ربما ما بعث به السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير بذكرى استشهاد مصطفى بدر الدين لجهة التدليل القطعي على قوة الحزب وعدم التأثر بمعركة ” الاستنزاف والإلهاء” في سورية، وأن الإسرائيلي يخشى المواجهة المقبلة لأنها ستكون داخل الأراضي المحتلة، وأن وحدة الحال وصلابتها الراسخة في محور موسكو دمشق مروراً بالجمهورية الإسلامية،
كل ذلك ربما أثلج صدر ” محمد بن سلمان ” وسيحفز الإسرائيلي بصورة أكبر للإعلان عن مفاعيل الحلف ” المعتدل ” كما يحلو للبعض تسميته، لمواجهة إيران، زيارة ترامب الأسبوع المقبل للمنطقة والتي سيفتتحها بالسعودية، ربما سيسدل فيها سيد البيت الأبيض الستار عن الحلف المدشن، ماكماستر مستشار الأمن القومي الأميركي كان واضحاً لدرجة الشفافية في الطرح على قاعدة عدم الاستحياء يبيح الجهار وعلانية التوجهات، ترامب الذي أظهر عداء ً واسعاً للمسلمين ومنع مواطني سبع دول من دخول الولايات المتحدة سيقول في زيارته للسعودية ويبعث برسالة لحلفائه العرب المسلمين رسالة قوية للوقوف بوجه الفكر المتطرف من داعش والقاعدة مروراً بإيران والأسد والذين هم سبب اراقة الدماء في المنطقة بحسب ماقاله ماكماستر، هو المال السعودي الذي لا يمكن توقع حجمه وكميته والذي صار في الأرصدة الأميركية لإحداث صورة الانقلاب الحاصلة اليوم في سلوك ترامب وإدارته التي أكدت مراراً على أنها ليست بوارد الندخل في شؤون الدول الأخرى.
ماكماستر الذي بين أهداف زيارة ترامب والتي من بينها التأكيد على الدور الريادي لأميركا في العالم وارسال رسالة موحدة من حلفاء اميركا ( أتباع الديانات الثلاث الكبرى، الاسلام واليهودية والمسيحية) كون المحطة الثانية في جولة ترامب ستشمل الفاتيكان ودولة الاحتلال ، وهذا سيضع ماسماه ماكماستر على لسان ترامب رؤية سلمية للإسلام ورؤية مشتركة للسلام والرخاء في المنطقة ، كل ذلك يصعب في حضرته تحديد المسارات والوجهات الخطيرة التي تسير نحوها المنطقة.
في مقال عنونه الكاتب روبرت كوبيرن في صحيفة الاندبندنت ( أخطر رجلين في العالم ترامب ومحمد بن سلمان سيلتقيان)، حذر الكاتب من طيش وولدنة ومقامرة الأمير السعودي وشبهه بالذي يرفع العصا أثناء وقوعه، وكيف يؤسس خطابه الطائفي ولقائه الأخير بنقل المعركة إلى إيران، لإثارة السنة ؤتأليبهم ضد الشيعة في لبنان وباكستان وإيران والقيام بحركة انفصالية لاسيما البلوش في الجنوب الشرقي لإيران.
لانعرف شكل المواجهة المرسومة مع إيران، وماهية استهدافاتها وشكل تسعيرها، وهل سيقتصر الموضوع فقط على ما حذر منه روبرت كوبيرن، وماذا لو نفذت إيران تهديدها على لسان وزير الدفاع بأن أي حماقة سعودية في إيران لن يبق في المملكة مكان آمن سوى مكة والمدينة، وماذا عن روسيا وهل يكون تدحرج كرة النار فقط في الجغرافية الإيرانية.
نعم سيُحتفل بترامب زعيماً ” للسُنّة ” في الرياض وسيُفرش كل انواع السجاد الأحمر أمام ضيف السعودية ” الكبير ” في صورة مثالية للتذلل العربي والانصياع المقيت، التي لا تقترب مطلقاً من مشهد تلاقي ارادات الحلفاء بقدر ماهي بين السيد والأتباع، وقد اكتملت الدعوة لاستدعاء 17 دولة عربية وإسلامية للقاء الضيف ” الكبير “.
عندما يحط رجل المال والأعمال وعاشق النساء في أرض الحجاز ويلتقي بالأمراء والمشيخات محبي النساء ورش الدولارات، فاعلم أن كل الدروب والطرق والأنفاق قد تتشح كلياً