يتابع شعب الجنوب حرب القرارات التي تشنها الشرعية ضد البعض ممن اختارتهم بمحض إرادتها، لتجعل منهم نواة لتواجد جنوبي شكلي في أرض السلطات الجنوبية المهتمة بإدارة شؤون المحافظات الجنوبية المحررة.
وبما أننا كشعب في الجنوب لا نقيس علاقاتنا بالشرعية من زاوية الربح والخسارة، بقدر ما ننظر إليها من زاوية التعاون الملزم عقلاً وأخلاقاً لتجاوز المعضلات التي تواجه المناطق الجنوبية المحررة، والتي تتطلب التقارب بين كل القوى على الساحة الجنوبية، فإن تلك القرارات لا تزعجنا؛ فهي في النهاية شأن من شؤونها، وتستهدف شخوصاً محسوبين عليها أكثر مما هم محسوبون على شعب الجنوب. ولكننا ننبه إلى أن هذه الخطوات ومثيلاتها لا تؤسس لمحطة انطلاق إيجابي نحو مستقبل آمن يخدم أجندة الشرعية ذاتها، ومن خلفها التحالف الخليجي، ولا يخدم أبناء الجنوب بالتالي، إذا ما امتد ضررها ليمس شعب الجنوب وثورته.
إننا في الجنوب نؤكد أن القرارات الشرعية قد تستطيع إيعادنا عن المشاركة في صنع أسس ترسيخ الإنتصار الذي حققته الثورة الحراكية الجنوبية، والذي عمدته دماء الجنوبيين من بوابة الشراكة الندية مع التحالف الخليحي وقواه على الأرض، ولكنها حتماً لا تستطيع سلبنا الإنتماء إلى الجنوب وحراكه الثوري، ولن تستطيع إرغامنا على القبول بسياسة الأمر الواقع وسياسة محاولة الإستحواذ على الإرث الثوري الجنوبي، من قبل تلك الشرعية أو غيرها من القوى التي أفرزتها معركة مارس 2015م.
إن كافة القوى على الساحة الجنوبية اليوم مطالبة بإدراك خطورة المرحلة، وبالتالي التسليم بحقيقة أنه لا نصر سياسياً ولا عسكرياً سيتحقق في ظل استحواذ أطراف معينة وتهميش أخرى، وأن شرط تحقق ذلك النصر السياسي والعسكري يكمن في الاعتراف بالقضايا الماثلة، وفي مقدمتها القضية الجنوبية وحق أبناء الجنوب في استعادة وطنهم وفي التقارب على قواسم المعركة المشتركة.
إننا نؤكد كجنوبيين مجدداً صدق وثبات موقفنا إلى جانب التحالف الخليجي، ونطالب الإخوة في الشرعية اليمنية باحترام نضالات وتضحيات أبناء الجنوب على مدى عشرين عاماً من النضال لنيل حريتهم. وإننا ما زلنا نؤكد دائماً ترحيبنا بإخواننا من أبناء الجنوب في كافة القوى والفصائل السياسية على الساحة، بما في ذلك الشرعية بعنصرها الجنوبي، وذلك على قاعدة الحوار لإيجاد ممثل جنوبي مؤمن بحق أبناء الجنوب بالتحرر والاستقلال، لإيماننا بضرورة الشراكة الجنوبية الصحية التي لا تقصي أحداً.
ختاماً، نوجه رسالة إلى التحالف الخليجي والمجتمع الدولي، ونذكرهم جميعاً بأن هناك ثورة جنوبية انطلقت على إثر الإجتياح العسكري اليمني للجنوب في يوليو 1994م، وذلك بعد فشل وحدة 22 مايو 1990م، وأن هذه الثورة مستمرة حتى تحقيق أهدافها، وأن على الإخوة في التحالف والمجتمع الدولي أن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية والأخلاقية لدعم أبناء الجنوب في تحقيق مبتغاهم، الذي يعد أهم أسباب الأمن في الجنوب خاصة، واليمن والإقليم عامة.