الصباح اليمني|متابعات*|
كشف الكاتب الأردني بكر السباتين أن دولة الإمارات تتمدد باتجاه عُمَان وحضرموت لتشكيل الهلال الإماراتي البحري بدءاً من مضيق هرمز حتى باب المندب، مشيرا إلى أن مآل الأحداث في اليمن وشكوى عمانية من اكتشاف شبكة تجسس وخلايا تخريبية إماراتية في عمان، دليل على الدور التخريبي الذي تقوم به الإمارات في المنطقة.
وقال في دراسة إستراتيجية شاملة أن تحركات ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ربما فشلت بسبب اكتشافها مبكرا وافتضاح أمرها، لكنها أفلحت تماماً في حضرموت جنوب اليمن، رغم أن هذه السياسة تمثل خروجاً سافراً عن أهداف التحالف الخليجي المعلنة ضد قوات المخلوع صالح والحوثيين، والتي تبين فيما بعد بأنها أجندات خليجية متضاربة المصالح على حساب اليمن وشعبه الذي ترك نهباً للأمراض المعدية الفتاكة والموت الزؤام بفعل حرب ضروس فقدت بوصلتها.
وأضاف: إن رؤية الإمارات في اليمن تقوم على إنشاء اتحاد كنفدرالي بين الإمارات العربية وكل من سلطنة عمان وحضرموت جنوب اليمن، وربط هذا الاتحاد بالحركة التجارية المزمع تنشيطها بين دول قناة البحرين الممتدة من ميناء أسدود الإسرائيلي مروراً بالبحر الأحمر وصولاً إلى باب المندب الذي تشرف عليه مصر من جهة وجزيرتا تيران وصنافير من جهة أخرى بعد انتقال ملكيتهما من مصر إلى السعودية بموجب صفقة تجارية.
وأكد السباتين أن الإمارات تمد أذرعها نحو مصادر الطاقة بعد السيطرة عليها في اليمن، إلى ليبيا وذلك بدعم قوات المشير حفتر إلى جانب مصر والسعودية المشروط، وبالتالي تعزيز الدور الذي سيناور في حل الأزمة وفق الرؤية الإماراتية الحفترية وبالتالي تحييد أي دور إيطالي قد يتحرك لصالح الشرعية الليبية، وبعدها إبرام صفقات في الطاقة مع المشير حفتر من شأنها إرواء عطش مشاريع الإمارات الفدرالية جنوب الجزيرة العربية. وأوضح الكاتب الأردني إن ضبط السلطات العمانية لشبكة التجسس الإماراتية كشف عن أن مهمة هذه الشبكة خدمة مشروع استراتيجي من أجل احتواء سلطنة عمان والتمهيد لضمها لدولة الإمارات في مشروع كونفدرالي.
وشدد الكاتب الأردني أن دخول الإمارات لليمن أشبه باحتلال إحلالي ظهرت ملامحه في سياق النتائج الأولية للحرب على اليمن، إذْ تبين بأن لدى الإمارات مطامع وأنها تعمل على إثارة الفتنة والبلبلة بين اليمنيين وتوزع صكوك الوطنية لهم بل وذهبت بعيداً بذلك حينما أسست لها ميليشيات من المرتزقة مقابل تحقيق سيطرتها على عدن وعلى الموانئ وعلى الجزر وباب المندب وسقطرى وحضرموت، من خلال تشكيل مجالس وهمية لمرتزقة وموالين للإمارات، ومن ثم تعريض اليمن برمته إلى تقسيمات من شأنها أن تضعفه تماماً.
وكشف أيضا أن الإمارات تخطط للسيطرة على ساحل المحيط الهندي جنوب شبه الجزيرة العربية لغايات اقتصادية، وذلك بوضع موطئ قدم لها على جزر استراتيجية مثل «سقطرى» في بحر العرب و«ميون» في باب المندب و«زقر» في البحر الأحمر لإيجاد ورقة إماراتية ضاغطة للمشاركة في السيطرة على باب المندب في البحر الأحمر، لتدويل هذا المعبر المائي ناهيك عن مقتضيات الشأن الأمني لأكبر المشاريع السياحية التي أقرها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالشراكة مع الإمارات في إطار رؤيته التي أطلق عليها اسم (2030)، وهي منطقة ذات طابع علماني مستقل سيبدأ العمل به العام القادم بطول 160 كم على طول ساحل البحر الأحمر.
وأوضح أن كلًا من ميليشيا «الحزام الأمني» و«النخبة الحضرمية»، تمثل ذراعين للإمارات في اليمن، تحقق من خلالهما أجندتها السياسية والعسكرية، وكلتا الميليشيتين متهمتان باستخدام العنف في الاعتقالات والمداهمات، فضلًا عن تورطهما في الاحتجاز التعسفي لشيوخ وشبّان وحتى أطفال، وكلتاهما أيضًا يديران سجونًا سريّة بدعم إماراتي مفتوح ماديًا ولوجيستيًا.
وقال إن ميليشيا الحزام الأمني هي مجموعة مسلحة تأسست في 2016، يُفترض بها رسميًا تبعيتها لوزارة الداخلية اليمنية، لكنّها مسيرة بشكل كامل من الإمارات، وذلك وفقًا لتحقيقات وتقارير من بينها تقرير لفريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، والذي خلص إلى أنّ هذه الميليشيا «تعمل خارج سلطة الحكومة اليمنية بشكل كبير» ربما فشلت، وكذراع ثان أنشأت الإمارات ميليشيا النخبة الحضرمية تحت زعم محاربة تنظيم القاعدة.
ووصف السباتين هذا المشروع بالجيوسياسي العملاق الذي تبنته دولة الإمارات العربية وأنه لن يتحقق بدون مباركة الكيان الإسرائيلي، وأوضح أن الإمارات وبمعزل عن شعبها المكبوت، تشارك مع دول الحصار في حصار قطر لأنها تدعم حماس ربما تتناسى بأن النملة إذا أفرطت في تمثيل دور الفيل ستقتلها التخمة، مختتما أن الإمارات تعمل على تخريب اليمن ونهب ليبيا وطعن غزة في الظهر وتحاصر قطر…
والحبل على الجرار!!؟ والخافي أعظم.. وكل ذلك يأتي بدعم صهيوني بات مفضوحاً دون ستار.
-
المصدر : الراية القطرية