كشفت كبرى الصحف البريطانية الناطقة باللغة الانكليزية اليوم السبت فشل المخطط السعودي الذي أحيك من قبل السعودية وأمريكا واسرائيل للبنان والمنطقة كما أكدت على وحدة الصف اللبناني –شيعة وسنة ومسيحيين –ضد السعودية.
قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية اليوم السبت على لسان الكاتب البريطاني الشهير “روبرت فيسك” إن السعوديون يحتجزون رئيس الوزراء اللبناني كرهينة لكن خطتهم الواضحة للإطاحة بحكومة بيروت قد خلفت نتائج عكسية.
وبعيدا عن تفكك مجلس الوزراء، استيقظت الأمة اللبنانية فجأة لتجد نفسها متحدة ضد السعوديين. واعلنت الحكومة اللبنانية انها لا تقبل بيان الاستقالة الذي اضطر سعد الحريري الى القيام به في الرياض، وظهرت لافتات في الليل في شوارع بيروت تقول “كلنا سعد” – “نحن جميعا سعد”. حتى المسلمين السنة في لبنان غاضبون من نظرائهم السنة في السعودية.
وكان الرئيس ماكرون من فرنسا أول من تواصل مع الرياض وقد تم تناول الاجتماع الذي استمر ساعتين سبب اعتقال الحريري أو تقييده أو اختطافه أو احتجازه أو معاملته كضيف شرف للمملكة العربية السعودية . وبالنسبة للحكومة اللبنانية – وعشرات الآلاف من اللبنانيين – كان القرار السعودي بإعطاء الحريري رسالة استقالة لقراءتها أمام قناة العربية هو إهانة وطنية.
والخوف الأكبر في لبنان الصغير الآن هو أن السعوديين، بعد أن أخبروا مواطنيهم في بيروت بمغادرة البلاد، ان يطالبوا فيما بعد أكثر من 200،000 مواطن لبناني في الدول الخليجية مغادرة السعودية. وهؤلاء هم أساسا أشخاص من ذوي الإدارة الوسطى في البنوك والحكومة، ويمكن للسعودية أن تعمل بدونهم. لكن مثل هذا الأمر سيكون له أثر اقتصادي خطير على لبنان.
وقد سمح لدبلوماسيين امريكيين وبريطانيين واوروبيين وفرنسيين بزيارة الحريري لكن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي رفض الزيارة عندما كان في الرياض على اساس ان هذا الامر “مسألة داخلية بحتة”. ولأن المسؤولين السعوديين يحاولون الآن إملاء تشكيل حكومة لبنانية أخرى يقترحون أن يأخذوا الدور الذي لعبته منذ عقود من الحرب الأهلية في سوريا. قد يعتقد ولي العهد أنه قوي مثل حافظ الأسد، لكن اللبنانيين لا يريدون أن يتلقوا دروسا ثانية.
ومن المرجح ان يلتقي البطريرك الماروني الكاثوليكي اللبناني بشارة راي الذي من المقرر ان يقوم بزيارة رسمية الى السعودية يوم الاثنين المقبل لزيارة سعد الحريري. على الرغم من أن السعوديين لديهم الحق في تقرير ما إذا كان البطريرك اللبناني يمكن أن يلتقي رئيس وزرائه او لا كونه سر من أسرار المملكة الحالية، وكان ماكرون قد دعا دونالد ترامب في الصين وطلب منه الاتصال بسمو ولي العهد قبل وصوله الى الرياض، ونحن لا نعرف ما قال ترامب.
خليك معنا