تارة بالإرهاب وتارة بإغراقها في صراعات مناطقية وقبلية؟
فعليا، لا يملك الانتقالي اية خيارات وهذه باعتراف رئيسه عيدروس الزبيدي الذي قال ذات مرة انه بدون السعودية لن يصمد المجلس يوما وأن كان الزبيدي حينها يسوق السعودية كوصي جديد بعد خروج الامارات، وحتى التهديد الاخيرة للسعودية سواء تلك التي اطلقها ناطق المجلس نزار هيثم وهو يرتدي البزة العسكرية أو تلك التي تضمنتها تغريدة هاني بن بريك الرجل الثاني في الانتقالي، ولا سبيل له للخروج وقد وقع اتفاق الرياض الذي يعتبر كشهادة وفاة لهذا المجلس حديث النشأة، إلا بتفجير الوضع عسكريا وتحقيق مكاسب على الارض تتجاوز معقله الاخير في عدن، فالسعودية التي اعلنت الحرب على صنعاء قبل 5 سنوات انتهى بها المطار تتضرع السلام معها وهذا لن يكون بدون تضحية بالطبع أو على الاقل مد اليد لأطراف يمنية اخرى في الشمال، وأن سبق له تعميق الجراح باستهداف البسطاء.
ستحرص السعودية بعد اليوم على الفتك بالانتقالي، وستلقي بكل ثقلها للنيل منه ما دام وقد كشر عن انيابه وفتح فمه في وجهها، ولا حيلة للمجلس الذي يتضور مقاتليه جوعا في عدن ويكاد يذبح بعضهم بعضا سوى البحث عن حلول خارج المعادلة الجنوبية، فحتى الأمارات التي استغلته ذات يوما يبدو الآن اكثر الطامحين لإنهاء وجوده وقد استدعت قوات بريطانية وامريكية إلى جنوب اليمن ، فتلك الحلول أو المخارج قد تتلاشى مع الوقت وتفقد القها مقارنة بالوقت الحاضر حيث يتعطش اليمنيين جميعا لإخراج القوات الاجنبية التي بدأت توا تعشعش جنوبا.
المصدر: الخبر اليمني
خليك معنا