لا تفقه ممالك النفط الفرق بين الرجاّل والرياّلَ “خليجيا” ، لانهم لم يألفوا او يعرفوا سوى الاخير فقط ،وربما قد ادركوا مؤخرا جهلهم بجنس الرجولة وافتقارهم له ، ولكي يزول التباسهم بين المعنيين دعوني اشرح لهم الفرق بين الرجولة و”الريولة” .
يا هؤلاء ان “الريولة” التي تعرفونها وتشترونها بريالكم ، ومن بين ظهرانيكم لا علاقة لهم بالرجولة ولكن لهم علاقة مباشرة بالسيولة “والريولة” ، فالريولة تُشترى ،و”الريّال” ببيع وطنه وعرضه وكل شيء مقابل الريال، فتجدوهم مشغولين بما تنسأون لهم من الفتات ، همهم الكبسة، في مطاعم الرياض ، نقاشهم محصور بالأرصدة وسعر الصرف ، عقيدتهم في الحياة كم وبكم ، وان كنتم في ريب فارجعوا الى اميركم واسألوه ما بال ضيوفه يتنازعون امرهم ويعلو نباحهم، وبكم اشترى لقاءا ميتا مع من اسميتموهم (مشايخ اليمن) ،وما استدعاهم الا لضيقه ذرعا ممن سبقوهم من نزلاء الفنادق واكلة الكبسة، الاوائل كهادي وبن دغر والاحمران ..
اما الرجولة ، فاسألوا عنها جيشكم ومن جلبتموهم لحماية جيشكم ،انهم اولئك الحفاة العراة في شعاب الجبال وبطون الاودية ، الواحد منهم بألف مما تعدون، انهم اولئك , المرابطين في جبهات العزة والكرامة يذودون عن حياضهم بكل بسالة ، يلقنون تحالفكم والعالم معان الرجولة لا “الريولة”.
الرجولة يا هؤلاء تجدوها في شعب محاصر لأكثر من عامين جوا وبرا وبحرا وقصف بشتى انواع الذخائر والاسلحة المحرمة ، وتجدونها في موظف حُرم من مرتبه لثمان اشهر متتالية ،بل هي ايضا في نازح دمرتم منزله ومزرعته وكلما يملك فأبى معها حياة الذل في مخيمات نزوح تقيمها اممكم المتحدة ، هي في قوم يحبون الموت كحبكم للحياة , ولمن يراهن على كسرهم سأروي له حادثة حصلت معي قبل شهر، عندما ذهبت ابحث عن احد اقربائي والذي ذهب في دورة تدريبية في محافظة عمران ، وهناك علمت بتوجهه مع رفاقه لجبهة جيزان ، لكن ما لمسته خلال زيارتي لأول مرة معسكر اللواء القشيبي وجولتي في مواقع القشلة , التي يقصفها تحالفكم ليل نهار ، لم اجد فيها ما يستحق القصف ، سوى جبال صلبة وفوق تلك الجبال رجال اصلب واقسى ، سألتهم بفضولي الصحفي عن رأيهم باللواء القشيبي فتفاجئت بردهم ، قالوا كان رجل مبادئ وقيم وقائد شجاع باعه عباد الريال ومنتسبي “الريولة” ، وخطر اولئك المرجفين والمتزلقين كما قالوا اشد واعظم ، نعم انها اخلاق الرجولة التي تجهلها ممالك الثروة والنفط ، رجال لم يهز قصفكم في عزمهم ولا في عزتهم بل زادهم ،ثقة باقتراب النصر, وكلما اشتدت رحى الحرب ، يقتاتون الصبر ، ويتدثرون بالايمان ، يرتقبون النصر، ويتلهفون للشهادة ، فهل عقلتم الفرق بين الرجولة و الريولة