الصباح اليمني_متابعات|
منذ عودته إلى عدن، الاسبوع الماضي، يخوض رئيس حكومة هادي حربا بالوكالة ضد لوبي “الشرعية”، الذي يشكل جزء منه، و يضم قيادات “اخوانية” ورجال اعمال ونافذين، يقبضون على اهم منشآت الدولة.
بهذه الخطوة يكون تحالف الحرب على اليمن قد حصر الصراع جنوبا في إطار “الشرعية” بعد أن كان مع الانتقالي، المدعوم إماراتيا، لكن مالذي قد يترتب على نسف هذه المنظومة الملغمة بشبكة متداخلة من النافذين وارباب المصالح؟
تمكن معين عبدالملك حتى الأن من فرز قوات هادي مناطقيا، سواء بمنع دخول الافراد “الشماليين” إلى عدن أو بقطع الرواتب على قوات هادي في اطار المناطق العسكرية خارج الجنوب، كالثالثة والسادسة والسابعة، وجميعها محسوبة على “الاصلاح” بقيادة على محسن. ساعدته في ذلك الظروف المواتية بحكم سيطرة الانتقالي على عدن ووجود البنك المركزي في المدينة، اضافة إلى تصعيد الانتقالي وضغوط التحالف على خصومه، لكن المعركة التالية تبدو اكثر تعقيدا فتحديده هدفه القادم بـ “تحرير المشتقات النفطية” اضاف إليه خصوم جدد اكثر قوة ونفوذ لا سيما وأن هذا القرار يستهدف “عنق هادي” نفسه.
على مدى العقود الماضية كان رجل الاعمال احمد العيسي يحتكر تجارة النفط في اليمن، بمنافسة بسيطة من علي محسن عبر الحثيلي.
قد تبدو هذه التركيبة والتي تظهر ايضا في تقاسم امتيازات حقول النفط، كجزء من صيغة التقاسم بين الشمال والجنوب بعد الوحدة أو بالأحرى بين نافذين في الشمال والجنوب ، لكم العيسي استطاع شراء كافة القيادات العليا في الدولة بما فيهم منافسه محسن، وشكل امبراطورية نفوذ لا تزال تثخن اليمن بالكثير من الازمات وتغرقها بـ”الفساد”.
نفوذ العيسي تصاعد عقب صعود هادي إلى الرئاسة في 2012، وقد استطاع حينها من الغاء اكبر صفقة لتطوير اسطول طيران اليمنية بهدف التمهيد لإنشاء شركة طيران منافسه ظهرت لاحقا، وهذا تم ليس فقط بسبب انتماء العيسي إلى محافظة هادي بل ايضا بشراكة نجله ، جلال.
الأن يرفض العيسي وجلال التحول الجديد أو التفريض في إمبراطورتيه تلك التي خاض معارك في سبيل الدفاع عنها في عدن وجيش لها كافة طاقة وموارد قوات هادي، ولم تستطيع الامارات بجلالة قواتها من انتزاع حتى مصفاة النفط أو مطار عدن أو حتى شركة النفط، واليوم وبعد نجاح الامارات بالقضاء على قوات هادي واخرجها من عدن في اغسطس الماضي، تحاول انتزاع ما عجزت عنه مسبقا، وقد نجحت سابقا بدفع معين عبدالملك لكسر احتكار العيسي عبر ارساء مناقصة لشراء الوقود على شركة اماراتية تعرف بـ”الواحة كايبتال” لكن العيسي كان اكثر ذكاء فطلب من هادي تعينه نائب مدير مكتبه للشؤون الاقتصادية وهذا المنصب مكنه من التحكم بدخول وخروج المشتقات النفطية عبر ميناء عدن ومنع الصب في خزانات المصافي التي طالتها الحرائق، اضف إلى ذلك التضيق على التجار عبر لوبي في المصارف والبنوك التجارية حتى تمكن من افشال المناقصة.
اليوم تبدو الظروف مهيأة للإمارات للاستحواذ على قطاع النفط ذاك الذي ظل محل اطماعها منذ تعيين رئيس المجلس الانتقالي مدير للعلاقات في احدى شركاتها للنفط والغاز، وقد دفعت بمعين عبدالملك مجددا لإنهاء هيمنة العيسي بقرار شراء المشتقات النفطية من خارج منظومته، غير أن هذا القرار فتح النار على عبدالملك سواء بحملات على مواقع التواصل الاجتماعي أو بتحذيرات اطلقتها مجموعة العيسي في بيان لها، الثلاثاء، اعتبرت فيه قرار عبدالملك استهداف لها.
يملك العيسي العديد من الوسائل لإغلاق النوافذ على عبدالملك في معاشيق واولها التحرك عسكريا أو اقتصاديا، خلافا لمعين عبدالملك، البائس القادم من ساحة التغيير في صنعاء، والذي لا يملك منهجية ولا هدف سوى تنفيذ ما تمليه عليه الإمارات ويخدم اجندتها و كل همه الان النضال من اجل البقاء في منصبه في ظل الامواج العاتية التي تعصف بحكومته، منتظر ما تجود به الامارات للدفاع عنه سواء بتفكيك منظومة العيسي العسكرية أو تدمير إمبراطورتيه الاقتصادية
يدوس معين ، الابن المدلل لمسئول حكومي سابق، على الالغام في عدن متجاهلا حجم المخاطر المحدقة، والتي قد تؤدي في نهاية المطاف بحياته، ويشارك في معارك بدون اسلحة عدى القبضة الاماراتية تلك التي نصرت الانتقالي من قبله.
وبغض النظر عن الهدف من اصرار الامارات على اعادته إلى عدن في ظل ظروف مشحونة، واجواء تمقت وجوده اكثر من غيره ، تكون ابوظبي قد نجحت فعلا بضرب اجنحة “الشرعية” ببعضها وجعلت عدن والمحافظة المجاورة ساحة حرب مفتوحة على كافة الاصعدة.
المصدر: الخبر اليمني
خليك معنا