الصباح اليمني_صنعاء
شهدت الذكرى الـ 53 لعيد الثلاثين من نوفمبر، تاريخ اجلاء اخر جندي بريطاني من اليمن، هذا العام، اهتمام غير مسبوق من قبل بريطاني والإمارات في خطوة تكشف تجدد أطماع الاحتلال القديم في بلد يتعرض لحرب مدمرة منذ 6 سنوات ويعيش اسواء مرحلة انقسام شعبي يغذيها “الاحتلال” بثوبه الجديد.
الإمارات التي اختارت هذه اليوم بالذات لإحياء ما تسميه بـ”يوم الشهيد الاماراتي” بغية ترسيخه في صفوف المجتمع اليمني بفعاليات في مناطق سيطرتها جنوب وشرق اليمن، تداولت وسائل اعلامها فيديو وثائقي خاص بمشاركة القوات الإماراتية في الحرب على اليمن بمعية اتباعها في الجنوب في محاولة لتصوير ما تصفه بـ”التضحيات الإماراتية للدفاع عن دولة الجنوب” مستعرضة بذلك حصيلة قتلاها في مأرب وباب المندب، لكن ما يثير الاستغراب اعلان الامارات تلقيها برقية من السفارة البريطانية بهذه المناسبة.
الإمارات التي أصبحت الأن يد البريطانيين في اليمن، تحاول منذ دخول قواتها عدن في العام 2015 إعادة تنفيذ السيناريو البريطاني لتقسيم اليمن بهدف إيجاد إقليم يمتد من الحديدة في الساحل الغربي حتى عدن جنوبا مع فصل حضرموت والمهرة كإقليم شرقي وإبقاء اليمن بجنوبه وشماله في صراع دائم ذات ابعاد مناطقية وطائفية بغية حماية نفوذها الهادف للاستحواذ على السواحل اليمنية ونهب ثرواته ، وهذا السيناريو الذي ينفذ حاليا ليس بعيد عن بريطانيا التي تشارك في الحرب وتقود عملية السلام وعينها على تنفيذ مخططها الذي فشلت بتحقيقه في ستينات القرن الماضي.
في هذا السياق، افردت وسائل اعلام بريطانية مساحة لإعادة توجيه ذكرى اجلاء الجنود البريطانيين في عدن عبر تداول تصريحات لمجندين سابقين خدموا في عدن يتحدثون عن الفرق بين وجود الاحتلال واليوم، وابرز تلك الوسائل قناة البي بي سي، كبرى المؤسسات الرسمية البريطانية، حيث نقلت عن مجند سابق يدعى ريدال وعمره 78 عاما قوله “كنا هناك لحماية السفن والتجارة وكان وجودنا لصالح السكان الذين يحصلون على العمل، لكن اليوم ماذا هناك غير الحرب منذ خروجنا من هذا الجزء، في حين تم إعادة تسليط الضوء على مسلسل ” اخر مشاركة أو THE LAST POST ” الذي يناول مسيرة الاحتلال البريطاني في عدن حتى اجلائهم في العام 1976م.
قد تكون بريطانيا والامارات تحاولان الان إعادة توجيه ذكرى اجلاء القوات البريطانية من خلال تحريك ملفها إعلاميا بغية تشويه التاريخ وتصوير وجودهما القديم والجديد كنوع من الإنقاذ ، لكن الهدف يبقى واحد ويؤمد مدى تنامي المطامع الاستعمارية لهذه الدول لمنطقة تعد مركز ثقل الخليج العربي برمته.
خليك معنا