|بقلم:حميدي العبدالله|
لا شك أنّ التأثير المباشر الأقوى لاندلاع الصراع بين قطر والسعودية، سيكون على الأوضاع في اليمن.
قد يعتقد البعض أنّ الانعكاس الأهمّ والأكبر هو قرار طرد قطر من التحالف العسكري الذي يخوض الحرب في اليمن، ولكن هذا على أهميته ليس هو الانعكاس الوحيد. على أية حال المساهمة الأساسية في هذا التحالف لثلاث دول، وفقاً لما سجلته التطورات الميدانية منذ بدء «عاصفة الحزم»، هي المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية والسودان.
المشاركة العسكرية القطرية لم تكن مشاركة فاعلة عسكرياً على الإطلاق ولهذا لا يرجح أن يكون لسحب القوات القطرية أيّ تأثير على الأوضاع الميدانية، ولا سيما إذا كانت هناك تعهّدات مصرية بالحلول محلّ القوات القطرية مقابل قطع العلاقات مع قطر من قبل المملكة العربية السعودية والضغط على قطر إلى حين وقف دعمها لجماعة الإخوان المسلمين.
إذا كان مثل هذا التعهّد موجوداً فمن شأنه أن يترك تداعيات في غير مصلحة «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي» لأنّ الجيش المصري يمتلك خبرات قتالية قد لا تتوفر للجيوش الأخرى التي تقاتل في اليمن، لكن لا يبدو أنّ مثل هذا التعهّد موجود لأنّ لدى مصر عقدة اسمها «عقدة اليمن» تعود إلى عقد الستينات من القرن الماضي، فضلاً عن أنّ مصر تواجه تحدّي الإرهاب وتحديات أخرى على حدودها مع ليبيا والسودان وهي في وضع لا يؤهّلها لإرسال قوات عسكرية إلى الخارج.
لكن التأثير الأكبر للخلاف القطري السعودي هو في انعكاسه على الجماعات التي تقاتل إلى جانب قوات «التحالف العربي» بقيادة السعودية، فمعروف أنّ من بين هذه الجماعات جماعة الإخوان المسلمين التي تقوم بدور كبير في المعارك الميدانية، ومن غير المعروف كيف سيتجلّى انعكاس الصراع القطري السعودي على مواقفها وعلاقاتها مع قوات التحالف.
كما أنّ لقطر تأثيراً معروفاً على تنظيم القاعدة نظراً لمستوى الدعم السياسي، المالي والإعلامي الذي تقدّمه لتنظيم القاعدة، وبالتالي قد تستثمر قطر في هذه العلاقة لزيادة متاعب السعودية والإمارات وللضغط عليهما للتراجع عن موقفهما من قطر. خليك معنا