الصباح اليمني_مساحة حرة|
اجتماعات مجلس الامن امس واليوم اثارت بشكل واضح واكيد الى حيوية القضية الفلسطينية بالنسبة للعالم وبالنسبة للإقليم وبالنسبة لفلسطين .
لكن المتتبع لكل كلمة قيلت في هذا الاجتماع يستطيع الوصول بوضوح الى القاسم المشترك الذي أُمرت باتباعه الدول المتمثلة في عضوية مجلس الامن في هذه الجلسة اذ لم يخرج التعبير تعبير الإدانة لما يدور في المسجد الأقصى لم يخرج عن اطار المحافظة على الأوضاع الراهنة وعدم المساس بها …
هذا تعبير مضحك مبكي …
فالحفاظ على الوضع الراهن للاماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس هو يعني بوضوح الحفاظ على حالة هذه الأماكن تحت الاحتلال أي في ظل وضع ترفض فيه إسرائيل تنفيذ قرار 242 و 338 …
ليس هذا فقط بل هو استمرار في الاعتداء على حرية العبادة وقدسية أماكن العبادة وحصرية أماكن العبادة كما هي الحال في كل انحاء العالم فالكنائس حكر للمسيحيين والجوامع حكر للمسلمين والكنس حكر لليهود ولا يمس احد من طائفة أخرى أماكن مقدسة لطائفة ثانية …
كان على الطرف الفلسطيني ان يقود النقاش بان يلغي هذا التعبير الأوضاع القائمة والراهنة والاستمرارية فيها كان على الطرف الفلسطيني من باب الصراع الكلامي ومن باب صراع الحقائق ومن باب الصراع لتنفيذ قرارات مجلس الامن نفسه الذي اتخذ بالاجماع قرار 242 والذي صاغه اللورد كرادون ممثل بريطانيا في مجلس الامن آنذاك كان حري المطالبة بتنفيذ قرار 242 وانهاء حالة الاحتلال المفروضة على الأماكن المقدسة في القدس وانهاء احتلال القدس الشرقية التي هي حسب خط الهدنة تحت السلطة العربية لكن هذا الامر الفظيع والخطير والخاطىء باتباع تعابير تعممها الإدارة الامريكية لتحافظ على الاحتلال وتحمي الاحتلال وتدعم إجراءات الاحتلال وتدعم الاقتحامات التي تتم يوميا وتدعم الجرائم التي ترتكب يوميا ضد المصلين والزائرين وأهل القدس الذين يعبرون بواباتها نحو بوابات المسجد الأقصى انه تعبير يحمي كل الحفريات التي تتم تحت ارض المسجد الأقصى من اجل مدخل الهيكل وإقامة الهيكل او على الأقل مشاركة اليهود في الأقصى ببناء كنيس في باحات الأقصى كل هذا هو الوضع القائم والدعوة بمجلس الامن هي للحفاظ على الوضع القائم واعتبار مجلس الامن ان زيارة بنغفير هي التغيير الوحيد وهي محاولة تغيير من قبل الحكومة الإسرائيلية الجديدة ترفضه دول مجلس الامن أي انها لا ترفض الإجراءات التي كانت تتم سابقا وهي بحد ذاتها اختراق وخرق لكل المواثيق والمعاهدات والاتفاقات والقوانين الدولية إضافة الى كونها تجسيد لرفض إسرائيل تنفيذ قرار مجلس الامن 242 الذي كما ذكرنا اتخذ بالاجماع على أساس ان ينفذ فورا لكن هذا لا يشكل المشكلة الوحيدة فيما نتج ورشح عن اجتماعات مجلس الامن ، لقد بذل رياض منصور مشكورا واجبه بالكامل من حيث الشرح ومن حيث اثارة القضايا الرئيسية ومن حيث اثارة موضوع الاحتلال وضرورة ازاحته وانهائه لكن ماذا عن القيادة الفلسطينية التي توجه وتقرر في حجم الدفعة التي تقدم عليها سياسيا في مجلس الامن او في ميادين دولية أخرى …
في الوقت الذي كان يناقش فيه مجلس الامن قضية المسجد الأقصى والأماكن المقدسة واختراقها والدوس على حرماتها دعي لاجتماع للجنة التنفيذية دعا له حسين الشيخ بصفته امين سر اللجنة التنفيذية وحضر الرئيس أبو مازن ذلك الاجتماع ووجه بكل قوة وكل إصرار وكل ثقة وجه الجميع لاستخدام ما يتيحه الوضع الدولي وقوانينه وقراراته والتي اسماها الشرعية الدولية ما يتيحه لنا من استخدام تلك الفرص للدفاع عن قضيتنا …
هنا تكمن المشكلة …
لقد اصبح واضحا ان ما جرتنا اليه قيادة السلطة قبل دخول منظمة التحرير الى الأرض المحتلة لتصبح أداة لإسرائيل لحمايتها من ناحية ولقمع المقاومين من ناحية أخرى ولتسليم كل أمور فلسطين لإسرائيل وتحت سيادة إسرائيل والاكتفاء بمهمة الكناسة والحراسة وضمان امن إسرائيل وملاحقة المناضلين واعتقالهم وتعذيبهم اثناء التحقيق وإعطاء المعلومات للعدو الصهيوني ليلاحقهم عسكريا وقتاليا وجرائميا .
المشكلة تكمن في ان هذه القيادة التي جرت كل الثورة ومنظمة التحرير الى كمين أوسلو ما زالت تتمسك باوسلو التي رفضتها الحكومات الإسرائيلية والتي تعمل ضدها الحكومات الإسرائيلية أي ان هذه القيادة ما زالت تتمسك باوهام وتكذب على الشعب الفلسطيني مصرة على ان النضال الدبلوماسي من خلال ما تتيحه الشرعية الدولية هو الطريق لتحرير فلسطين …
كلا أيها السادة كلا ايتها السلطة متى تفهمين بان الحق لا يقدم على صحن من فضة وان الحقوق لا تسترد على مائدة للكرام وان الحقوق التي سرقت ونهبت وديست تعود بالدعاء والاستدعاء كلا …
الحقوق لا تعود الا اذا غيرنا ميزان القوى الحق لا يسترد الا اذا تغير ميزان القوى بحيث يقتنع نتيجة ميزان القوى محدد من انتهك الحق ونهب أصحابه واستولى على ارضهم يقتنع بان بقاءه في هذه الحالة العدائية الوحشية الهجومية الدموية سوف يقضى عليه بالقوة …
لقد اثبتت الأيام التي منحها الشعب الفلسطيني للقيادة الفلسطينية للسلطة ومعظمها أيام حكم فيها وما زال الرئيس مجمود عباس والذي اعلن انه لا سلاح مسموح به سوى السلاح الدبلوماسي هذا السلاح الذي جرب منذ عام 48 وقبل ال48 وأثبتت كل المعلومات والوثائق والحقائق ان هنالك طغمة في العالم استعمارية أنشأت إسرائيل وغذتها وتستمر في تغذيتها لتكون قوة مسيطرة في المنطقة من اجل بقاء إسرائيل قاعدة لحماية عمليات النهب والسلب التي تتم لكامل المنطقة غازها ونفطها ومعادنها وطرقها المائية والبرية واسواقها .
اثبتت الأيام والتجارب ان كل الحفلة الدبلوماسية لا تعني للغرب سوى الخداع والكذب لا تعني بالنسبة لإسرائيل سوى التمدد والتوسع لا تعني بالنسبة للكيان الصهيوني سوى افناء الشعب الفلسطيني وقتله بدم بارد بدأً من الجنين في بطن امه الى الشيخ الذي يتعكز على عكازة في نهاية عمره …
متى تفهمون يا سادة بان الشعب الفلسطيني ليس شعبا جاهلا وان اميا في الشعب الفلسطيني يفهم في السياسة ربما اكثر من كثير من أعضاء اللجنة التنفيذية التي هي تنفيذية لاوامر العدو وليس لتعليمات الشعب الفلسطيني …
اثبتت التجارب منذ ان ارسل الكونت برنادوت لايجاد صيغة حل لفلسطين وتقسيمها اثبتت ان الصهاينة لا يريدون حلا بل يريدون سيطرة وتمددا وإقامة إسرائيل الكبرى لذلك اغتال شامير بيده الكونت برنادوت وماذا فعل العالم تجاه اغتيال مندوب العالم لايجاد حل سلمي لفلسطين لجنة تحقيق تبعتها لجنة تحقيق تبعتها لجنة تحقيق وانتهى الامر لتعويض عائلي لفقدان حياة الكونت برنادوت …
مضحك جدا ومبكي جدا ليس فقط هذه الحقيقة ولكن المبكي والمضحك ان هنالك من يصدق ان هنالك وسيلة دبلوماسية دون ميزان قوى تستطيع ان تعيد الحقوق للشعب الفلسطيني …
هذا كذب هذا دجل هذا خداع هذا اللحاق بوهم لا يمكن ان يتحول الى مادة ملموسة.
في كل صراع مهما كان صغيرا او كبيرا لا بد من مفاوضات لانهائه والوصول الى نتائج ولكن هذا يأتي بعد الصراع بعد تحديد ميزان القوى ونحن نجد انفسنا هنا كشعب فلسطيني تحكمنا قيادة لا تعير ميزان القوى أي اهتمام لا تعير بناء القوة الا لقمع الشعب لا تعير بناء القوة من اجل طرد الاحتلال او اجباره على التفاوض من موقع القوة لانهاء الاحتلال.
اذا اردنا اختصار الانتقاد وتركيزه في نقطة محددة نقول ان الجريمة الكبرى التي ترتكبها السلطة هي عدم بناء قاعدة شعبية تستطيع ان تقاوم في كل زمان وبكل مكان وبشكل متصل الاحتلال لتحول حصار الاحتلال لشعبنا حصارا للاحتلال نفسه من قبل شعبنا نحن لا ننادي هنا باستخدام السلاح الناري فقط نحن نقول اعداد الشعب للمقاومة هي خطوة إدارية تنظيمية تعبوية على مستوى حقن كل شرايين الشعب الفلسطيني بالروح الوطنية الوثابة من اجل التصدي لاي تمدد استيطاني ومن اجل التصدي لكل المستوطنات ومن اجل التصدي لكل البؤر ومن اجل التصدي لكل الاقتحامات لاماكننا المقدسة ومن اجل محاصرة قوات الاحتلال على ارضنا المحتلة …
متى تفهمون يا سادة …
بان الشعب الفلسطيني شعب واع وان النيران لا تظهر فجأة في الهواء بل يظهر دخانها أولا وانه لا دخان بلا نار فما وصل اليه الشعب الفلسطيني هو كسر الطوق طوق المحدودية التي تحددها التنظيمات واستلم زمام اموره بضعف في البداية بحجارة في البداية ولكن هذا الحجر يتدحرج ويكبر وسوف يصبح سلاحا حاميا للشعب وممن سيحمي الشعب نفسه!
هل تعلمون أيها السادة ان الشعب سيحمي نفسه من كل من يحاول القضاء على ثورته ضد الاحتلال!
هل تعلمون يا من تسمون أنفسكم أعضاء لجنة تنفيذية وانتم لا تملكون شرعية القيادة ولم ينتخبكم مجلس وطني شرعي هل تعلمون ان القضية ستصبح القضاء عليكم قبل القضاء على المحتل حتى تسهل الطريق على الشعب لمقاومة المحتل!
ان من يتبع هذا الطريق طريق الحفاظ على الوضع القائم كما عممت الولايات المتحدة على أعضاء مجلس الامن بان لا يخرجوا عن حدود هذا التعبير الحفاظ على الوضع القائم ان من يتبع هذا يخون الوطن يخون القضية يخون الشعب يخون الشهداء يخون الاسرى ولن تفي تلك المكالمات التي تجريها القيادة للتعزية او للمباركة لن تفي ولن تكون بديلا عن ثورة شعب يريد التخلص من الاحتلال والشعب يعلم الآن.
” ان قتاله ضد الاحتلال لطرده من ارضنا يجب ان يتضمن قتالا ضد من يتعاون مع الاحتلال ليبقيه على ارضنا”.
خرج كريم يونس هذا البطل الصامد الذي صمد أربعين عاما كل سنين شبابه في سجن مظلم حاولوا قهره قهر ارادته بالحرية قهر إصراره على الاستقلال قهر ارادته وتصميمه على مقاومة الاحتلال حاولوا وعندما القوا به في المجاهل تحت بند الافراج عنه وجد امامه عمال فلسطينيون استخدم هواتفهم ليتصل بعائلته لتاتي من العائلة وفودا لتواكبه الى بيته الكل ينظر الى هذه الحادثة من جانب معين او من جوانب لكنني اسال السؤال لماذا لم يتصل كريم يونس بفتح اليس كريم يونس كما ينشر عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح اليس نموذجا من الصمود البطولي في سجون إسرائيل اين كانت السلطة وأين كان تنظيمه عندما افرج عنه ولماذا اتصل بعائلته ولم يتصل بتنظيمه سؤال لا يجيب عليه سوى كريم يونس لكنني أتوقع انه أي كريم يونس توقع ان لا يجد ردا على أي اتصال مع تنظيمه القيادة مشغولة بامور تمس الامن القومي الإسرائيلي اذ يعتبرون ان الامن القومي الإسرائيلي هو الأساس وان الامن القومي الفلسطيني يتبع الامن القومي الإسرائيلي.
نعود للقول ان عام 23 هو عام بداية العد العكسي ولماذا أقول ذلك أقول ذلك لان حكومة إسرائيل الجديدة هي حكومة النصف عكازة فهي تحمل من تناقضاتها تناقضات المجتمع الإسرائيلي واحزابه وفئاته وتجمعاته ما ينوء به اكبر الجمال بن يامين نتنياهو من اجل ان ينجو من فساده ويتجنب الحكم بالسجن يدأ منهجا سوف يؤدي حتما الى صراع داخلي اكثر حدة وقرارات بنغفير سوف تستثير الإسرائيليين التقليديين اكثر بكثير مما ستثير لدى الراي العام الأوروبي اوالامريكي مواقف سلبية لكنها ستثير الاثنين معا بنغفير يتصور انه بطل الابطال وانه يرفع مسدسه في وجه اهل القدس والشيخ جراح كما شاهدنا في الصور ولا يعرف ان هذا المسدس قد يكون له نسخة أخرى بيد شاب فلسطيني يستطيع ان يهدد بحيث لا يحميه درعه الحديدي الذي يلبسه تحت ثيابه من رصاص طفل فلسطيني يجب ان يعلم بنغفير ان الامن الذي هو اصبح مسئولا عنه ينقصه هو شخصيا في بداية الامر وينقص كل قواته وان استخدام عرب من إسرائيل وبدو من إسرائيل ليكونوا الجنود الذين يهاجمون الفلسطينيين ويقتلون منهم لن يفيده لانه في نهاية الامر امام ثورة شعب بأكمله سوف تهزم تلك الآله الإسرائيلية التي يتباهى هو بها واذا كان نتنياهو يريد ان يهرب من هذه التناقضات نحو حرب ضد ايران والتنظيمات التي تدعمها ايران كما قال هو نتمنى ان يجرب نتمنى من كل قلبنا ان يجرب حتى تصاب إسرائيل بالصدمة الكبرى وحتى يحدث في إسرائيل ما حدث في حرب ال73 بعد اقتحام قناة السويس ستهزم إسرائيل وستضطر إسرائيل للتفاوض على انهاء الاحتلال هذا اذا قبل الطرف المنتصر ان يكون نهاية الاحتلال تطبيق قرار 242 هو الحد المقبول قد تجر الأمور الى ان يكون الحد المقبول تطبيق قرار التقسيم كما قال مرة ونسي ذلك بعدها الرئيس محمود عباس.
في النهاية نقول قولا ربما يكون حكيما وربما يرى الآخرون فيه نوعا من الرفض المبطن …
“لماذا لا تجرؤ قيادة السلطة على الدعوة لحوار غني عميق مقبول مع وجوه بارزة من الشعب الفلسطيني معروف صدقها ووطنيتها ومعروف مدى تمسكها بالمنطق والعقل والحكمة من اجل مناقشة النهج الذي تسير عليه هذه السلطة”.
قد يقول البعض ان هذا مستحيل لانهم اغلقوا أبواب الحوار منذ زمن وان القرارات ديكتاتورية سواء كانت سياسية او مالية او إدارية ، لقد الغيت الشرعية والغي القضاء والغي كل شيء وأصبحت كل الأمور ممسوكة بيد واحدة من قبل شخص واحد..
نعم ولكن نطرح هذا الامر من باب لعل نحن لا نريد الصدام الداخلي نحن نعرف ان وحدة الصف هي قوة للشعب وقوة لمناهضة الاحتلال ولذلك نحاول الابتعاد عن الصدام الداخلي ونعتقد ان الحوار المسئول بضمير مسئول بوطنية صادقة سوف يقود الى قواسم مشتركة تجعل من نضال الشعب الفلسطيني نضالا موجها صائبا باتجاه الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير ندعو الى ذلك حتى نرى من يتجرأ على ماذا من يجرؤ ان يقول الحقيقة علنا وامام الجميع من يجرؤ ان يتصرف بمسئولية يحاكمها الشعب طالما ان القضاء الغي ومحكمة العدل العليا أصبحت دنيا ولم تعد عليا لقد فقد القضاء مصداقيته بفقدان استقلاليته واصبح مفتاحا في جيب سكرتير في مكتب قائد من القادة .