الصباح اليمني_مساحة حرة|
برع يا استعمار_ذكرى رائدة ومحطة فارقة في تاريخ الوطن يحتفل بها أبناء شعبنا اليمني منذ رحيل المستعمر البريطاني بآخر جنوده ومرتزقته الذين مارسوا الظلم والقهر والاستبداد لما يزيد عن 129 عاما, حتى جاءت ثورة 14 من أكتوبر المجيدة, وكُللت بيوم ال 30 من نوفمبر 1967م بخروج آخر جندي محتل لأراضينا اليمنية.
يوم ال 30 من نوفمبر_تضحيات كل يمني أراد أن يغير خارطة الصراع إلى وئام وخارطة الجهل إلى نور وواقع الظلم إلى عدالة ولوحة اليأس إلى أمل.. وفي هذا اليوم جاء النصر بعد تضحيات جسيمة قدم فيها المئات من أبناء شعبنا دماءهم رخيصة وزكية لتحرير الجنوب من الاستعمار حيث أبدى أبناء اليمن في كل محافظة ملحمة بطولية أعطت المستعمر درسا في الحرية.. فالبلد التي لم تغرب عنها الشمس_ في _الثلاثين من نوفمبر غربت عنها الشمس بنضالات أبناء اليمن وجهادهم لأكبر مستعمرة على وجه الأرض فأجلتها تلك الأيادي عن اليمن وأصبح المحتلون مدحورين مطرودين.
وفي هذه المناسبة، يحدونا الأمل أن يجتمع اليمانيون على طاولة واحدة، وأن يجسّدوا استقلالهم ويحوّلوه إلى حقيقة، لأن اليمن القوي بوحدته، كبير بقيمته، وعظيم بشعبه وقيمه..ولهذا يجب أن يظل الشعب اليمني وفيا لتلك القيم الوطنية والنضالية والإنسانية السامية التي جسّدها أولئك الأبطال الذين صنعوا الثورة وأنجزوا الاستقلال.. وأن يظل يعمل من اجل تجسيدها واقعيا وسيظل عيد الأستقلال من المحتل البريطاني ذكرى رائدة في مسارات التحرر والاستقلال من الاحتلال والتخلص من الوصايات الأجنبية وامتلاك زمام السيادة الوطنية والسير في دروب بناء الدولة وأركانها ومؤسساتها ..
والتخلص من المحتل الأجنبي وتطهير البلاد منها أعاد لليمنيين الحرية في اختيار طرائق التطور والنمو ورفع وتيرة التطور والنماء.
ولكن_يجب أن نكون على دراية بأن الدولة التي كانت تحتل بلادنا قبل قرابة أكثر من 50 عاماً وتلك التي كانت تدور في فكلها وتساندها هي نفسها من عادت اليوم لتهدد استقلالنا .. وأن المحتل وحلفاءه حقيقة في الشكل غادرونا ولكنهم في حقيقة الأمر لم يتركونا وشأننا بل عملوا طيلة 50 عاماً بطرق عديدة اتضحت ووسائل مختلفة لم تعد خافية على أحد، حتى يعودوا من الباب الأمامي بعد أن كانوا قد انسلوا من الباب الخلفي.
عمر الشيخ
خليك معنا