الصباح اليمني_متابعات|
كشف الفنان اليمني الكبير علي الكوكباني، عن عودته للدراما اليمنية من جديد بعد انقطاعه عن الشاشة اليمنية لفترة طويلة.
وأعلن الكوكباني، في حوار صحفي مع موقع “26 سبتمبر نت”، مشاركته في عمل درامي لهذا العام 2021م وهو مسلسل “أنياب الشر” تنتجه القناة اليمنية الفضائية بعد انقطاعها لفترات طويلة عن إنتاج الأعمال المتميزة.
ومسلسل “أنياب الشر” يضم مجموعة كبيرة من الممثلين اليمنيين الكبار، وكذلك يضم فريق العمل عدد من الكوادر الكبيرة منهم يسرى عباس كاتبة قصة المسلسل، وحوار عبدالسلام الأكوع، والمخرج مجاهد الآنسي، والمنتج جابر رزيق.
ويعد الفنان والشاعر علي الكوكباني من أهم الشعراء والممثلين حيث شارك في بطولة عدد من المسلسلات اليمنية الكبيرة، وله العديد من المسرحيات وأهمها أشرقة شمس الوطن والحاجز.
وينقل لكم “الصباح اليمني” ما جاء في الحوار:
شخصيات عديدة أديتها في مسلسلات مختلفة من بين الشخصيات الأربعة في مسلسل الفجر، والوصية، والثأر، والحب والثأر، ماهي الشخصيات القريبة لشخصية الكوكباني؟
في البداية أود شكر صحيفة (26 سبتمبر) هذه الصحيفة التي تعد مناراً للعلم والثقافة، والتي نشرت فيها العديد من قصائدي الشعرية وأدبياتي المختلفة، كما نشكر جميع القائمين عليها وفي الحقيقة أحب الشخصيات الدرامية التي أديتها هي شخصية “قاسم أبو الليل” في مسلسل الفجر، الذي شاركت فيه مع المرحوم الممثل محمد الضلعي (بركتنا)، وكان هذا جواز للمرور إلى قلوب العديد من الجماهير، واستطعنا أن نكسب جمهوراً واسعاً في أرجاء اليمن شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.
ولا زال حتى الآن آثار المسلسل حية وذكراه موجودة عند المواطنين لأنه تكلم بوسطية وشفافية وواقعية عن دور الحركة الوطنية التي لا زالت حتى الآن مهمشة وحتى الآن لن نستطيع التحدث عن تاريخنا بأمانة ونوضحه لشبابنا..
كيف تنظر إلى واقع التمثيل والمسرح في اليمن وتطور المواهب اليمنية، وما تقييمك للشباب الذين يظهرون على منصة اليوتيوب؟
واقع الدراما اليمنية بصراحة مؤلم لا يسر صديق ولا يفرح عدو، والدراما اليمنية الآن تحولت من الجهة الرسمية التي كانت تنتج الدراما الحقيقية والواقعية مثل المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون والقناة اليمنية الفضائية الأم التي لها الفضل في إشهارنا وإكسابنا العديد من الجماهير إلى جهات خاصة تهتم بمصلحتها أكثر من المصلحة العامة، لكن الوضع الذي نحن فيه جعل الأعمال الأخيرة تتقولب بقالب السياسة، لكن أنا ارجو من الكتّاب والمخرجين ومن القنوات الفضائية أن ينتجوا الأعمال التي تنشر المحبة والتقارب بين الأخوة وتناقش القضايا الاجتماعية والسياسية والوطنية والتاريخية، تاريخنا واسع وخصيب ولم نستطع أن نتطرق له إلا من أطرافه، وإذا تعمقنا في التاريخ لاستطعنا تنفيذ مئات المسلسلات من تاريخنا وحضاراتنا العريقة، الأخرين ليس لهم تاريخ كما لنا، نحن أصابتنا عين لأنهم خائفون من مستقبل هذا البلد وهذا الشعب العظيم الذي لو اتيحت له الفرصة وخيم عليه الأمن والأمان والاستقرار لأصبح جوهرة في أرجاء الوطن العربي..
لماذا لا توجد أي توجهات من السلطة لتأسيس شركات إنتاج درامية وطنية لاحتواء قضايا اليمن التاريخية والآنية؟
هذا الذي نحن بحاجته فعلاً وعلى الجهات المختصة أن تهتم بهذا الجانب وبالأعمال الدرامية والفنية ككل، لأنه في زمننا هذا غابت حتى الأنشودة والبرنامج الوطني الذي يشبع شبابنا بروح الوطنية والمحبة والإخاء، الآن هناك عدة شركات قامت بإنتاج الأعمال الدرامية لكنها تتناول باستيحاء وترى مصلحتها، والفرق بين الجهات الرسمية الحكومية والأهلية أن الحكومية تتعمق وتناقش القضايا الملامسة للمواطنين ومشاكلهم مثل الثأر وتاريخ الحركة الوطنية والمهور هذه الأشياء يجب أن نتناولها ونحللها ونحولها لمسلسلات درامية..
أستاذ علي لماذا اختفيت عن الدراما اليمنية؟
أنا لم اختف هذا السؤال يوجه للمخرجين، مع حبي وتقديري.. بعض الشباب المخرجين الآن أصبح لديه مجموعة ويحتكر الكل بكله، مع احترامي سواء مؤسسة الإمام الهادي وغيرها، وتوجد مجموعة الله يرحمها في زمننا الجميل كالجميل المرحوم عبدالكريم الأشموري رحمه الله كان هو ومجموعة مع فضل العلفي، وكنت اكلمهم نحن رصيدنا الجمهور وقد وصلنا لمستوى معين من الإبداع، ولا يمكن أن نقبل بأي عمل هابط.
يجب أن نحافظ على مستوانا وعلى جمهورنا لأنه يرى العمل ويعتقد أن الممثل هو الكاتب والمؤلف والمخرج.
أنا لي مشاركة في مسلسل رمضاني قادم لهذا العام 2021م، وهذا الكلام حصري لك أنت اسم المسلسل “أنياب الشر” تنتجه قناة اليمن الفضائية الأم، قصة يسرى عباس، وحوار عبدالسلام الأكوع، والمخرج مجاهد الآنسي، والمنتج جابر رزيق.
هل ترى أن ضعف الدراما اليمنية وتراجعها هو الذي جعل المواطن اليمني يتابع الدراما الأجنبية التركية وغيرها؟
الدراما اليمنية القوية غابت حتى الأغنية والأنشودة الوطنية من القنوات أو الإذاعات، التي أصبحت غثاء كغثاء السيل، حتى إذاعة صنعاء أصبحت غير مسموعة، والمواطن يبحث عن الجديد والقنوات التي تبث بثاً رهيباً ومغرياً، وننصح الشباب ان يتجنبوا مشاهدة بعض القنوات التي تضر أكثر مما تنفع..
قبل أن تبدأ في عملية التمثيل والعمل الدرامي أنت كنت في السلك العسكري فكيف انتقلت للمجال الدرامي؟
عندما التحقت بالقوات المسلحة في ستينات القرن العشرين، وأسرت في صعدة عند الإمام البدر عليه رحمه الله، وهو كان رجلا نهضويا تقدميا كان يشبه إبراهيم الحمدي، وكان له نظرة مشرقة لمستقبل اليمن، لكن لم تتح له الفرصة.
بعد أسري من قبل قوات الإمام توجهت إلى صنعاء وفضلت تجنب القوات المسلحة، واشتغلت حجر وطين في العديد من الاعمال الشاقة، وانتقلت بعد ذلك للعمل في المزرعة الألمانية أنا والزميل الفنان عبدالرحمن المسيبي، وانتقلت بعد ذلك للعمل في مصنع الغزل والنسيج وكنت فيه مسؤول العلاقات العامة، ووجدت ضالتي في الغزل والنسيج وفيها بدأت أعمالي الشعرية، وكذلك بدأنا نؤسس المسرح العمالي وفرقة المسرح، وكانت أول فرقة مسرحية تشكل هي في المصنع، وبعدها أنشانا المسرح العسكري برفقة أصدقاء زملاء من ضباط التوجيه المعنوي، وأنشأنا المسرح الوطني التابع لوزارة الإعلام.
وكنا مع مجموعة من الزملاء مثل المرحوم عبدالرحمن قابل، ندير الكثير من الأعمال الوطنية الرائعة التي كان يكتبها مجموعة عظيمة من الكتّاب أمثال العملاق محمد ردمان الزرقة ومحمد الشرفي وغيرهم، ممن كتبوا بروح وطنية ثورية..
أنت اشتهرت ككاتب وممثل وشاعر أيهما أقرب إليك ولماذا؟
في فترة من الفترات كان الشعر أقرب لي، لأن الفرصة كانت متاحة لي في دائرة التوجيه المعنوي، وكان برنامج حماة الوطن يذاع دائما وكان البرنامج الوحيد الذي يذاع مجاناً، وكنت أقدم برنامج (خواطر أبو حمير) وهو برنامج حواري كتبته وقدمته أنا والجميل عبدالرحمن المسيبي حوالى 14 سنة.
وكنت ألقي الشعر في العديد من الأمسيات والفعاليات الاحتفالية، ولا ننسى الأمسيات الرمضانية التي كان يقيمها علي عبدالله صالح، بغض النظر عن سلبياته وإيجابياته، وكانت مواضيع قصائدي تتمحور في القضايا الوطنية وكذلك القضية الفلسطينية والوطنية، ولذلك أكثر قصائدي غير قابلة للنشر ولي ديوانين جاهزين للنشر لكنهما يحتاجا تنقيح ومراجعة كبيرة.
ماهو العمل الدرامي والفني الكبير الذي ترشحه أن يكون من أفخم الأعمال اليمنية؟
مسلسل الفجر عميد الدراما اليمنية ولا يضاهيه أي مسلسل حتى الآن، برغم انتاجنا العديد من المسلسلات منها الثأر والمهر وعندما تبتسم الأحزان والحب والثأر والوصية والكثير منها لكن الفجر هو عميد الدراما حتى الآن..
ماهي الأعمال الدرامية والفنية التي لم تر النور لسبب أو لآخر وتحب أن تراها على الشاشة؟
نعم هناك مسلسلان نصوصهما جاهزة، وهو مسلسل (سنين الجمر) وهو الجزء الثاني من مسلسل الفجر، المسلسل مكون من 30 حلقة لو تبنتها الجهات المختصة لضاهينا جميع الأعمال في الساحة العربية.
طبعاً قدمنا العمل للعديد من الجهات منها دائرة التوجيه المعنوي كان مديرها آنذاك الأخ العزيز علي الشاطر، وقلت له إن هذا العمل سيجعل لهم بصمة كبيرة، فرفع المسلسل إلى علي عبدالله صالح مع عمل آخر هو تاريخ الحركة الوطنية للأستاذ محمد الشرفي، لكنهم بالأخير رفضوا إنتاج العملين.
رأيك لماذا لم تصل الدراما اليمنية إلى مستوى الدراما العربية والأجنبية؟
عدم الاستمرارية والجدية، ونحن إذا أردنا تناول تاريخنا لا نتناوله إلا بتشويه ونذكر الماضي الاسود ولا نذكر إيجابياته، وأنا معجب بالدراما المصرية لأنهم تناولوا حركاتهم الوطنية بإيجابية، وتناولوا قصة الملك فاروق بسلبياته وايجابياته، ونحن لا نذكر الجميل في الزمن الماضي، في إحدى المرات قال المرحوم محمد الضلعي كان في شمس قبل ثورة 26 سبتمبر، نعم يا اخي كان في أشياء إيجابية همشوها وتغاضوا عنها، وذلك سبب تأخر الدراما اليمنية، والكاتب يكتب وهو مقيد لا يستطيع ان ينطلق ويتكلم بواقعية.
أنت قلت سابقاً أن الأعمال الدرامية الفنية الموسمية تقتل المواهب لماذا؟
هذه حقيقة وهي من عوامل الإحباط وعدم تطور الدراما اليمنية..
في مقابلة تلفزيونية سابقة لك تحدثت أنك ندمت على مشاركتك في عمل سيف بن ذي يزن، ولماذا شاركت به من البداية؟
نعم صحيح، لأنهم أغرونا بالمسلسل وفي ذلك الوقت استدعاني مدير قناة اليمن الفضائية في وقتها كان عبدالغني الشميري، واستدعى كذلك المرحوم عبدالكريم الأشموري والمرحومة مديحة الحيدري عليهما رحمة الله، وقال لنا معكم عمل جبار وهذا سيمنحكم تأشيرة سفر للوطن العربي بأكمله.
طبعاً بالنسبة لليمنيين سيف بن ذي يزن هو بذاته شخصية أسطورية تاريخية ناضلت وكافحت من اجل استقلال الوطن، فقلنا جميل تبقى لنا مشاركة عربية مع الفنانين العمالقة السوريين.
صراحة أنا اعترضت عن العمل وقلت لهم أن القصة التاريخية ليست دقيقة برغم وجود مشرفين لغويين وغيرهم عمالقة مثل مطهر الإرياني وغيره، كذلك العمل تم تصويره كأنه مسلسل أطفال، وعند عودتي لليمن قدمت اعتراضي وتناولت وسائل الإعلام تصريحاتي وتم استدعاء مخرج المسلسل لليمن.
ندمت لأن تاريخنا خصب وحرام نغالط الأجيال القادمة، فهذا الذي جعلني اندم حتى في النهاية الأجور حاسبونا بالريال اليمني مبلغ تافه جداً مقارنة بالممثلين السوريين، لكن نحن لم نبحث عن المادة بل عن الأعمال التي يبحث عنها الجماهير، ونتمنى من الجهات المختصة مثل المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون أن تستعيد تاريخها في انتاج الأعمال الدرامية ومؤسسة السينما والمسرح نتمنى منهم تناول الأعمال الدرامية التاريخية والوطنية.
أنت تشجع على ترك القات وتطالب بثورة عارمة عليه، لماذا لا يتم إنتاج عمل درامي يوعي بأضرار القات؟
تناولت قضية القات في العديد من قصائدي، وكذلك في برنامجي خواطر أبو حمير، لكنه يحتاج إلى ثورة عارمة وثورة اقتصادية كبيرة، ونحن نشكر أخوتنا في حراز قاموا بقلع القات وزرعوا بدلاً عنه شجرة البن العظيمة، ومنطقة حراز الآن جنة وكل الأعمال الدرامية تنتج في حراز، والقات يحتاج إلى قرار سياسي صادق وأن تدعم الحكومة المزارع اليمني ويوجدوا له البديل..
أين ترى نفسك أستاذ علي في المسرح أم في الدراما، وأين أعمالك المسرحية هل هي مسجلة ولماذا لا يعاد بثها ومثلها الأعمال الدرامية؟
لدينا أنا والزملاء من ضباط التوجيه المعنوي الشرفاء في المسرح العسكري العديد من الأعمال التي كان لها الدور الفعال في نشر الوعي الثقافي، ولم نترك محافظة أو جزيرة أو معسكر إلا وزرناه وقدمنا العديد من الاعمال الفنية مع الكتّاب العظماء الذي ذكرتهم لك سابقاً ونضيف لهم إسماعيل الكبسي والعملاق الشاعر عبدالله البردوني.
ومن المسرحيات أشرقة شمس الوطن، والحاجز وهذا عرض في عدن مرتين من قبل اللجنة المركزية ولم يعرض في صنعاء برغم أن النص والفكرة مقدمة من هنا والمسرحية موثقة في القناة الفضائية، وهناك العديد من الأعمال المسرحية ومثلها الشمعة والجندي المستجد شارك فيها الكثير من الزملاء، هذه الأعمال التي سجلت، وهناك العديد من الأعمال الأخيرة التي لم تسجل وعرضناها أمام جمهورنا الكريم في ميدان التحرير.
بالنسبة لسؤال أيهما أفضل المسرح أم الدراما أقول لك أن المسرح أبو الفنون وهو المنبر التي يظهر الممثل من خلالها موهبته وقدرته.
هل لك مشاركة في السينما؟
صراحة نحن لا يوجد لدينا سينما بالمعنى الحقيقي..
أستاذ علي أنت عاشرت أغلب الشخصيات السياسية اليمنية الثورية وكذلك عاصرت أحداث هامة، هل كتبت مذكرات خاصة بعلي الكوكباني أم أنك تنوي فعل ذلك؟
كتبت بعض رؤوس الأقلام وتارك الفرصة لأولادي من بعدي حفظهم الله، مع وثائق وأشرطة كاسيت وغيرها من الأوراق والوثائق، هناك العديد من الأحداث التي عاصرتها لكن أروعها وأفضلها بالنسبة لي كان عهد الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي، أيامه أنا كنت في مصنع الغزل والنسيج مسؤول العلاقات العامة أول ما اعجبت به كان بعد حركة 13 يونيو التصحيحية، وكان رئيس إدارة المصنع العميد محمد الآنسي، فاختاره الحمدي نائب رئيس هيئة الأركان للشؤون المالية والإدارية وجاء خطب في العمال والعاملات وقال لهم أنا اخترت الآنسي لأنه عندي ثغرات كبيرة في الجانب المالي للقوات المسلحة، والعمال رفضوا لمحبتهم الكبيرة للآنسي، وفي اليوم الثاني خرجنا مسيرات تأييد لمجلس القيادة وبنفس الوقت مطالبة بعودة الآنسي، بعد ذلك تكفل الحمدي بالإشراف بنفسه على المصنع.
وفي ذات يوم تفاجأت بوجود الحمدي خلفي وذلك كان بعد صلاة الفجر عندما ذهبت افتح الإذاعة الداخلية لنحمس العمال بأنشودة دقت ساعة العمل، فقال لي الحمدي صباح الخير يا كوكباني فالتفت خلفي مندهشاً أهلاً فندم فطلب مني أن اجمع له العمال ليخطب بهم للمرة الثانية وكانت أهم خطاباته تلقى في هذا المصنع ووجه كلامه للعمال بقوله: قلت لكم سابقاً اني سأضع الرجل المناسب في المكان المناسب وأنتم قبلتم وانا الآن اخترت الآنسي ليكون في القوات المسلحة وهو رجل عسكري نزيه ما رأيكم، صاح أحد المعترضين على الحمدي وقال بدون احترام: يا إبراهيم أنت تسد ثغرة صغيرة وتفتح ثغرة أكبر منها، رد عليه الحمدي وقال أنا أصدرت قراري، بعد خروج الحمدي أراد جميع العمال ضرب هذا الرجل الذي اعترض على الحمدي، فوصل اتصال من الحمدي إلى الآنسي يمنعه من لمس الرجل الذي خالفه خلال الاجتماع وبصراحة كان الحمدي رجلا عظيما هو والإمام البدر كانوا عمالقة وحرم الشعب اليمني من عطائهم..
لديك الكثير من التجارب في حياتك، أذكر لنا موقفا عالقا في ذاكرتك؟
هناك العديد من المواقف منها عندما ذهبت أنا مع عملاق اليمن ومناره المتوهج الأستاذ عبدالله البردوني الذي خسرته اليمن خسارة كبيرة ولم نعطه حقه، في الأسبوع الثقافي إلى السعودية عام 1981م، مع مجموعة كبيرة من الشعراء والأدباء اليمنيين منهم علي صبره وعلي عفيف وغيرهم، فحلف علينا الأمير السعودي عبدالله الفيصل أن يقيم على شرف الشاعر العملاق البردوني وجبة غداء وطلب جميع الشعراء والأدباء، فجأة اختفى البردوني لم نعلم أين ذهب فارتعبنا جميعاً وبحثنا في كل مكان بالأخير وجدناه نائماً في جناحه، وكان لا يريد أن يحضر حفل الغداء.
وخلال الأمسية قدم البردوني أروع قصائده منها قصيدته التي تتناول الحرب اليمنية السعودية وهي قصيدة حامية شرح فيها قصة الحرب، فانذهلوا الجماعة السعوديين لأنهم استقبلونا استقبالا كبيرا وعند رحيلنا لم نحظ بذلك الترحيب الذي حظينا به عند وصولنا وذلك بسبب القصيدة التي ألقاها العملاق البردوني وحاولوا إغراءه لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً..
كان لي قصة أخرى مع الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي عندما أصبت بداء الفيل في جزيرة كمران اثناء عملنا، فطلب مني الزملاء الذهاب للحمدي للنظر في حالتي فلم أوافق أنا منذ البداية لكن بعد إلحاح منهم ذهبت إليه، وأدخلني إلى بيته الشهيد البطل مدير مكتبه عبدالله الشمسي فشكيت للحمدي رحمه الله من مرضي كما شكيت له من سوء المعاملة التي تعرضنا لها في السعودية عندما قدم لنا منحة إليها في السابق، فقال لي أنا السعودية وانا النفط والله بهذا الشكل، وقام بأمر الجهات المختصة بتكفل كافة مصاريف علاجي، وبعد خروجي من بيت الحمدي قال لي الشمسي: والله يا كوكباني أثرت على الرئيس لم يعط حتى رئيس الوزراء كما عمل معك، قلت له والله يا أخي أنا كما تعلم حالتي سيئة، والحمد لله سافرت إلى لندن حوالي 4 مرات.
خليك معنا