دعت مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي في رسالة موجهة الى وزير الدفاع جيم ماتيس امس الثلاثاء الى اعادة النظر في تأييده لقصف ميناء الحديدة من قبل تحالف السعودية والذي يبدو وشيكا في ظل تزايد الأصوات المطالبة بوقف هذا القصف والتي ستعمق المأساة الإنسانية حيث يحتاج 19 مليون شخص إلى دعم طارئ، مؤكدين بأنهم ملتزمون باستخدام سلطتهم الدستورية لتأكيد مزيد من الرقابة على مشاركة الولايات المتحدة في الصراع وتعزيز المزيد من النقاش العام بشأن المشاركة العسكرية الأمريكية في الحرب على اليمن، الذي لم يأذن به الكونغرس مطلقا .
وتأتي هذه الرسالة في أعقاب رسالة أخرى، وقعها 55 من مشرعي الكونغرس إلى الرئيس ترامب والمدعي العام جيف سيسيونس تصر على أن أي مشاركة مباشرة للولايات المتحدة في اليمن يجب ان ترفع الى الكونغرس للحصول على إذن.
في الوقت ذاته ذكرت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة أن الطائرات الحربية السعودية ألقت منشورات على الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون في الأيام الأخيرة تحذر مئات الآلاف من سكان الحديدة من الهجوم الوشيك على الميناء وتطالبهم بالإخلاء.
هذا وقد طالب ماتيس إلغاء قواعد عهد أوباما التي تحظر الدعم المباشر للتحالف. وعلى الرغم من أن إدارة أوباما باعت أسلحة وزودت طائرات التحالف بالوقود فقد تم استبعاد المشاركة الأمريكية المباشرة من خلال فرق خاصة لأنها اعتبرت غير فعالة لإحباط الحوثيين المسلحين تسليحا جيدا وبسبب المخاوف الإنسانية. لكن إدارة ترامب اتخذت خطا أكثر صعوبة على الحوثيين، مدفوعا بالمزاعم السعودية بأن إيران تمول وتدرب وتسلح الحوثيين كجزء من حرب بالوكالة ضد الملكية السنية التي تشكل الجزء الأكبر من التحالف. ويدعي السعوديون أن الأسلحة يتم تهريبها عبر الحديدة إلى الحوثيين.
وأشارت الرسالة إلى أن فقدان الحوثيين لميناء الحديدة قد يجبرهم على العودة إلى طاولة المفاوضات، كما يأمل التحالف، ولكن إراقة الدماء المتوقعة في قصف الميناء يمكن ان يعمق انقسامات الحرب ويطيل معاناة السكان في اليمن.