بالفيديو مع الترجمة .. سياسيّ ألماني:تركيا هي من مون جبهة النصرة بالسلاح الكيماوي وسر التعاون بين الاستخبارات التركـية وجبهة النصرة هو القضاء على الكرد شمال سوريا..
قال السياسيّ الألماني والعالم الإسلامي مايكل لودرس والذي يعمل كصحفي وسياسيّ ومستشار اقتصادي في لقاء له على قناة ZDF الألمانيّة أنه يجب أولا أن نضع في نصب أعيننا أن الحرب في ســـوريا دموية ووسخة ويوجد فيها لاعبون كثر يؤثرون عليها، لأنها ليست فقط حرب أهلية وإنما حرب بالوكالة في المقام الأول، ونقول ببساطة أنها بين لاعبين كبيرين ضد بعضهما، في الجانب الاول الولايات المتحدة، أوروبا، تـــركـيا، والدول الخليجية، وكلهم يريدون إسقاط نظام بشار الأسد، وفي المقابل تقف روسيا، وإيران والصين ضد إسقاط هذا النظام لانهم لا يريدون أن تتغلغل مصالح الغرب بشكل فعال في ســـوريا، لذلك يريدون إسقاط النظام بأي ثمن، والثمن يدفعه بالطبع الشعب الســـوري.
وأضاف :” تبدأ الآن الحرب بالوكالة والتي يتم تنفيذها بشكل وحشي، وما وصل إلى الغرب منذ البداية أن الشعب الســـوري تظاهر ضد الدكتاتور الأسد ونحن في الغرب توجب علينا من أجل الدفاع عن قيمنا بأن نقف مع الشعب الســـوري ضد الحاكم المستبد، حتى اننا دعمناه بالأسلحة، وربما تفهمنا ذلك من الناحية الانسانية، لكن ذلك كان بعيدا عن الحقيقة، حيث أراد فقط جزء من الشعب الســـوري الإطاحة بنظام بشار الاسد، وليس كل الشعب الســـوري، وفي مقدمتهم الاقليات الدينية.
منوّهاً إلى أن الأقليات الدينية لم تفعل ذلك حباً بالأسد، بل لأنهم يعرفون مسبقا إذا سقط الرئيس فلن يأتي البديل الجيد إلى السلطة، وإنما الجهاديون الذين يغضّ الغرب الطرف عنهم دوما، والذين يسمونه بالثوار، فهم ليسوا ديمقراطيين أحباء، وإنما جهاديون ينتمون إما لجبهة النصرة أو للدولة الإسلامية.
وحول سؤال فيما إذا كانت جبهة النصرة قريبة من نهج القاعدة قال لودرس:” نعم أنها فرع القاعدة في ســـوريا، وهؤلاء يقودون حربا مقيتة ووسخة من كل الجوانب، حيث يريد أطراف الصراع الداعمين لهم إسقاط النظام بأي ثمن، وفي الماضي كان الخط الأحمر المعروف الذي أطلقه أوباما في أغسطس عام 2012بأنه في حال استخدام النظام السلاح الكيماوي، ستقوم الولايات المتحدة بالتحرك، وبعد سنة، في أغسطس عام 2013كان هنالك استخدام مرعب للسلاح الكيماوي بشكل أسوأ بكثير من الآن”.
وحول نسبة الوفاة في الاستخدام المرعب لذلك السلاح الكيماوي قال لودرس:” نعم توفي أكثر من ألف شخص، والعدد الحقيقي لم يقدر في حينها وكان الضرب في منطقة سنية في الغوطة في شرق العاصمة دمشق وفورا تم اتهام النظام بها ولذلك يجب على أوباما التعامل معه كما صرح بالخط الأحمر، وأتذكر وقتها العناوين العريضة للصحف مثل فاتسيت والنيويورك تايمز، حيث كانوا متوافقين في الرأي بأنه يتوجب على الغرب التحرك والوقوف إلى جانب الشعب الســـوري”.
وحول وضوح المطلب وقتها بأنه يجب علينا التحرك ولا ندع الأمور تأخذ هذا المجرى الخطير ويتوجب على العالم أن لا يغض الطرف عنها تابع لودرس: ” نعم هكذا كان الوضع وبدا لأوباما أنه سيقوم بإعطاء الأمر للهجوم، وبعدها بأيام قام بإرسال الأسلحة إلى المنطقة وكانت هناك السفن الحربية المرعبة والصواريخ البعيدة المدى جاهزة للضرب، لكن باللحظة الأخيرة قام أوباما في نهاية أغسطس عام 2013 بتأجيل الضربة العسكرية، وقال بأن الأسد مذنب، لكن أمر الهجوم يحتاج إلى موافقة من الكونغرس، لماذا لم يقم بإعطاء الأمر لتوجيه الضربة العسكرية؟ لأن استخباراته قالوا له عزيزي الرئيس يرجى الحذر، حيث قامت أجهزة استخباراته الامريكية والبريطانية بالتحقق من استخدام السلاح الكيماوي وتوصلوا إلى أن غاز السارين الذي تم استخدامه لا يملكه الجيش الســـوري، ولذلك كانت الاستخبارات الامريكية حذرة جدا ونبهت أوباما، وفي هذه الأثناء كنا نعلم أنه على الأرجح لم يكن النظام مسؤولا عن استخدام ذلك السلاح الكيماوي، ليس من أجل عدم تحميله المسؤولية، بل لأنه لم يكن يوجد دليل واضح وقتها لاتهامه، نعم لا توجد حقائق، واليوم تقود الدلائل إلى أن هذا الهجوم الكيماوي الذي سمي بالهجوم تحت الراية الخطأ، وبشكل واضح وأكيد، كان الهجوم نتيجة التعاون بين جبهة النصرة، أي المجموعات الجهادية المقرفة، فرع القاعدة في ســـوريا وبين الاستخبارات التـــركـية”.
وحول مدى صحّة التعاون بين الجهتين ” جبهة النصرة والاستخبارات التـــركـية” بحيث لم يلتقطهما أحد أوضح السياسيّ الألماني والعالم الإسلامي مايكل لودرس
أن أسباب التعاون بين الاستخبارات التـــركـية مع جبهة النصرة تعود لأن :” الحكومة التـــركـية المتمثلة بأردوغان واستخباراته أيقنوا مبكرا بأنهم يستطيعون استغلال الحرب في ســـوريا لصالحهم، حيث يمكنه استغلال الجهاديين والتعاون معهم للقضاء على الأكــــــراد في شمال ســـوريا، والمرتبطين بحزب pkk”.
مشيراً إلى أن :” كل هذا متشابك مع بعضه ويجعل الصراع معقدا، وقامت تـــركـيا علنا بتزويد جبهة النصرة بأسلحة فيها غاز السارين، وكان أول تحرّي استخباراتي أمريكي بهذا الشأن لمن يقرأ في عشرين يناير عام 2013، وأوضحت علنا بأنها تعلم أن تـــركـيا زودت جبهة النصرة ومجموعات جهادية أخرى بغاز السارين، ويقومون أيضا بتصنيع غاز السارين بأنفسهم، وأول من كتب تقريرا بهذا الشأن الصحفي التـــركـي جان دوندا، المعروف في ألمانيا، والذي اضطر من للهرب من أردوغان ويعيش الآن في ألمانيا أي بالمنفى، وكان الرئيس السابق لجريدة (جمهوريت)…”
كما أكّد السياسيّ الألماني والعالم الإسلامي مايكل لودرس والذي يعمل كصحفي وسياسيّ ومستشار اقتصادي في ختام لقاءه على قناة ZDF الألمانيّة أنه كان قد كُتب تقرير حول إرسال تلك الأسلحة من المخابرات التـــركـية لجبهة النصرة وغيرها، حتى أن أردوغان طعن في التهم الموجهة لحكومته، والنتيجة أن كل الصحفيين الذين كتبوا حول هذا الموضوع سابقا هم أما في السجن أو في المنفى. مُبدياً دهشته في الأمر:” أن تلك المعلومات موجودة ويستطيع المرء البحث عنها إن أراد، لكن في هذه الحالة ينصدم في معرفة العدو الحقيقي، وهنا لا يستطيع أحد تحديد الصديق الحقيقي من العدو بناء على هواه، وأنه سيدعم هذا الصديق ضد هذا العدو، وسيأتي بالممثل الحقيقي للمجتمع المدني الســـوري إلى السلطة، لكن تلك الأمنيات لا علاقة لها بالواقع الحقيقي، حيث قمنا بدعم المعارضة والتي هي بنسبة 90% من الجهاديين الذين إن أتوا إلى هنا ستقوم أجهزتنا الاستخباراتية بالتصدي لهم، في الحقيقة ليس القصة أبيض أو أسود هنا وإنما نعيش اليوم لعبة جيوسياسيّة وسخة جدا لا تصدّق”.