الصباح اليمني_المهرة|
تعاني محافظة المهرة، حسب تقرير لصحيفة أجنبية، من حصار متزايد وخنق تقوم به السعودي، تسبب في خسارة المحلات التجارية، ومعانة المستشفيات من نقص حاد في المواد الطبية، ومعانة الصيادون من اوضاع اقتصادية صعبة.
والتقرير الذي نشرته صحيفة “ديلي تلغراف”، أعده مراسلها غاريث براون قبل أيام من الغيضة عاصمة محافظة المهرة، يشير إلى زيارة بروان لوحدة الأطفال في مستشفى الغيضة المركزي، التي كان فيها طفل يصرخ على ذراع أمه، ويعاني من التهاب جلدي مع تقيؤ وحمى، مضيفا أنه في أوضاع أخرى فإنه كان يمكن أن تتم تهدئته بمنحه مسكنات، وهي غير متوفرة في المستشفى في شرق اليمن، “لهذا يتردد صدى صراخه في المستشفى، ولا شيء يخفف ألم الطفل إلا عناق والدته له”.
وأكد التقرير أنه لا يوجد في رفوف صيدلية المستشفى الكثير من الأدوية، لافتا إلى أن مسؤولها علي حسين قدم قائمة من الأدوية الناقصة، مثل المضادات الحيوية وأدوية وقف الإسهال، بالإضافة إلى أنه لا توجد حتى المحاليل الملحية، ولا يوجد إلا بعض الإبر التي تستخدم في الحالات الطارئة، وقال حسين إن بعض الأدوية زاد سعرها بنسبة 200% منذ بداية الحرب، ولا يمكن الحصول على الخدمات الرئيسية.
ووفقا للصحيفة الأجنبية فأن السعوديين يزعمون أنهم يقومون بتمويل مشاريع كبرى في المحافظة، حيث أشار السكان إلى وحدة لغسيل الكلى في المستشفى، لكنهم يقولون إن السياسات السعودية والقيود المشددة تعمل على قتل المهرة تدريجيا، وهذا كله تحت اسم مكافحة التهريب، مشيرة إلى قول حسين: “لو أرادوا المساعدة فإن عليهم فتح الحدود”.
ونقل مراسل الصحيفة عن علي محمد (42 عاما)، الذي يدير شركة إنشاءات كبيرة في المهرة، قوله إن السعوديين دمروا تجارته، ويضيف: “في السابق كنا نقدم عطاءات في المشاريع الحكومية، وقبل وصولهم (السعوديين) كنت أوظف 60 عاملا، أما اليوم فلم يبق لدي إلا العشر”، ويشير محمد إلى أن السعوديين يجبرون الحكومة المحلية على منح العطاءات إلى شركات من خارج المحافظة، وأحيانا لشركات سعودية، ويقول: “يحاولون الضغط علينا وجعلنا ضعفاء”.
ونوهت الصحيفة إلى أن القيود لا تقتصر في داخل المحافظة، بل إن الصيادين يواجهون القيود، حيث تبدو الشواطئ هادئة، وتبدو القوارب اللامعة ساكنة على الرمال، مشيرا إلى أن الصيادين تلقوا في الأسابيع القليلة الماضية تحذيرات من السعودية بعدم الخروج إلى البحر وإلا صودرت قواربهم.
وبين صياد، للصحيفة إن القيود على الصيادين جعلتهم يخسرون مصدر دخلهم اليومي، لدرجة أنهم غطوا محركات القوارب التي لم تعد تعمل، وأضاف: “لا يوجد تهريب هنا، فقط صيد.. أعمل في الصيد منذ عشرين عاما، ودوننا فإن اليمن سيجوع”.