كشف موقع “المساء برس” في صنعاء عن تحركات يجريها حزب المؤتمر الشعبي العام لحشد التأييد لمبادرة مجلس النواب اليمني فيما يخص وقف الحرب وفك الحصار ومراقبة الأمم المتحدة للمنافذ البرية والموانئ البحرية والمطارات.
الموقع أشار الى اجتماعات عديدة تعقدها كوادر المؤتمر الشعبي العام التابع للرئيس السابق علي عبدالله صالح في عموم المحافظات لمناقشة الترتيبات الخاصة باحتفال الحزب بمناسبة ذكرى تأسيسه في 24 أغسطس الجاري، والمزمع اقامته في العاصمة اليمنية صنعاء .
وفي ذات السياق تطرق “المساء برس ” الى بيان صدر باسم قبيلة حاشد وفروع المؤتمر الشعبي في مديريات محافظة عمران ،بتأييد المبادرة التي تقدمها بها البرلمان والداعية إلى وقف الحرب وفك الحصار ومراقبة الأمم المتحدة للمنافذ البرية والموانئ البحرية والمطارات، مشيراً الى حضور عدد من المشائخ البارزين في قبيلة حاشد وحزب المؤتمر منهم علي حميد جليدان ومبخوت المشرقي.
يأتي ذلك في الوقت الذي رفضت فيه جماعة “انصار الله” الحوثية ،شريك المؤتمر في التصدي للعدوان، هذه المبادرة كونها تقضي بتسليم محافظة الحديدة ومينائها والتنازل عن السيادة اليمنية على أهم ميناء يمني.
فيما لا يزال الموقف غامضاً حتى الحظة بالنسبة لقبائل حاشد من موقفها من مبادرة البرلمان خصوصاً وأن العديد من مشائخ حاشد يوالون حركة أنصار الله، الأمر الذي قد يفجر أزمة بين الحليفين، حيث تفيد مصادر”المساء برس” بأن الهدف من الحشد الذي ينوي إقامته حزب المؤتمر هو إعلان التأييد لمبادرة البرلمان وأن استخدام ذكرى تأسيس الحزب ليس إلا غطاءً لهذا الحشد.
متابعون للشأن اليمني قللوا من هذه الخطوات التي يتعمد المؤتمر إثارتها ،لاسيما وان جماعة الحوثيين استطاعت بناء تحالفات قبلية أمتن ، حتى داخل قبيلة سنحان ذاتها التي ينتمي إليها “صالح”، مؤكدين قدرة الحوثيين على الحشد والتأييد لدى كل قبائل اليمن، بل انهم باتوا اكثر قوة مما مضى ويحضون بدعم كبير، مدللين على قولهم باستجابة تلك القبائل لدعوات الحوثيين لرفد جبهات القتال بالمال والرجال.
مراقبون أفادوا “للصباح اليمني” أن قيادة المؤتمر إستغلت ذكرى تأسيس الحزب لتمرير مشروع التسوية الاماراتي لانهاء الصراع في اليمن من خلال حشد التأييد الجماهيري للمبادرة التي أعلنها البرلمان اليمني والذي يتمتع فيه حزب صالح بالغالبية المطلقة ، من أجل تفجير ازمة مع الحوثيين وفض الشراكة القائمة بينهما .
ويشير المراقبون الى أن البرلمان الذي يتمتع فيه حزب صالح بالغالبية المطلقة يعتزم أيضاً الانتقال الى العاصمة المؤقتة”عدن” لعقد جلسة طارئة برعاية وتنسيق اماراتي خلال الشهر الجاري ،ربما لو قدر لها النجاح فستكون لها آثار ارتدادية على المشهد السياسي للبلاد،وتدخل اليمن في مرحلة جديدة غاية في التعقيد يصعب التنبؤ بها.
وكانت مصادر خاصة قد اكدت “للصباح اليمني”في وقت سابق هذا الاسبوع أن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي قام بزيارة سرية الى العاصمة صنعاء والتقى بالرئيس السابق علي عبدالله صالح ،لتنسيق الترتيبات الاخيرة لانعقاد البرلمان ،ومناقشة الخطوات السياسية القادمة لاعلان التسوية في اليمن ،حسب الرؤية الاماراتية الامريكية التي يجري التمهيد لها حالياً.