يتكهن مراقبون أن تقل نسبة المشاركة في شبكات التواصل الإجتماعي من قبل المواطنين في الداخل اليمني فيما لو اقدم المجلس السياسي الأعلى على إعلان حالة الطوارئ , بعد أن تم التمهيد لها وفق مطالبات جماهيرية ومسيرة شعبية تمت اليوم في شارع المطار في العاصمة صنعاء ، ومع حضور الإعلامي المقرب من الرئيس السابق علي عبدالله صالح في منصة المسيرة ومطالبته بالقضاء على الطابور الخامس المتغلغل في اوساط المجتمع اليمني مستفيدا من سعة المساحة للحريات ، يتوقع قرب إعلان حالة الطوارئ بعد التوافق بين مكوني التحالف – الحوثي وصالح – على ذلك .
تأتي هذه الخطوة كمرحلة مهمة وفق ما ذكره المراقبون للقضاء على الأفراد الذين يتقاضون أجورا مقابل بث الأفكار المعمقة للخلافات في المجتمع اليمني المواجه بكل صلابة لتحالف السعودية والذي لم يستطع مع دخوله العام الثالث من بداية عاصفة الحزم من تحقيق اهدافه المعلنة ، وكما تصف حكومة الإنقاذ في صنعاء ، فإن التحالف السعودي قد استنفد كل خياراته العسكرية ولم يعد بإمكانه إحداث اي تغيير في المعادلة الصعبة التي فرضها الشعب اليمني نتيجة صموده وتحمله كل الضغوط الممارسة من قبل التحالف السعودي وكان آخرها الورقة الإقتصادية التي رمى التحالف في سبيل الكسب عن طريقها كل ثقله , حتى وصل إلى قطعه رواتب الموظفين في الشمال والجنوب ، إلا أن ما حدث لم يكن متوقعا وفق الخطط المرسومة من قبل شركاء التحالف البريطانيين والأمريكيين ، حسبما ذكر الحبيشي اليوم في كلمته التي القاها خلال مسيرة اليوم عندما كشف تهديدات السفير البريطاني للوفد القادم من صنعاء بأنه إذا لم ترضخوا لمطالب التحالف فسندخل معكم حربا اقتصادية لا قبل لكم بها ويستحيل أن تنجوا منها ، لأن الشعب هو من سيواجهكم بالتمرد وإعلان الثورة عليكم ، عندما ينقطع عنه الخبز .ولكن المستحيل الذي لم يتوقعه حليف التحالف ..البريطاني .. حدث في اليمن . بل حدث أكثر منه ، فبدلا من أن يتحرك الشعب للتمرد ، وبدعوة من التحالف القوي بين الحوثي وصالح لبى الجماهير نداءه وذهبوا لدعم البنك المركزي في صنعاء . الأمر الذي اثار دهشة العالم وعلى رأسه التحالف السعودي العربي البريطاني الأمريكي .
ما دفعهم لتحريك آخر فيالقهم والمتمثل في نشر حالة التذمر ولعب دور المشفق الرحيم للحالة الاقتصادية والمادية التي وصل إليها المواطن اليمني , عبر اسطول كبير من الكتاب والأفراد الذين بادروا بنشر كل ما يمكنهم نشره من الأراجيف والأكاذيب مستهدفين بالدرجة الأولى المشرفين التابعين لحركة أنصار الله الحوثية والمنتشرين في كافة الوزارات ومؤسسات الدولة والذين استطاعوا أن يجنبوا المناطق الشمالية من حالة الإنهيار التام للدولة ومؤسساتها ، في وقت صعب جدا وحصار بري وبحري وجوي ، لم تستطع حكومات الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور إدارة أمور البلاد باقتدار في وضع ووقت وظرف أفضل بكثير مما هو عليه الآن .
وتحولت بعد ذلك لاستهداف قيادات مكون أنصار الله ليخلقوا حالة من الفتنة بين انصار الله والمؤتمر ويفرقوا تحالفهم لتسهل عليهم المهمة في القضاء على هذا التحالف المتين .
إلا أنه وبمسيرة اليوم وكلمة الحبيشي يبدوا أن مساعي دول التحالف السعودي ستبوء بالفشل , عندما يتم إعلان حالة الطوارئ التي ارتفعت اصوات الكثير من المرجفين لمعارضتها لتكشف هذه الحالة المستور ويرتفع الحجاب عن من تغطوا بستار حرية التعبير ، لضرب التحالف المتين والقوي بين الأنصار والمؤتمريين .