الصباح اليمني_ مساحة حُرّة|
إن اللحظة التي استيقظت فيها صبيحة 26 مارس على خبر قصف اليمن من قبل السعودية ..غيرت حياتي الى الابد.. لم اشهد ولم اتخيل ان أعيش لحظة كهذه.. الشعور بالانتهاك والاعتداء مؤلم.. كان خبرا صادما.. كتبت كلمة واحدة فقط.. لا للحرب..
كانت الساعة السادسة والنصف صباحا ، كنت قبلها بساعات ضيفة على احدى القنوات الاخبارية، نتحدث هل يمكن ان يحدث تدخل عسكري دولي ضد اليمن بحسب الفصل السابع ، وكنت استبعد هذا الخيار ولا أتوقعه.. بل لا اتمناه لم يكن ليخطر ببالي ان يحدث ، كنت أسخر من سؤال كهذا.. معقول كيف يفكر مذيع ان يقول هذا.. يضربون اليمن مستحيل.. وللأسف خاب توقعي
كانت التعليقات على ما كتبته في صفحتي ذاك الصباح..ترد على بوست “لا للحرب” بالشتم والسخرية وطبعا بالاتهام اني حوثية.. صعقت توقعت ان ما قلته بديهيا.. سيقوله كل يمني
للمرة الثانية خلال ساعات يخيب توقعي
كانت خيبتي ثقيلة.. اغلب التعليقات تؤيد العدوان وتضع صورة سلمان وهذا صدمني أكثر..، صورة سلمان.. هذه حرب على بلادكم.. اي منطق بل اي جنون هذا..اخذت ابنتي الى المدرسة.. الصغيرة تأثرت وانا أخبرها بحرقة.. انهم قصفوا اليمن.. كم نحتاج للمواساة في لحظات كهذه.. كنت اطلب الدعم العاطفي من ابنتي..شعرت اننا كيمنيين كسرنا.. ووجعنا أصبح عميقا في الروح.. الهذا الحد يتم استصغار ‘واستضعاف اليمن
الاقلية على وسائل التواصل ،كانت ضد الحرب السعودية على اليمن، وبالاصح كانت اللجان الإلكترونية السعودية هي المسيطرة ،لتمنع اي رد فعل واي رأي عام ضد الاعتداء
حين استيقظت ووجدت رسالة اختي من صنعاء تقول لي “يقصفون صنعاء يا منى” شعرت بغصة مازالت في قلبي وحلقي الى اليوم، لم اهتم ماهو السبب.. والاسباب.. ومن مع ومن ضد.. لم احسب موقفي، مكسبي او خسارتي، مع انه وقتها كانت شعبيتي كبيرة لاني وقفت بحزم ضد سيطرة الحوثيين العسكرية.
ولكن من كان مع ومن كان ضد العدوان ،لم يتوقعوا ان تستمر لسنوات.. وتجعل من كان مع العدوان يصبح ضده الان.
ذالك الصباح غير حياتي تماما.. وجدت ان كل معاركي ليس لها قيمة، وقوفي بقوة ضد سيطرة او انقلاب “قل ماشئت” الحوثيين العسكري ، و استقالتي الغاضبة من قناة إخبارية لديها مشروع تخريبي في اليمن، لان انا والحوثيين كيمنيين ممكن نتفق، لكن الاتفاق مع مشروع خارجي مهما ادعى انه معك خيانه، لذلك لم اندم على هذه الاستقالة يوما ، وقبلها بسنوات وقوفي مع الثورة الشعبية ضد نظام صالح،وكذلك لم اندم على ذلك…
لكن، في صبيحة مارس 2015 كان بلدي يقصف.. لم اعد ارى اي خلاف داخلي مع اي يمني،.. تحدد موقفي بناء على من يقف معي.. من يدافع عن وطني .. وكنت لاول مرة اقف مع علي عبد الله صالح رحمه الله الذي اتخذ موقفا وطنيا ببقائه ضد العدوان ..ووجدت ان لا أحد يدافع عن اليمن إلا قبائل اليمن والحوثيين.. الذين اثبتوا شجاعة وذكاء في ادارة المعركة
ولكن الدائرة اليوم اتسعت.. والقضية اصبحت أوضح..
قضيتنا هي اليمن فقط.. وكل خلافات السلطة والسياسة، ثورات وانقلابات، ومن يحكم وكيف،كلها لا قيمة لها..حافظوا على اليمن أولا ، ثم احكموه
طبعا خلال 4 سنوات تعرضت لحملات تشوية، حادة وقاسية.. هذا لايهم.. ما يهم هو… انه ما كان ممنوعا علي وغيري ان نقوله، أصبح متاحا، بفضل غباء هذه الحرب
كان ممنوعا ان نتحدث عن انتهاكات وجرائم الحرب من قبل السعودية
لكن من كان يمنع بالحملات المضللة ضدنا اصبح هو الان من يقول هذا الكلام.. طبعا اقصد خلية اسطنبول وجماعة الإخوان .
الم اقل لكم ان الدائرة تتسع ولم يعد الحوثييون وحدهم ضد العدوان.. وهذا دليل احقية القضية.. قضيتنا عادلة، وحقيقيه ، لا تشوشوا عليها بصراع داخلي ،بين من يحكم وكيف يحكم..
كلنا سنفنى.. سنموت واليمن باق وسيبقى، كما بقي من الاف السنين،ان تاريخه هو من منحنا اليوم قيمتنا الحضارية بين الامم ، فكيف نموت ونتركه لعبة بيد الصغار…صغار الامم
*من صفتحها على “فيسبوك”
خليك معنا