نشرت صحيفة الشرق القطرية تقريراً مطولاً عن مساعي السعودية للخروج من مستنقع الحرب في اليمن بعد أكثر من عامين على “عاصفة الحزم” وعملية” إعادة الأمل”، خوفا من الهزيمة ، بعد الفشل في تحقيق أهدافها المعلنة عسكريا وسياسيا، فضلا عن أن الحرب باتت في أطراف حدودها الجنوبية،وعدم تحقيق مكسب سياسي، فهناك عدة أسباب دفعتها إلى البحث عن مخرج .
الصحيفة أوضحت أنه مع استمرار الحرب، أصبح جميع الأطراف بلا أمل حيث تسببت ،في خسائر فادحة في الأرواح، وصلت إلى أكثر من 50 ألف قتيل وجريح، وتدمير البنية التحتية، وخسائر اقتصادية تجاوزت 110 مليارات دولار، فضلاً عن الأثر المجتمعي، والتسبب في معاناة إنسانية كبيرة ومتفاقمة.
وأكدت الصحيفة “إن استمرار الحرب لن تصل باليمن إلى حلول ولن يكون هناك طرف منتصر وآخر خاسر فضلًا عن أن الكراهية وتدمير النسيج الاجتماعي قد طالت مختلف فئات الشعب وفي جميع المحافظات، وهذا أكبر ما خسرته اليمن في هذه الحرب، كون ذلك له تبعات لن تنتهي في السنوات القليلة القادمة”.
وبحسب الصحيفة فإن الخسارة في اليمن ربما أدت إلى انهيارات سياسية سعودية على المستويين الداخلي والخارجي ، ولذا كان التفكير في الخروج من المصيدة اليمنية، في ظل عدم إحراز مكاسب سياسية، من خلال دفع الأطراف المتخاصمة في اليمن إلى طاولة الحوار، وممارسة ضغوط عليهم بتقديم تنازلات سياسية وعسكرية، والقبول بواقع جديد، وبحكم وجوه جديدة، يكون الصندوق الانتخابي هو الفيصل الوحيد، للخروج بنصر سياسي بعيدًا عن العسكري غير الممكن في الحالة اليمنية.
وحول أسباب الخروج من مستنقع اليمن نقلت الصحيفة عن مراقبين قولهم “أن الخسارة لم تقع بعد،ولكن مجرد التفكير في تجنبها يعني في حد ذاته الفشل،كما أن قرار إنهاء الحرب في اليمن لم يعد في يد التحالف العربي وحده، في ظل الخلاف البيِّن مع الحليف الإماراتي الذي تتعارض أجندته مع أهداف التحالف العربي، لدعم الشرعية في اليمن، ويتبدى ذلك في العمل ضد وحدة اليمن من خلال دعم التيار الانفصالي في الجنوب، وعرقلة عمل حكومة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي في الجنوب”.
وترى الصحيفة أن التسوية السياسية أيضاً باتت بعيدة المنال، فجولة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ ، في الرياض ومسقط وطهران، ربما جاءت بإيحاء وتشجيع من ولي العهد السعودي، وفي إطار رغبته في إخراج البلاد من المصيدة اليمنية، كما أن الطرف الآخر”الحوثيون وصالح” المدعوم من إيران، له رأيه ،على أي تَسويةٍ سياسيّةٍ من خلال مُفاوضاتٍ مُباشرةٍ تكون السعودية والإمارات مُنخرطتين فيها ومُستعدّتان للتّجاوب مع مُعظم الطلبات اليمنية أو كُلها، في التعويضات الماليّة العادلة، وإعادة أعمار اليمن.
وتخلص”الشرق” الى أن الحديث عن مفاوضات مباشرة، خطوة نحو حل سياسي، يعد تنازل أكبر من السعودية وقبول بالأمر الواقع وبالطرف الآخر” الحوثيون وصالح” كقوة في الساحة اليمنية، في ظل الخسائر التي تكبدتها السعودية في الحد الجنوبي، وارتفاع قتلى قواتها، وتصاعد الانتقادات الدولية للغارات السعودية في اليمن، خاصة بعد قصف صالة عزاء، مما أدى إلى مقتل 140 شخصاً، أدانته الولايات المتحدة.
وتختتم “الشرق” تقريرها بالقول “تكبدت السعودية مليارات الدولارات شهريا في هذه الحرب ، وهو ربما كان السبب الرئيس في قرار البحث عن مخرج من المستنقع اليمني”.