بعد عام من تغييب الطفلة الناجية من مجزرة عطان، بثينه الريمي، التي عرفت بـ«عين الإنسانية»، عادت الطفلة التي فقدت أبوها وأمها وكافة أشقائها في غارة جوية استهدفت منزلهما في الثامن من أغسطس من العام 2017 إلى الأضواء مرة أخرى، وحظيت بنفس الاهتمام الرسمي والشعبي الذي حظيت به بعد الجريمة التي أودت بحياة العشرات من المدنيين والأجانب.
اليوم الأحد، استقبل رئيس المجلس السياسي الأعلى، في صنعاء، مهدي المشاط، الطفلة بثينه الريمي، وأسرتها التي تعرضت للاعتقال من قبل السلطات السعودية بعد قيام حكومة «الشرعية» بتخطيط واشراف من قبل «التحالف» على اختطافها بعد استدراجها عبر منظمات محلية تعمل في مجال حقوق الإنسان، مقابل ملايين الريالات لتهديها إلى الجانب السعودي، وذلك في الـ25 سبتمبر من العام 2017، بعد أن فتحت أعين العالم على جرائم «التحالف».
المشاط استقبل الطفلة بثينة وعمها الذي تعرض للسجن في سجن الحائر في السعودية لستة أشهر بسبب مطالبته بإعادته إلى وطنه واتهامه لحكومة «الشرعية» باختطاف بثينه واختطاف عائلته وتسليمهما للجانب السعودي، وخلافاً للاستقبال الذي حظيت به بثينة، وعمها في الرياض والذي لم يخرج عن نطاق الاعتقال والوضع تحت الإقامة الجبرية لكي يتم إنهاء القضية، وجّه المشاط باعتماد سكن للطفلة بثينة الناجية الوحيدة من أسرتها جراء قصف طيران «التحالف» لمنزلها في صنعاء، وأعتبر اختطافها «جريمة أخرى تضاف إلى جريمة إبادة أسرتها كاملة من قبل الطيران السعودي»، مؤكداً أن «جريمة الاختطاف كانت محل اهتمام ومتابعة الجهات المعنية ، كما وجه باعتماد راتب للطفلة بثينة وعمها» .
وأشاد الرئيس المشاط «بموقف الطفلة بثينة وعمها الرافضة لكافة إغراءات التحالف الذي حاول طمس جريمته التي يندى لها جبين الإنسانية بحق أسرتها».
زيارات يومية لبثينه
الطفلة بثينه التي سبق أن زارها رئيس المجلس السياسي السابق، صالح الصماد إلى المستشفى في العاصمة صنعاء، وأعلن تكفل الحكومة بعلاجها، كما أعلن الرئيس السابق علي عبدالله صالح تبنيها، قبل حادثة الاختطاف، تستقبل يومياً عشرات الزوار من قيادات حزبية وسياسية ورجال مال واعمال وناشطين ومواطنين متضامنين منذ عودتها إلى العاصمة صنعاء أمس الأول مع أسرتها، وذلك بعد أن طالب وفد حكومة «الإنقاذ» في مشاورات السويد بتحرير الطفلة التي ظهرت على اليوتيوب قبل شهرين وهي تطلق مناشدة إنسانية لإنقاذها وتحريرها من الأسر وذلك بعد أن وضعتها السلطات السعودية تحت الإقامة الجبرية في احدى الشقق السكنية في العاصمة السعودية الرياض، كما طالبت بالإفراج عن عمها من معتقل الحائر السعودي، وخاطبت السلطات السعودية بالقول «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً». ووفقاً لرئيس الهيئة الوطنية لشؤون الأسرى، عبدالقادر المرتضى، فإن عملية الإفراج عن الطفلة جاء عقب وضع اسمها، حيث سارعت السلطات السعودية بإطلاق سراحها قبل موعد التبادل هربا من الفضيحة.
جريمة لا تنسى
كانت الرياض تتوقع أن اختطاف الطفلة بثينه التي فقدت والدها، والدتها، وخمسة من أشقائها، وخالها شقيق والدتها بقصف طائرات «التحالف» منزلها الواقع في حي عطان في 25 أغسطس 2017، سيطوي الجريمة، إلا أن عودتها للعاصمة صنعاء، أعاد جريمة عطان إلى الواجهة، وأكد فشل الرياض التي أنفقت ملايين الريالات لطمس معالم الجريمة باختطاف واعتقال «عين الإنسانية».