تسابق محموم بين قطبي التحالف الداعم للشرعية في اليمن للسيطرة على المناطق الحساة والاستراتيجية داخل اليمن ،ففي الوقت الذي بدأت السعودية العودة مجددا لصدارة المشهد في مدينة عدن بعد فترة طويلة من الغياب ،تحاول الامارات تأكيد نفوذها في محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز ،موعزة للفصائل التي دربتها وجهزتها بالسلاح للانتشار في عدد من مديريات شبوة جنوبي اليمن، الأمر الذي ينذر بمواجهات مباشرة مع الفصائل الموالية للشرعية والسعودية.
بحسب وسائل الإعلام في الجنوب ، فإن الإمارات دفعت الأربعاء بقوات النخبة الشبوانية التابعة لها والتي تتشكل من قبائل بلعيد نحو مدينة عتق عاصمة المحافظة ، وقد توجهت تلك القوات إلى مديريات عزان , الحوطة , جول الريدة، وصولاً الى الروضة وحبان وفي طريقها للانتشار في باقي المديريات الخاضعة لسيطرة التحالف.
وأوضحت مصادر محلية بأن انتشار قوات النخبة تم مع تحليق مكثف للطيران الإماراتي، فيما أكدت مصادر قبلية أن قوات النخبة الإماراتية سيطرت على شركة omv النفطية، وكذا مطار العقلة القريب من حقل العقلة النفطي.
الانتشار الاخير لقوات النخبة الشبوانية والتي أنشأتها الإمارات ، يأتي لمواجهة وصول قوات تابعة لحزب الاصلاح الى المنطقة ،وتعمل – حسب مراقبين – من أجل الحفاظ على المصالح السعودية.
وفي ذات السياق نقل موقع “الخبر اليمني” عن مصدر عسكري مقرب من نائب رئيس الجمهورية الجنرال علي محسن الأحمر، أن انتشار القوات الإماراتية يأتي في محاولات اماراتية لبسط نفوذها على خيرات اليمن وموارده لاسيما النفط والغاز والذي تتمتع بها شبوة ،مؤكدا ان قواته لن تقف مكتوفة الايدي وقد تضطر لخيار المواجهة في حال استمر حلفاء الامارات بتقويض سلطات الشرعية،حسب قوله.
الصراع بين قطبي التحالف عبر ادواته بحب مراقبين ، استعر في الأشهر الأخيرة بعد انباء عن مساع السعودية والشرعية الى إعادة شركة توتال الفرنسية لاستئناف تصدير الغاز المسال عبر منشأة بلحاف الغازية رابع اكبر محطة غاز في الشرق الاوسط.
تأتي هذه التحركات بالتزامن مع إرسال الجنرال علي محسن الأحمر قوات عسكرية موالية لحزب الإصلاح (إخوان اليمن) من محافظة مأرب لتأمين ميناء بلحاف وخط انابيب الغاز الممتدة عبر صحراء شبوة ،وذلك بناء على طلب الشركة الفرنسية كشرط للعودة.
وفي الثالث عشر من مايو الماضي قام الجنرال علي محسن الأحمر وقيادات حزب الإصلاح (اخوان اليمن) بتحريك قوات عسكرية من مأرب باتجاه محافظة شبوة الجنوبية، لكن تلك القوات التي وصلت إلى منطقة العقلة النفطية ودخلت عبر منطقة الرويك جوبهت برفض واسع من قبائل شبوة بتوجيه من المحافظ الموالي للإمارات أحمد حامد لملس محملة” الإصلاح والجنرال الأحمر” مسؤولية أي حوادث قد تتعرض لها شركات الغاز والبترول في المحافظة.
وفي التاسع والعشرين من يونيو الماضي أصدر هادي قرارا بعزل محافظ شبوة الموالي للإمارات وعين مكانه المقرب من الإخوان علي بن راشد الحارثي، الامر الذي رفضته الفصائل الحليفة لابو ظبي ،كما منعت القوات الموالية لهادي من الدخول إلى بلحاف بعد اشتباكات مسلحة مع أبناء قبائل جردان، الموالية للإمارات.
مراقبون رأوا ان السباق المحموم بين حليفي الحرب ضد “الحوثيين” للسيطرة على منشأة بلحاف الغازية والحقول النفطية الموجودة بالمحافظة ، يأتي بهدف تأمين مصادر الغاز الذي تحتاجه الامارات بدرجة رئيسية ، بعد مخاوف النظام الاماراتي من انقطاع الغاز القطري مع تصاعد الازمة الخليجية ، وترى ابوظبي ان الحصول على غاز بلحاف يضمن لها استقرار امدادات الغاز باقل التكاليف ،ويجعل موقفها اكثر صلابة فيما يتعلق من صراعها مع جارتها قطر.