الصباح اليمني_تقارير|
نجا نائب رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي»، هاني بن بريك، من محاولة تصفية مدبره نفذت بواسطة جرعة من السم كادت أن تودي بحياته، ووفقاً لمصادر مقربة من «المجلس الانتقالي الجنوبي»، فإن الوزير السابق هاني بن بريك يرقد لليوم الرابع في إحدى مستشفيات أبو ظبي بدولة الإمارات الذي أسعف إليها من عدن، بواسطة طائرة إماراتية بصورة عاجلة نتيجة تعرضه للسم.
حادثة تسميم الرجل الثاني في «الانتقالي الجنوبي»، الموالي للإمارات والمشرّع لتواجدها في المحافظات الجنوبية والشرقية، تزامن مع تصاعد الاتهامات، لبن بريك، بالوقوف وراء مسلسل الاغتيالات الذي استهدف أئمة وخطباء مدينة عدن. فبعد أيام من اتهام عادل السالمي، القيادي في «المقاومة الجنوبية» والمعتقل السابق في السجون الإماراتية في عدن، لبن بريك بالوقوف وراء اغتيال إمام جامع بن تيمية في البريقة، الشيخ راوي سمحان العريقي مطلع العام 2016.
إلا أن اتهام السالمي بوقوف نائب رئيس «الانتقالي الجنوبي» وراء اغتيال الائمة والخطباء في مدينة عدن، لم يكن عابر، كالاتهامات السابقة التي تعرض لها من قبل حزب «الإصلاح» بطريقة ضمنية، بل اتهام علني وبداية حقيقية لتصفية حسابات قوي محلية وخارجية مع بن بريك الذي يمثل جناح الإمارات الأقوى في «المجلس الانتقالي الجنوبي»، واليد الطولى للإمارات في عدن.
ترتيبات مسبقة
وفقاً لمصادر، فإن إعلان الجهات الأمنية في مدينة عدن القبض على ثلاثة من قتلة الراوي بعد يومين فقط من اتهام السالمي، لبن بريك، بالوقوف وراء اغتيال الشيخ السلفي البارز في عدن راوي العريقي، يأتي في إطار الترتيبات التي يقف ورائها حزب «الإصلاح» والسعودية للإطاحة بالقيادي السلفي المتشدد من «المجلس الانتقالي»، لضلوعه في معاداة «الإصلاح» ووقوفه وراء اغتيال عدد من قياداته من جانب، وكذلك تصريحاته الرافضة للتدخلات السعودية في الجنوب وولائه المطلق للإمارات وقيامه بتنفيذ اجندتها على حساب مصالح الرياض الذي يعتبر وجودها في الجنوب بمثابة حرب غير معلنه على أبوظبي
وأوضحت أن «المتهمين بقتل الشيخ الراوي، المعلن عنهم مؤخراً وبصورة مفاجئة من قبل البحث الجنائي في عدن وهم، (حلمي جلال محسن، وسمير مهيوب، ومحمد عبد الرحمن الضباعي)، اعترفوا بتنفيذ جريمة الاغتيال تنفيذاً لأوامر مسنودة بفتوى دينية بقتله يقال بأنها صادرة عن بن بريك الذي كان على خلاف مع الراوي».
ولأول مرة، تظاهر العشرات من أقرباء وأصدقاء الشيخ الراوي يوم أمس الاثنين في جولة البريقة، ورفعوا صوراً لبن بريك في لافتات كبيرة كتب عليها «للغدر عنوان». وطالب المتظاهرون بسرعة إحالة الجناة والقيادات التي تقف وراءهم بالإشارة إلى بن بريك، إلى المحاكمة وإنزال اشد العقوبات بحقهم، فيما ترى قيادات «سلفية» موالية لبن بريك بأن محاولة قتله بالسم، وتصاعد الاتهامات ضدة في عدن، ومساعي رفع قضية امام المحاكم المحلية في عدن «تقف خلفها السعودية».
لماذا الرواي؟
قُتل في عدن برصاص مسلحين مجهولين خلال العامين والنصف الماضية أكثر من عشرين إمام وخطيب جامع، ومع كل جريمة اغتيال كانت أصابع الاتهام تشير إلى ضلوع هاني بن بريك. ويُتهم بن بريك بالوقوف وراء اغتيال الشيخ عادل الشهري إمام وخطيب مسجد سعد بن أبي وقاص في عدن، ومقتل الشيخ ياسين العدني وفهد اليونسي، والتخطيط لاغتيال إمام جامع لفيوش بلحج الشيخ عبد الرحمن العدني وآخرين. ولكن الإتهام الأخير والعلني الذي اعقبة تحرك أمني وشعبي اقتصر على حادثة اغتيال الشيخ راوي العريقي، والذي كان على خلافات شخصية وعقائدية كبيرة مع بن بريك منذ دخول القوات الإماراتية عدن خلال النصف الثاني من عام 2015، وحتى تاريخ اغتياله، وهو ما يؤكد أن من يقفون وراء التصعيد الأخير ضد بن بريك تجنبوا المساس بملف الاغتيالات ذات الطابع السياسي حتى لا تنكشف أوراق تلك الجرائم الممنهجة، واكتفوا بفتح قضية شبه شخصية لبن بريك.
قوات سعودية في عدن
تعمل السعودية على فرض تواجدها العسكري في عدن إلى جانب الإمارات، كما حدث في سقطرى التي تحولت إلى جزيرة مشتركة تسيطر عليها الإمارات والسعودية بعد أن عززت الرياض نفوذها العسكري في الجزيرة خلال العام الجاري. ووفقاً لمصادر سياسية في مدينة عدن، فإن الوجود الإماراتي في المدينة من خلال القوات التي أنشئت من قبل أبو ظبي وقوات إماراتية، دفع السعودية إلى تعزيز تواجدها في المدينة مؤخراً وسط معارضة هاني بن بريك الذي قال في حسابه على تويتر العام الماضي أن «السعودية هي من تحارب الإمارات وليست قطر».
ووصلت الأحد الماضي قوات عسكرية سعودية إلى مدينة عدن. وأفادت مصادر محلية بأن «7 ناقلات تقل عدد من العربات العسكرية السعودية وصلت إلى مدينة عدن براً عبر منفذ الوديعة»، مشيرةً إلى أن «تلك القوات التي قيل إنها دفعة أولى عززت قوات سعودية تتواجد في قصر المعاشيق في عدن».
واعتبرت مصادر سياسية ما يجري في عدن بين السعودية والإمارات «حرب باردة، وصراع نفوذ بين الدولتين في المحافظات الجنوبية والشرقية». وأكدت المصادر أن «فرض الرياض تواجدها العسكري في سقطرى بعد أن احكمت الإمارات السيطرة الكاملة على الجزيرة خلال العامين الماضيين وبدأت تتعامل وكأنها جريزة إماراتية أثار حفيظة السعودية ودفعها لتقاسم الإمارات المكاسب على الأرض». وأشارت المصادر إلى أن «الرياض تسعى لاستقطاب جناح عيدورس الزبيدي في المجلس الانتقالي، واستمالة بعض القيادات السلفية التي تقاتل تحت قيادة الإمارات لصفها ، حتى لا يكون القرار في عدن والجنوب للإمارات فقط على حساب السعودية ومصالحها».
رشيد الحداد _ العربي
خليك معنا