يقول مثلنا الفلسطيني “قابلني تا أقابلك خللي الهمّ يزول” من منطلق أنّ اللقاء والمواجهة تصفي القلوب. فالرجل أو العجوز الأشقر صاحب نوادي المصارعة، “زعلان” على المملكة العربيّة السعودّية، ومنذ حملته الانتخابية كانت عيونه تتجه إلى “الدولة الثريّة” التي تحميها دولته بلا عائد وجزية ماديّة عادلة، وكتبنا حينها أنّ حامي الحكومات العربية “العم ترامب” الذي وصف المملكة بالبقرة الحلوب سيقوم بابتزاز المملكة، وهذا ما حصل بلا إطالة وتفسير، لأنّنا تابعنا جميعا ما حدث في هذه الزيارة ونعلم التداعيات الجديّة لذلك، وبالنسبة لنا فإنّ هذه الأموال هي أموال المسلمين، لذلك عندما نتذكر وقاحة الابتزاز التي قام بها ترامب الذي أجاد العزف على وتر الطائفية ليقوم بحصد عقود بمليارات الدولارات، تهدف إلى مواجهة التهديدات الإيرانية ومكافحة الإرهاب في المنطقة، متناسين أنّ أهل اليمن يُقتلون بأيدي ومباركة المملكة.
يصعب علينا حال جياع العرب في كل مكان، ونتألم لحال اللاجئين والمشردين، ولأطفال وأهل اليمن الذين يموتون في أوبئة انقضت منذ مئات السنين، ويأتي “ترامب” في رمشة عين ومن أول غزواته ويمتص أموال شعوبنا بسهولة.
هذه الحالة لا تصعب على الكثير من العرب، فبدلا من كتابة مرثية، أو قصيدة بكاء، نجد شريحة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي يحيدون عن القضية الأساس، وينشغلون بجمال ابنة ترامب، وتمنياتهم بتطليق نسائهم والزواج من “ايفانكا” المتزوجة المصون، وتركيز الكثير من وسائل الإعلام على نظرات الرجال وتحديقهم في زوجة وابنة الرئيس الأمريكي.
وأخيرا، “كِرمال” عين تكرم مرج عيون ترامب وزوجته وابنته “السافرات” في دولة إسلاميّة تطبّق الشريعة وتشدد عليها، وتصافح الملك، فأين الحلال والحرام؟ وهل الدين يتم تطبيقه حسب المنفعة والسياسة؟.