الصباح اليمني | ترجمة خاصة |
لاتزال حرب اليمن منسية إلى حد كبير في الغرب، فاليمن يواجه واحدة من أكثر الصراعات المسلحة دموية في عصرنا. كما ان الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة مستمر في هذه المأساة المنسية.
تقول صحيفة انديانا الامريكية ان الحرب الاهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات بين حركة الحوثيين التي تدعمها إيران في الشمال ضد الموالين الذين تدعمهم السعودية لحكومة الرئيس هادي في المنفى تقود الجماعات الإرهابية المحلية مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتنظيم الدولة الإسلامية، الى السيطرة على الأراضي الشاسعة لحكم الدولة الضعيف. الحرب الأهلية في اليمن هي أيضا صراع بالوكالة بين عمالقة المنطقة، حيث أن كلا من السعودية وإيران تستثمر في الأسلحة والتمويل.
هناك تشابه غير مريح بين الدور الأمريكي في اليمن وروسيا في سوريا. فالحكومة الامريكية تقدم اسلحة ونصائح قتالية وخدمات لوجستية لتحصين حكومة متنازع عليها ضد شعبها وتمويل ائتلاف متورط في جرائم حرب. حيث استخدمت القوات السعودية والإماراتية الذخائر العنقودية التي زودتها الولايات المتحدة والفسفور الأبيض بقصف مناطق السكان المدنيين اليمنيين عشوائيا، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز. وما زلت أمريكا تزود الطائرات بالوقود في الهواء حتى يتمكنوا من مواصلة القصف.
يمكن لقارئ نبيه أن يجد تقارير عن الجنود الأطفال والمرتزقة الأجانب وحملة قصف وحشية يقودها السعوديون، حسب رئيس الصليب الأحمر الدولي إيرك، وهذا القصف الوحشي سيجعل اليمن “بعد خمسة أشهر تبدو وكأنها سوريا بعد خمس سنوات. “
كما استهدف السعوديون والإماراتيون المستشفيات والمدارس والأماكن المقدسة والقوارب للاجئين، وفقا لما ذكره أطباء بلا حدود ومنظمة العفو الدولية. وقد وثق المركز الدولي للهجرة والأمم المتحدة 2،5 مليون شخص هربوا من ديارهم و7،6 مليون شخص يواجهون المجاعة، إلى حد كبير بسبب الحصار البحري والجوي الذي فرضه التحالف.
ويحظر القانون الاتحادي تقديم المساعدة العسكرية الأمريكية إلى الجيوش المنتهكة للقانون. ووفقا لهذا المسار، تؤيد الهيئة المعارضة بين الحزبين لمبيعات الأسلحة الأمريكية المستخدمة في الصراع اليمني. وتأتي الأولوية للولايات المتحدة في تفكيك شبكات الإرهاب واغتيال القيادة في شبه الجزيرة العربية. وتحقيقا لهذه الغاية، قامت الولايات المتحدة بتنفيذ برنامج ضربات الطائرات بدون طيار ولكنها غير فعالة إلى حد كبير، وفقا لتقارير من وزارة الدفاع.
ولحسن الحظ، فقد أدرك عدد متزايد من المشرعين في الكونجرس، مثل السناتور كريس ميرفي ونادي تود يونغ مدى عدم رغبة السعوديين أو عدم قدرتهم على الالتزام بقانون النزاع المسلح.
إن ما كشفت عنه وكالة أسوشييتد برس مؤخرا من تواطؤ أمريكي مع السلطات الإماراتية في حالات الاختفاء القسري وتعذيب اليمنيين يثير القلق أيضا. ووفقا للتقرير، فإن المحققين الأمريكيين تعاونوا عن علم، وحصلوا على معلومات استخبارية من المشتبه بهم تحت التعذيب. إن التعذيب، أولا وقبل كل شيء، ينتهك كرامة الإنسان. وهو أيضا ضد القيم الأمريكية وضد القانون الاتحادي. ويوافق العديد من الساسة على أن التعذيب الذي تفرضه الولايات المتحدة يقدم صحافة رائعة لمطاحن الدعاية المعادية للولايات المتحدة، وقد ثبت ان التعذيب وسيلة لا يمكن الاعتماد عليها في استخراج المعلومات.
وتطالب الهيئة المعارضة من السيناتور تود يونغ وجو دونيلي بوقف تلقي المعلومات الاستخباراتية من دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن إلى أن يتم التحقيق في المسائل العاجلة المتعلقة بالجرائم الأمريكية في برامجها غير القانونية.
الحرب هي حرب وستكون دائما مأساة دموية لا معنى لها، ولكن هناك طريقة صحيحة وخاطئة لاستخدام القوة. والسؤال الحقيقي الذي يجب أن نسأله هو ما إذا كان من المقبول أن تتغاضى حكومة الولايات المتحدة عن التعذيب في اليمن.
IDS News
خليك معنا