الصباح اليمني_ثقافة وهوية|
للعربي، والمسيحي العربي بالخصوص، أن يفخر أنّ أوّل دولة اعتمدت المسيحية في التاريخ كانت على نهر الفرات. وأنّ أوّل امبراطور أراد تحويل روما إلى المسيحية فيليپ كان حوراني من شهبا ومن نابلس. وأنّ نهر الفرات كان من قدّم المسيحية إلى بيت الإمبراطور قسطنطين، حين كانت أمه وزوجته من الجزيرة.
للعربي أن يفخر أنّ أول كنيسة منزلية في العالم كانت في دورا أويروپس على الفرات، وهي اليوم مسروقة آثارها ومحفوظة في جامعة ييل الأميركية. وللعربي أن يفخر أن التغالبة العرب كانوا أول شعوب العالم التي سنّت قوانيناً حكومية استناداً إلى الديانة المسيحية. فجعلوا مقر الكنيسة الأولى في الكوفة ثم انتقلت إلى الرصافة قرب الرقة، التي بقيت محجّاً للمسيحيّين العرب حتى القرون الوسطى.
يجب أن يعرف العالم، أنّه حين اتُخذت الرصافة محجّاً للمسيحيّين العرب ما كان في العالم بعد مسيحيّين غير عرب. وأن العالم المسيحيّ تعلّم دينه هذا من هؤلاء العرب.
لمن لا يصدّق بعد أنّ المسيحية هي ديانة عربية، هذه خارطة صنعتها للكنائس الأقدم في العالم، والتي لم تزل آثارها باقية حتى اليوم.
- باللّون الأحمر الكنائس العربية الأقدم من القرن الثاني.
- باللّون التوتي كنائس القرن الثالث، قبل قسطنطين.
- باللون البنفسجي كنائس القرن الرابع التي بُنيت بأمر قسطنطين.
يمكن تصفّح الخارطة لدقّة أكبر من على الرابط التالي go.monis.net/oldch وأنوّه إلى أنّ المواقع الأثرية في النجف غير محدّدة بعد.
حتّى وصول المغول إلى العراق في القرن 13 ومن ثمّ تدمير مدن الجزيرة كلّها، كانت لم تزل منطقة النهرين أهمّ مناطق العالم المسيحي، وفيها كانت لم تزل أعرق وأقدم المؤسّسات المسيحيّة في العالم. وستكشف التنقيبات الأثرية في المستقبل أنّ المسيحيّة في الواقع هي ديانة عربية انتشرت في العالم من العراق.
كان للحيرة دور كبير في نشر الديانة المسيحية. سُمي مسيحيو الحيرة بالعباد بعد أن آمنوا بالدين المسيحي.” وتوضح الباحثة حسين “أن الأديرة كثيرة وهي منتشرة في محافظة النجف الأشرف، وقد كشفت التنقيبات وجود كنيسة كبيرة جدًا في ظهر الكوفة، ومن أشهر كنائس النجف : دير الأساقف، و دير ابن مزعوق، ودير الأعور، ودير بيعة المزعوق، ودير أبلج، ودير ابن براق، ودير ابن وضاح (المعروف بمار عبدا معري)، ودير أذر منج المعروف (أذرمانج)، ودير أبي موسى، ودير بني صرينار، ودير بني مرينا، ودير بونا، ودير نوما، ودير الحريق، ودير حنة، المعروف (الأكيراح)، ودير الحرقة، ودير هند الصغرى، ودير الجرعة المعروف (دير عبد المسيح بن بقيلة)، ودير الجماجم، ودير عبد يشوع، ودير العذارى، ودير اللج المعروف(اللجة)، ودير مازفانثون، ودير مارت مريم، ودير محراق، ودير هند الكبرى المعروف (أم عمرو)، ودير ذات الأكيراح، فضلًا عن وجود دير الزرنوق، ودير سرجس، ودير الأسكون.
زهير جمعة المالكي، مسيحيّوا العراق قدّيسوا الشرق ورهبانه.
وفي ما يخص بناء الأديرة والكنائس:
تحولت الحيرة إلى الديانة المسيحية بعد أن كانت وثنية، وانتشرت في ربوعها السريانية، وعلى إثر ذلك انتشرت الأديرة في الحيرة و في ظاهرها، وغالبًا ما كان المسيحيون يتخذون من منطقة ظاهر الحيرة مكانا لهم، لأن الراهب والمتدين المسيحي كانا يختليان في منطقة بعيدة عن السكان للتعبد، ولكون بحر النجف كان يقع في ظاهر مدينة الحيرة، وهو منطقة خالية من السكن، لذا اختار رجال الدين المسيح المعابد والكنائس فيها، فضلًا عن انتشار الكنائس قرب مدينة الكوفة ومنها ((عاقولا)) التي تقع بين الكوفة والحيرة (منطقة مطار النجف الأشرف الدولي ومعامل الإسمنت حالياً) وأنشئت فيها كنائس، فالسريان كانوا يسكنون ((عاقولا))، وبنيت كنيسة هند الصغرى على خندق الكوفة (الذي يعرف بكري سعدة حاليًا)، أما في إحدى المناطق على حافة بحر النجف فكان يقع دير هند الكبرى بين النجف والحيرة قرب قصر الخورنق
حسن عيسى الحكيم، أستاذ التاريخ الأول في جامعة الكوفة