عين عبد ربه منصور هادي عبد العزيز عبد الحميد المفلحي محافظا لمحافظة عدن بقرار اعلن في ظل توتر عال يشهده مطار عدن الدولي بعد منع قائد اللواء الرابع حماية رئاسية من دخول عدن.
تفجرت اليوم ازمة حادة بعد وصول مهران القباطي قائد اللواء الرابع حماية رئاسية الموالي للسعودية و لهادي الى مطار عدن الدولي – قادما من القاهرة حسب ما تحدثت بعض المصادر، فيما مصادر اخرى تتحدث عن انه قدم من الرياض – و ليتم اعتقاله ومنعه من الدخول الى عدن ثم اعادته الى الرياض.
مهران القباطي كان هو المكلف بالعمل على استعادة مطار عدن الدولي الى سلطة هادي، فقد تم سحبه مع لوائه الذي كان يخوض معارك على اطراف محافظة صعدة و توجيهه الى عدن على خلفية التأزم بين السلطة المحلية لعدن و سلطة هادي و لتتفجر بوصوله عدن الازمة الاولى التي كان مطار عدن الدولي مسرحها وشهدت اشتباكات و تدخل للمروحيات و انتهت بهجوم قوة سودانية على المطار و استلام حزام المطار العسكري، بينما ضلت السلطة التي تدير المطار هي سلطة عدن المحلية الموالية للامارات.
حالة استنفار عالية تمت في محيط مطار عدن قبل و اثناء توقيف واعتقال مهران اليوم ما يعني ان خطوة توقيفه كانت معلومة الخطورة وانها قد تدفع لتطورات امنية تم الاحتياط لها، فتوقيف واعتقال و اعادة القائد العسكري الموالي لهادي هي خطوة اماراتية تمثل تحديا مباشرا لهادي و لنائبه محسن الذي يعرف مهران و عناصر لوائه السلفيين بالولاء له و تحديا لطرف الاصلاح في محافظات الجنوب و في الاخير تحديا للاجندة السعودية في المحافظات الجنوبية.
مرّت للامارات خطوات من هذا النوع ضد سلطة هادي من قبل وكان اخرها اعادة بن دغر رئيس وزراء حكومة هادي بعد ساعات من وصوله لعدن، لكن خطوة كإعادة مهران مختلفة لانها متعلقة بالقوة المتواجدة التي لازالت باقية لهادي في عدن و التساهل تجاهها سيترتب عليه الكثير من زيادة استفراد الامارات بالسلطة في عدن، وبالتالي فخطوة كهذه تمثل كسر لقواعد اللعبة في عدن من قبل الامارات و ليس تنافسا ضمن اللعبة كما كانت الخطوات السابقة.
الانباء تحدثت عن ان مهران كان قد رفض مغادرة عدن على متن الطائرة التي اقلته اليها الا بتوجيه من هادي و اعتقاله لفترة ثم اعادته الى الرياض، يعني ان هناك تدخل تم من هادي لمحاولة اقناع الامارات بالسماح له بالدخول ليكون على رأس قوته التي لازالت موجودة في عدن، و لكن الامارات اصرت على التصعيد واصرت على مغادرته عدن و كان توجيه هادي لمهران بالمغادرة و العودة الى الرياض.
امام موقف كهذا يمثل تصعيدا اماراتيا كبيرا تجاه شركائها في التحالف السعودي لم يتاخر هادي في اتخاذ قرار مفاجئ باقالة محافظ عدن المحسوب على الامارات و تعيين عبدالعزيز المفلحي محافظ لعدن بديلا له.
خطوة كهذه لايقدم عليها هادي الا بعد الحصول على الموافقة السعودية فهي خطوة مثلها مثل منع مهران من الدخول الى عدن لابد لها ان تستتبع مضاعفات كبيرة، فالزبيدي هو رجل الامارات الاول في عدن و تعتمد على وجوده على رأس السلطة المحلية في عدن لوجود سلطة الامارات فيها.
كانت سلطة هادي قد لوحت للامارات قبل ايام بأنها ستضع سلطة عدن المحلية المحسوبة على الامارات تحت سلطة اعلى هي سلطة اقليم عدن و التي سيرأسها عبدالعزيز المفلحي، لكن الخطوة التي اقدمت عليها الامارات اليوم فرضت عدم الانتظار للعب بورقة الاقاليم، وكان لابد من خطوة مباشرة وبحجم خطوة الانتهاك الاماراتي لقواعد اللعبة في عدن بصورة سافرة فتم الاطاحة برجل الامارات في سلطة عدن و اخذ السلطة وتسليمها لرجل محسوب على السعودية وعلى هادي وليس فقط تقييدها بوضعها تحت سلطة أعلى كما كان التلويح قبل ايام.
مضاعفات قرار اليوم لن تكون عادية فالزبيدي ليس رجل الامارات في عدن وحسب وانما هو ايضا رمز حضور لفصيل كامل من الحراك الجنوبي الموالي للامارات و المناهض لوجود سلطة هادي “الشرعية” في عدن و الجنوب ككل و تغييره بالعكس تماما هو امر لن يمر عفوا ولابد له من تداعيات قادمة.
التداعيات القادمة حتما ستكون غير عادية فالاطاحة بالزبيدي يمثل صفعة للامارات من جهة و تهديد جدي لاجندتها في عدن و الجنوب وحتى في اليمن ككل، كما انه ضربه لاجندة فصيل من الحراك الجنوبي الداعي لدولة جنوبية مستقلة عن دولة الوحدة يعمل لها بالتنسيق مع الامارات بطرق متعددة ادارية و عسكرية من جهة ثانية. و بالتالي فالوضع المتوتر حاليا في عدن سيشهد سخونة اكثر و ماتحليق الطيران الحربي في سماء عدن إلا اول السخونة.