الصباح اليمني| المحرر السياسي|
رمضان ، ضيف كريم يترقب اليمنيون كغيرهم من المسلمين في شتى بقاع الارض وصوله بشغف وشوق ، استعدادات وتجهيزات حثيثة ،تقوم بها الاسرة اليمنية لاستقباله ، رغم ظروفهم المعيشية الصعبة، يستشعرون روحانيته وطقوس عباداته المعهودة والتي لم تستطع رحى الحرب المستعرة في البلاد تغييبها او حتى تغيير ملامحها، وهنا لن نتطرق لما تتسابق القنوات الفضائية محلية وعربية على عرضه، وما الذي سيميز هذه الشاشة عن تلك ، لكننا سنتوقف لرصد حال البلاد والعباد بين هلالين، فما جديد رمضان 2017م ، وما الثابت في الرمضانين الماضي والحالي؟.
لنبدأ بالثوابت الرمضانية في اليمن:-
-
الجبهات ما بين الرمضانيين (محلك سر) فلا جديد يذكر ،على صعيد المعارك المستعرة في الجبهات الداخلية والخارجية ، هما كان الحال عليه قبل عام الان نجده اليوم ، عدا عداد الضحايا فقط.
-
هادي وحكومته وشرعيته تصوم في فنادق الرياض كما كان حالها قبل عام في ذات الفنادق السعودية أو التركية بالنسبة لجماعة اخوان اليمن (الاصلاح) ،في الجانب الاخر الحوثيون وحليفهم صالح يصومون في صنعاء كعادتهم في رمضانات مضت وانقضت.
-
عواصف الحزم والامل مازالتا كعهدهما قبل عام من الان ، بلا جديد يذكر، إمعان في الفشل العسكري الذريع، وتواصل لارتكاب جرائم حرب بحق الابرياء والمدنيين من اليمنيين.
-
الصواريخ اليمنية البالستية ما تزال كما هي تضرب العمق السعودي بمختلف مدنه ومناطقه ،ولم يستطع التحالف السعودي الدولي في تدميرها او الحد من خطورتها ،بالعكس تقريبا زادت فاعليتها عما كانت عليه الحال سابقاً.
الجديد في رمضان 2017م:-
-
جديد رمضان هذا العام أنه جاء وموظفي الدولة بدون رواتب، منذ قرابة ثمانية اشهر ، حيث قرر الرئيس هادي نقل البنك المركزي من صنعاء الى مدينة عدن، أواخر سبتمبر 2016م ليأتي رمضان الجديد، بدون مرتبات في المناطق المحررة كما هو في مناطق سيطرة الحوثيين .
-
الجديد ايضا ان فشل حكومة بن دغر في توفير الخدمات في المناطق المحررة وصرف الرواتب لكل موظفي الدولة كما تعهدت لمجلس الامن والامم المتحدة، وفي صنعاء اثبتت حكومة الانقاذ التي يقودها بن حبتور في توفير أي بدائل للمواطن او حلول لمعالجة الاثار المترتبة على عدم صرف المرتبات ، ليقود هذا العجز المواطنين لتمني عودة اللجنة الثورية العليا التي استطاعت حسب الموظفين توفير الرواتب وصرفها لكل محافظات اليمن، دون أي تأخير او خصومات، كما يقولون.
-
جديد رمضان هذا العام هو وباء الكوليرا المستشري بين اوساط المواطنين اليمنيين ،حاصداً ارواح من نجا من حمم الصواريخ والقذائف أو رصاصات البنادق ، ليكون الكوليرا جديد هذا العام بالنسبة لليمنيين في كل المناطق والمحافظات، لا يميّز بين شرعية او غير شرعية وسط تحذيرات أممية تناشد بالتدخل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ، وهذا مالم نلمسه أو يكن منتشراً خلال رمضان الماضي.
-
جديد رمضان لعام 2017م أيضاً هو ارتفاع معدلات الفقر في اليمن واتساع رقعة المجاعة التي تنذر بحسب منظمات دولية بكارثة إنسانية يصعب السيطرة عليها، وسط تعامي أطراف الصراع الداخلي والخارجي عن المستقبل المجهول الذي تهوي اليه البلاد، سياسياً, واقتصادياً، واجتماعياً ، نتيجة استمرار الحرب والحصار الخانق على اليمنيين، وهذا ما كان حاضراً في رمضان السابق ولكن بمستوى اقل واخف بكثير مما نحن عليه اليوم.
-
التواجد الاماراتي في جزر سقطرى وميون اليمنيتين ، بات علنياً ،حيث القواعد العسكرية الاماراتية تشيّد فيها، وربط سقطرى باتصالات ابوظبي مباشرة وتنظيم رحلات جوية من والى الجزيرة بشكل دائم ومنتظم.
-
الجديد في رمضان الحالي ايضاً، تشكيل مجلس انتقالي سياسي في جنوب الوطن، يطالب بالانفصال عن شمال اليمن، بعد خروج المحافظات الجنوبية من سيطرة ما تسمى بالشرعية ، ورفض قرارات رئيسها القاضية بإقالة محافظ عدن عيدروس الزبيدي المدعوم إماراتياً، وهو الحال ذاته في محافظة حضرموت التي اعلنها محافظها احمد سعيد بن بريك إقليماً مستقلاً عن بقية المحافظات اليمنية ،وبدعم اماراتي ايضاً، وهذا مالم يكن معلناً خلال رمضان 2016م.