نشرت صحيفة القدس العربي مقال لها تحت عنوان اليمن: وضع عدن يعكس «فشل» التحالف و«عجز» الحكومة ،أشارت فيه الى أنه بعد مرور عامين منذ إعلان قوات التحالف العربيّ والحكومة اليمنية الشرعية اكتمال تحرير مدينة عدن (جنوب) من مسلحي جماعة “أنصار الله” (الحوثي) والرئيس السابق علي عبد الله صالح، ماتزال المدينة تعاني اضطرابًا سياسيًا وأمنيًا، وتحولت في الأشهر الماضية إلى ساحة صراع على النفوذ، بين قوى داخلية وخارجيّة متباينة الأجندات، ما أفقد المدينة زخم التحرير، ومميزات إعلانها “عاصمة موقتة” إداريًا.
وأضافت الصحيفة على لسان المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، فإن عدن تحظي بأهمية استراتيجية كبيرة في حسابات القوى المتنافسة ضمن المشهد اليمني، ولا سيما التحالف العسكري العربي، الذي تقوده الجارة السعودية، ويضم أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، باستثناء سلطنة عُمان، إضافة إلى باكستان وأربع دول عربية أخرى، هي: مصر، والسودان، والمغرب، والأردن.
انحراف المسار
وتحت عنوان جانبي انحراف المسار أكدت الصحيفة بأن “عاصفة الحزم” انحرفت عن مسارها، حين أنيط بدولة الإمارات مسؤولية الإشراف على عدن وباقي المحافظات الجنوبيّة،”في إطار التنسيق وتقاسم المهمات بين دول التحالف. وكانت مساهمتها العسكرية فيها هي الأكبر”.
وتابعت الصحيفة على لسان المركز العربي بالقول: أن “الإمارات حرصت على رسم المشهد بما يوائم توجهاتها السياسيّة والأيديولوجية، واجترحت، في كثير من الأحيان، سياسات تتعارض مع الاتجاهات العامة والأهداف المعلنة لعاصفة الحزم”، مضيفة بأن أبوظبي “تعمدت استبعاد حزب التجمع اليمني للإصلاح، القريب فكريًا من مدرسة الإخوان المسلمين، وسعت بداية إلى استقطاب السلفيين، خارج الأطر العسكريّة الرسمية، لتشكيل ما سمي بقوات الحزام الأمنيّ، التي أوكلت إليها مهمة تأمين عدن ومحيطها”.
وبحسب الصحيفة فإن الامارات سارت على النهج ذاته في (محافظات) حضرموت (شمال شرق)، وتعز (جنوب غرب)، وشبوة (جنوب)، بتأليف كتائب نخبة تابعة لها، ورفضت ضم هذه التشكيلات إلى الجيش الوطني، مضيفة أنها في موازاة ذلك، استثمرت في فصيل مسلح تابع للرئيس الجنوبي السابق، علي سالم البيض ، ومكنته من مفاصل الأجهزة الأمنية والعسكرية والإدارية في عدن والمحافظات الجنوبية، بعد تعيين رموزه في مناصب حساسة، من أبرزها تعيين عيدروس الزبيدي محافظًا لعدن، وشلال شايع مديرًا للأمن فيه.
واعتبرت القدس أن “هذا التيار، الذي ينتمي معظم أفراده إلى (محافظة) الضالع (جنوب) و(مديرية) ردفان (بمحافظة لحج ـ جنوب)، أدى دور رأس الحربة في مناهضة الرئيس هادي وحكومته في عدن، وتجلى ذلك في مظاهر مختلفة، منها رفض تنفيذ قرارته، ومقاومة نشر قوات الحماية الرئاسية في المدينة، وبلغت مناكفتهم الرئيس هادي حدًا منعوا به هبوط طائراته في مطار عدن”، محذرة أن”
الانقسام والتوتر داخل مدينة عدن يهدد باندلاع مواجهة مسلحة واسعة النطاق في عدن والمحافظات الجنوبيّة، الأمر الذي من شأنه أن ينسف المكتسبات السياسية والعسكريّة التي حققتها عاصفة الحزم، ويساهم في إطالة أمد الحرب، وزيادة المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، تزامنًا مع زيادة نسبة الفقر والمجاعة وانتشار الكوليرا والأمراض الأخرى”.
وتسببت الحرب المتواصلة في اليمن في مقتل وإصابة عشرات الآلاف، ونزوح قرابة 3 ملايين شخص، وتدهور الأوضاع الإنسانية، حتى بات أكثر من 20 مليون يمني (من أصل حوالي 27.4 مليون نسمة) في حاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق الأمم المتحدة.
أجندات مختلفة
وأكدت الصحيفة أن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلص إلى أنه “نتيجة اختلاف أجندات الحلفاء في التحالف العربي، واحتدام التنافس بين الفرقاء المحليين، لم يؤت تحرير عدن ثماره المتوقعة سياسيًا وعسكريًا”.
وأردف المركز بالقول إنه “بدل أن تقدم المدينة نموذجًا لمستقبل اليمن، أضحى واقعها المليء بالصراعات والخلافات يستخدم دليلًا على فشل التحالف العربي في تحقيق الأهداف الرئيسية لعاصفة الحزم، ورهانًا على عجز الحكومة الشرعية وإفشال اضطلاعها بمهماتها في إدارة المناطق المحررة”.
وشدد على أن “تنامي النزعات الانفصاليّة، الداعية إلى النأي بعدن عن المسار السياسي والعسكري للصراع القائم في اليمن، ساهم في إذكاء الصراعات ذات الطبيعة الجهوية ضمن المحافظات الجنوبية ذاتها، وتحديًدا بين ردفان و(محافظة) أبين (جنوب)”.