الصباح اليمني|فاتن محمد|
تحتضن مدينة صنعاء القديمة بين أسوارها عادات وتقاليد عريقة تختصر مراحل من التاريخ اليمني.. ولن يكفيها مئة عام للاحتفال بكل تلك الروعة والجمال التي تجسد روحها وريحها، إنسانها وبناءها، عاداتها وتقاليدها، وكل التفاصيل الماثلة بين أسوارها رغم صلف الزمن ومتغيراته.
فما إن يدخل شهر ذو القعدة ، يستقبل اليمنيون موسم الحج بتقاليد وعادات جميلة ، ومن تلك التقاليد، المدرهة ( الارجوحة ) وتقوم على، تنظيم مراسيم الاحتفال لحجاج بيت الله ،منذ خروجهم من منازلهم قاصدين مكة المكرمة وحتى عودتهم منها، ويصاحب وداع الحجيج واستقبالهم الإنشاد الديني والموالد الدينية، التي تحتفل بالحاج جيئة وذهابا.
وقد أبدعت الذاكرة الشعبية اليمنية في المناسبات الدينية، وفي ظل ظروف نفسية وعاطفية مشحونة بالحب والشوق والفراق، العديد من الأشكال التعبيرية والممارسات التي تصاحبها أهازيج وأغان مرتبطة بالحدث ومعبِّرة عنه… فما هي المدرهة؟ وما قصتها؟ ولماذا غابت عن الحياة المعاصرة؟ وما هي تفاصيل هذه المحاولة المهمة لتوثيقها؟
تقليد (المدرهة) أو الأرجوحة كانت حاضرة الى عهد قريب في كل بيت صنعاني تقريبا ، واسم (المدرهة) مشتق من (المدْرة)، وبحسب الباحثين فإن الإمام والمؤرخ نشوان الحميري عرّف “المدرهة” في موسوعته الشهيرة (شمس العلوم) مؤكداً أن كلمة “المدرهة” تسمية عربية فصحى.
تركيب المدرهة:




