الصباح اليمني_ثقافة وهوية|
يؤكد الهواه والمهتمين بجمع الطوابع البريدية والفنانين التشكيلين والقيادات الإدارية المختصة في الهيئات العامة لإصدار الطوابع البريدية : أن الطوابع البريدية الصادرة في أي بلد بالعالم تعتبر رمزاً وسفيراً لكل بلد وحضارة تاريخية متأصلة لها طابعها ومدلولها الخاص الذي يُعبر عن آثار وثقافة وعمله ومعالم كل بلد ..
فهي وما تحمل من الدلالات والإيحاءات والأبعاد المعمارية والحضارية والإنسانية لا تخلو من المتعة والتشويق والإسهام في إثراء الحياة الثقافية والعلمية والفنية الموغلة في القدم وتعمل على توثيقها حفاظا عليها من الاندثار أو التذكير بها من النسيان مثل الآثار والمعابد والحصون والقلاع والمساجد والنقوش والمخلوقات النادرة والطيور الجميلة والحيوانات الضخمة الأليفة والمفترسة والورود والنباتات العجيبة التي تخلق السعادة والمتعة للناظر إليها .
كما يُعرف الطابع البريدي بعادات ومعتقدات الأمم وتقاليدها الاجتماعية وحضاراتها واساليب حياتها في عصر معين, كما حرصت العديد من الدول برسم صور لرؤسائها وتخليد حياتهم ومنجزاتهم على هذه الطوابع كما تساهم في تعميق المحبة والقيم الانسانية النبيلة وتشجيع التفاهم والاتصال والتقارب بين الشعوب وتنمية التعاون في المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بينها.. فيما تساعد على تنمية طاقة الهاوي وتوسع مداركه الثقافية والذهنية وتزوده بالعلوم والمعارف بصورة مشوقة ومحببة إلى النفس، وتعرف بأهم المناسبات الوطنية والعالمية وكذا بأهم الانجازات والمشاريع العملية والعلمية والفكرية والادبية .
ولان الطابع يعتبر سفيراً لبلده يجوب بلدان العالم ليعطي صورة صادقةعن اهم الاحداث التاريخية والشخصيات الهامة والانجازات الحضارية التي يشهدها البلد فهو يلعب دورا إعلاميا منقطع النظير في خدمة بلده, وفي تنمية فنون الرسم والخط والتصميم كما يعتبر وسيلة من وسائل تحقيق الثروة سواء للهواة أو المؤسسات المختصة في هذه التجارة أو الصناعة واصبحت استثمار مضمون الربحية فتحت لها معارض واسواق وبورصات ونوادي وجمعيات متخصصة ساهمت بفعالية في تنمية هذه الهوية .
وفي اليمن السعيد تختصر نماذج من مئات الطوابع البريدية “للهيئة العامة للبريد والتوفير البريدي” في الزمان والمكان من خلال إصداراتها المنتظمة لتلك الطوابع التي تسرد بتنويعاتها وتلويناتها تفاصيل مثخنة بالكثير من الأحداث حول قصة اليمن السعيد وتراثه التاريخي والإنساني والحضاري العريق ..
حيث عملت الهيئة العامة للتوفير البريدي في اليمن خلال السنوات الماضية على اصدار العشرات من الطوابع البريدية على توثيق الأحداث التاريخية الهامة في اليمن .
وبحسب الأخ فائز سيف عبده – القيادي في هيئة البريد بصنعاء :أن تلك الإصدارات ومن خلال تنويعها لأحداث التاريخ فهي أيضاً ـ تساهم بالتعريف بالموروث الشعبي والحضاري لليمن وفي الترويج السياحي بالمقومات السياحية والتاريخية وجمال الطبيعة الساحرة الذي تتميز بها اليمن .. حيث تنقلك سلسلة منها بين صفحات التاريخ اليمني لا سيما المجموعات الأولى للطوابع اليمنية والتي بدت بعمرها المديد كظاهرة ثقافية وفنية وإعلامية والذي يؤرخ أول طابع يمني عام 1919م وغيرها من الطوابع التي توالت إصدارها منذ تلك الفترة , وبرغم بساطتها من حيث الطباعة إلا أنها من اجمل الطوابع اليمنية لما تحمله من دلالات تاريخية.. وتتضمن الطوابع توثيق متسلسل لمراحل التطور والتنمية في اليمن حيث توثق تلك الطوابع البريدية لاسيما بعد القفزة الحقيقية لهذه الإصدارات من حيث الرسوم والصور والإخراج والطباعة ,والمتمثل في إصدارها عام 1948م وبالتحديد ذكرى دخول اليمن عضوية الامم المتحدة ,والتي وثقت هذه المرحلة في ثمانية طوابع .ومن الطوابع الهامة التي تشهد إقبالا لا بأس به مقارنة بالوعي العام بأهمية الطوابع البريدية وما تمثله في قائمة حفظ الهوية الثقافية الطوابع التي تصور العقيق اليماني وما يحتويه من رسومات وتلوينات جعلت من بعض الطوابع تحصد جوائز عالمية وهي تلخص عبارات ورسومات ربانية آسرة تحكي خصوصية هذا العقيق في بلاد اليمن السعيد .
ويلفت الاخ فائز أن اول طابع بريدي مطبوع محليا في اليمن صدر عام 1926م باسم المملكة المتوكلة اليمنية , وفي العام 1930م تم إصدار اول طابع بريدي بمقاييس ومعايير دولية طبع في المانيا , وفي العام 1937م صدر طابع بريدي يحمل اسم مدينة عدن باللغة الانجليزية إبان الاحتلال البريطاني بالإضافة إلى عدد آخر من الإصدارات أهمها طابع اتحاد الجنوب العربي عام 1963م وبعد الثورة صدر أول طابع في مارس 1963م بصنعاء وصدر اول طابع بريدي بعد الاستقلال في عدن في مايو 1968م.
وفيما يخص أهم الموضوعات التي تضمنتها الطوابع البريدية اليمنية :
يقول الأخ فائز سيف – القيادي في هيئة البريد بصنعاء أن الموضوعات تتمثل في التعريف بالموروث الحضاري والأثري وإبراز المعالم السياحية من خلال اصدار طوابع تحمل صور للقلاع والحصون اليمنية التي تعد من الشواهد الحية للحضارات اليمنية التليدة والتي ستسهم في الترويج السياحي للمعالم التاريخية والسياحية من خلال الصور التي تنشر على الطوابع البريدية عن هذه الحصون العريقة التي لها تاريخ طويل.. واضاف : كما تحمل عناوين لصور المساجد التاريخية في اليمن ومنها جامع الجند التاريخي بمحافظة تعز , وكذا جامع ومدرسة العامرية باعتبارهما من المعالم الاثرية والتاريخية الهامة في اليمن .
ومن المواضيع التي تحملها تلك الطوابع ـ حسب قوله – التعريف بالحرف اليدوية والعادات والتقاليد والتعريف بالأزياء الشعبية للرجال والنساء في مختلف محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى التعريف بالأحياء البحرية المتميزة وبالبيئة اليمنية والطيور والنباتات والازهار والعناكب والحشرات النافعة في البيئة اليمنية والتي من خلالها يتم إبراز الأزهار النادرة في اليمن ,وكذا للحشرات النافعة والنادرة التي لا توجد في أي دولة أخرى على مستوى العالم بحسب ما اثبته عدد من الخبراء الدوليين .
كما تحمل الطوابع موضوعات تعرف برموز الأدب والشعر والفكر اليمني, وكذا رصد لأهم المنجزات التنموية والثقافية والسياسية ورصد لأهم الاحداث التاريخية في المراحل المختلفة والمساهمة في تخليد المناسبات العالمية في المجالات الرياضية والبيئية والصحية وحقوق الإنسان وإبراز توجهات اليمن في دعم ومناصرة القضايا القومية والإسلامية .
وتبدأ الحكاية بتوثيق إعلان الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية ,وبسرد قصة مدينة صنعاء التاريخية باعتدال جوها وخصائصها المعمارية الفريدة ,والتي لاتزال منذ الآف السنين شاهدة على ان عبقرية الفطرة الانسانية المتوهجة بالحب هي النبع الاول للعطاء الخلاق الذي اسس حضارة خالدة توالت عليها القرون , وماتزال متجددة الإشراق قوية البنيان وقادرة على ان تدهش وتبهر وتلهم وتصدر الحب والسلام للعالم .
ووثق هذا الطابع حدثاً ثقافياً كبيراً كانت قد احتضنته صنعاء التاريخية وهي مجموعة صنعاء عاصمة للثقافة العربية عام2004م.
وجاء العام 2004م ليمثل محطة هامة يطل من خلال جمهور المتابعين على المستوى المحلي والعربي والدولي على أسرار وخفايا هذه المدينة وعبقرية الإنسان اليمني الذي أختط هذه المدينة وبنيانها بمختلف الفنون الابداعية والتشكيلية لتتحول اليوم إلى متحفا طبيعيا مفتوح على العالم بما تحتويه من واجهات معمارية ناظره للعيان .
خليك معناالمصدر: صحيفة عرب جورنال