“اذا طبعت المملكة مع إسرائيل سوف تطبع الدول الإسلامية كلها مع إسرائيل”..
هكذا تخطط “الشقيقة الكبرى” كي ترسم مستقبلا ورديا يسوده الحب والأمل في “كنف ” الحمل الوديع الإسرائيلي وتدعونا كي نتجاوز كل الآلام والأحزان لنسير معا ويدا بيد في طريق الازدهار والتقدم فلا منغصات بعد اليوم ولا قضية تقض مضجع الفلسطينيين ولا ثأر ولا هزائم باختصار “صافي يا لبن”..
يكفي آن يطلع المرء على ما جاء على لسان “أنور عشقي” في حديثه “لدوتشيه فيليه” كي يدرك “هول” ما يتم التحضير له في السر والعلن، لكن دعونا نتوسع أكثر ونضيف “نقطتين رئيسيتين ” لهذا التصريح الصحفي مع التنويه ان كل هذه “المستجدات” جاءت في ظرف زمني قصير لا يتجاوز 24 ساعة
حيث انتشر على التويتر وسم “كريه ” بعنوان “سعوديين مع التطبيع″ وحظي باهتمام كبير جعلنا نقف على حقيقة صادمة مفادها ان الجميع مطالب “بالانخراط ” في حملة “العار” هذه والطامة الكبرى ان فئات من الشعب السعودي وقعت في الفخ تحت طائل “الاكراه” او “الاغراء”.
وهنا لا يمكننا اغفال ما نشره المغرد الشهير “مجتهد” في نفس الفترة الزمنية ايضا عن وجود “أوامر” وتعليمات “بتكريم” كل من يتوددون للكيان الصهيوني {اخشى اننا سنشتاق لهذا العنوان قريبا او الا نعاقب على كتابته بتهمة الاساءة الى الاشقاء والاحباب} وهذا يزكي الطرح السالف الذكر بان الهاشتاغ ومن يقف خلفه ليسوا “ابرياء”.
فهل يمكن ان نضع هذه النقط الثلاث وندرجها تحت عنوان “الصدفة”؟
من يتابع ذلك اللقاء التلفزيوني مع الاعلامي داوود الشريان الذي ظهر فيه ولي العهد السعودي الجديد ونقلته وسائل الاعلام المحلية تحت شعارات “رنانة” وكيف “تحاشى” الحديث عن فلسطين في كل تلك الساعات سيدرك ان ما يجهزه هذا النظام “خطير ” للغاية والطامة الكبرى انه لن يقف عند حدود المملكة لانه يتحدث باسم “العالم العربي والاسلامي” قاطبة .
فالى اين تقودكم هذه “الشقيقة” يا ترى؟ ومن اعطاها الحق كي تتصرف باسم الملايين الرافضين لزلاتها والذين هم على يقين انها أصل البلاء والكوارث التي ابتلوا بها؟
ما يثير الاستفزاز اننا وفي ظل هذا النظام الذي يسير بسرعة البرق نحو الهاوية لم يعد هناك من مجال للتفريق بين “قناعات” الشعب و نزوات المستبدين ذلك ان “القبضة الحديدية” و “سذاجة” الكثيرين في التصديق والتصفيق لمخططاته الغريبة تجبرنا على وضع الاثنين في كفة متقاربة والدليل في الوسم السالف الذكر الذي تفاعل معه الكثير من ابناء الشعب “بغباء ” حيث وقعوا في فخ “استفزاز ” الاتراك والقطريين لكن في موضوع لا يقبل “المساومة ” على الاطلاق .
اما الاعلام ورجال الدين فلا اظن ان استحضارهم يبقى امرا مهما لطالما ان لهم اليد الطولى في تنفيذ كل ألاعيب الدنيئة القبيحة، فهل بات الصمت والتجاهل تجاه “العربدة السعودية ” ممكنا ؟ ام ان “شماعة ” العمالة والتخوين كفيلة للردع وتقبل “الامر الواقع ” الذي يقود هذه الامة نحو الهلاك؟
الحرب الخليجية تفضح “أحرار” اليوتيوب السابقين:
في فترات خلت يظل من الصعب “تمييز″ مصدر تمويل الكثير من المحطات والمنصات النشيطة على السوشال ميديا التي سعت للظفر بخدمات الكثير من الشباب العرب الموهوب والذين قدموا أنفسهم للعالم العربي من خلال “اليوتيوب” ونجحوا في كسب الود والإعجاب بإمكانيات بسيطة ومحدودة .
لكن احد الأطراف المعلومة {سنأتي على ذكره الان } نجح في استمالة هؤلاء تحت عنوان عريض هو ان هامش الحرية المتاحة سيظل على حاله ولن يتم المساس به على الاطلاق، وفعلا وقع الكثيرون على عقود الانضمام لتلك القنوات مستسلمين “للاغراء المادي” كما جاء على لسانهم في الكثير من المرات .
من بين هؤلاء سنذكر مثلا المصري يوسف حسين المعروف “بجو شو” يبث على تلفزيون العربي بالاضافة الى نيكولاس خوري صاحب برنامج “السليط الاخباري” على منصة “اجي بلس″ التابعة لقناة الجزيرة القطرية.
الكثيرون يتابعون اعمال هؤلاء الشباب الذين انطلقوا من اليوتيوب وكيف يسخرون من قضايا الوطن العربي تحت بند “الجرأة ” وحين تساءلنا مرة: هل يجرؤ احدهم على انتقاد دول الخليج مثلا؟
اتهمنا البعض “بالغيرة ” منهم ومن نجاحهم، لكن ما حدث هذه الايام استفزني لطرحه وفتح هذا الملف رغم انني اكن للاثنين “تقديرا خاصا” ويكمن في ان “الحرب الخليجية الضارية” فرضت على قطر “استنفار” كل المستفيدين من “دعمها ” والدليل ان الاثنين معا قطعا إجازتهما في شهر رمضان {باعترافهما معا} من اجل طرح حلقات عن الموضوع ومهاجمة الاطراف الاخرى .
والان فقط يحق لهم السخرية من السعودية والامارات والبحرين مثلا {مصر كانت ولازالت وستظل الحلقة الاضعف لديهم }، فما موقف كل المهللين والمطبلين لشجاعتهم اذن يا ترى ؟
وهل أدرك هؤلاء وغيرهم انهم اولا واخيرا “جنود ” مجندين لخدمة الملف القطري متى استدعت الضرورة وهنا تختفي شروط “الحرية “، فاي مصداقية بقيت وستبقى لهم بعد ان افتضح الامر وسقط القناع ؟ وهل صار من المستحيل ان “ينجو ” مبدع عربي واحد من “الفخ ” الخليجي المحكم ؟
واحسرتاه ..الله يرحم زمن اليوتيوب ..
لماذا يتجاهل الإعلام العربي مسلسل “شوق ” السوري الذي يفضح الأعيب داعش ويكرم “غرابيب سود ” الفاشل ؟ :
بعد ان خطف مسلسل “غرابيب سود ” الأنظار والأضواء بحجة واهية هي كشف ألاعيب تنظيم داعش وتبين ان الآمر لا يختلف عن “مقالب ” رامز جلال التي تنتجها “الام بي سي ” اياها، وبعد جولات عديدة في مختلف وسائل الاعلام العربية استغرب حقا كيف يغض الكل الطرف عن عمل سوري بحت يفضح جرائم التنظيم المذكور مع حبكة درامية محكمة بحضور فنانين مبدعين وبقيادة مخرجة مميزة بحجم “رشا هشام شربتجي ” .
اتحدث هنا عن مسلسل “شوق ” السوري الذي تشارك في بطولته “سوزان نجم الدين ” و “نسرين طافش ” و “باسم ياخور ” والقديرة منى واصف ويتحدث عن قصة حب في زمن الحرب السورية التي لا تبقي ولا تذر، هذا العمل شبه الكثيرون قصة بطلته مع الناشطة رزان زيتونة وقيل انها مقتبسة مما حدث لها رغم عدم تأكيد الموضوع، لكنه بالفعل يتحدث عن تعامل داعش مع السبايا ويفضح علاقات رجال الاعمال مع تلك التنظيمات باسلوب شيق ومدروس .
لكن المريب انه لم يحظى بذلك الاهتمام العربي المطلوب اسوة بعمل “فاشل ” انتجته قناة “الام بي سي “، واي مشاهد عادي بامكانه اسنتاج الفارق الشاسع بين الاثنين، فهل لان العمل الاول “مدعوم ” من السعودية وجحافلها الاعلامية ينال الحظوة والرعاية مقابل تغييب الثاني لانه سوري ؟
ما يحيلنا مجددا على “الحصار ” الخانق المفروض على الدراما السورية والذي آتى أكله هذا العام بالذات مقابل فسح المجال لاعمال تافهة ومنجزة بسخاء انتاجي يميل “للاسراف ” دون هدف ولا مضمون ..