الصباح اليمني_متابعات
انتقدت مؤسسة”بروكينجر” الأمريكية المختصة في إجراء أبحاث معمقة في السياسة الدولية، التغطية الإعلامية التي تصنف “الحوثيين” في اليمن كوكلاء لإيران، مشيرة إلى أنه”في الحقيقة، الحوثيون ليسوا وكلاء لإيران”
واعتبرت المؤسسة الأمريكية، أن هذا التصنيف يقلل من التهديد الذي يشكله الحوثيون ويحجب الحل، مضيفة ” تتطلب التعريفات الدقيقة لمصطلح “وكيل” أن يكون لدى الراعي بعض الوسائل للسيطرة على الوكيل، لأن هذا ما يميز الوكيل عن الشريك/الحليف. لكن إيران تفتقر إلى السيطرة على سلوك الحوثيين والحوثيين لا يتصرفون في المقام الأول نيابة عن إيران. وهذا مهم لأن الحوثيين أثبتوا أنهم غالبًا ما يكونون طرفًا أكثر تقلبًا وعدوانية من مؤيديهم الإيرانيين.”
ولفتت المؤسسة إلى أن التعامل مع الحوثيين من خلال طهران أمر محكوم بالفشل، موضحة “إن الحوثيين ليسوا جزءاً من نظام مركزي بالوكالة، بل هم جزء مستقل من شبكة معقدة بشكل متزايد تسمح لهم بالعمل بشكل مباشر مع أكثر من اثنتي عشرة مجموعة أخرى لتبادل الخبرات وتنسيق الأنشطة، بل وحتى التعاون في شن هجمات مشتركة. وتتيح هذه الشبكة انتشار الفوضى إلى ما هو أبعد كثيراً مما يمكن لإيران أن تنظمه بمفردها، وما هو أبعد مما يمكنها السيطرة عليه بشكل فعال. ولهذا السبب، فإن محاولات معالجة التهديد الذي يشكله الحوثيون من خلال الضغط على إيران أو التعامل معها محكوم عليها بالفشل.
واستدلت المؤسسة ببعض القرارات والأفعال التي قامت بها صنعاء في تأكيد على استقلاليتها، قائلة أنه “وبعد أن قتلت طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين مواطنا إسرائيليا وأصابت عدة آخرين في تل أبيب في 19 يوليو/تموز، سارع الحوثيون إلى الإعلان عن أن إيران لم تعلم بالهجوم إلا بعد وقوعه في محاولة لتأكيد استقلالهم. وقد أظهر الحوثيون باستمرار أنهم يحتفظون بالسلطة الوحيدة على صنع القرار. وفي بعض الأحيان، شمل ذلك اتخاذ إجراءات تتعارض مع المصالح الإيرانية، كما فعلوا بإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد مع المملكة العربية السعودية في عام 2019، حتى مع سعي إيران إلى استخدام الحوثيين لتصعيد التوترات في المنطقة.”
وأشارت المؤسسة إلى استمرار قوات صنعاء في تطوير قدراتها العسكرية والتي كانت في السابق تقتصر على تطوير الأجزاء الخارجية للأسلحة، لكن خلال الفترات الأخيرة انتقلت صنعاء إلى تطوير الأجزاء الأكثر حيوية وليس الخارجية فقط، منها القوارب الغير مأهولة التي تمكنت من إغراق سفينة فحم يونانية.
وأوضحت أن الحوثيين أقل عرضة للضغوط الأمريكية والدولية مقارنة بإيران، ما يعني قدرتهم على تحمل مخاطر أكبر، كما أن الحوثيين تمكنوا على حماية إمدادات أسلحتهم من الغارات الجوية خلال فترة الحرب التي تقودها السعودية منذ سنوات على اليمن، ولهذا السبب فشلت الضربات الأمريكية والبريطانية الأخيرة في تقليص قدرات الحوثيين الهجومية.
خليك معنا