الصباح اليمني| متابعة خاصة|
كانت قرارات هادي الاخيرة والمثيرة للجدل رسالة تأديبية أرادت الرياض توجيهها إلى حليفتها «الصغرى»، أبو ظبي، لإجبارها على العودة إلى الحاضنة السعودية، في محاولة لتعطيل دورها المتنامي في الجنوب، والعمل على حصرية الوكالة الخليجية للولايات المتحدة بيد الرياض فقط. وستبقى دولة الإمارات على رف الانتظار إلى حين زيارة الرئيس الأميركي للسعودية، والذي سيستخدم علاقاته القوية مع أبو ظبي كورقة من أوراق كثيرة لابتزاز الرياض في إطار «الصفقة الكبرى».
هكذا خلصت صحيفة الاخبار اللبنانية في قراءتها للتطورات المتسارعة للملف اليمني حيث قالت :”لم يكن ممكناً للرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، اتخاذ قرار كبير مثل قرار إقالة محافظ عدن والوزير بن بريك المحسوبَين على دولة الإمارات، من دون ضوء أخضر سعودي، وذلك لما يتمتع به الرجلان من نفوذ وصلات قبلية ومناطقية وعسكرية، إذ يمتلك الأول فصائل مسلحة تابعة للحراك الجنوبي المموّل من الإمارات، والثاني يُعتبر المشرف على «الحزام الأمني» لمحافظات عدن ولحج وأبين، وله امتدادات سلفية كبيرة تتلقى كذلك دعماً من الإمارات.” الصحيفة أشارت الى ان القرارات هي تعبير عن مدى الضيق الذي وصلت إليه السعودية من ممارسات الإمارات في الجنوب اليمني، ومحاولاتها الاستفراد بالملف الجنوبي الذي لا يقل أهمية عن مناطق الشمال بالنسبة إلى الرياض التي كانت تتعاطى مع الملف الجنوبي باعتبار «الشراكة الإماراتية وأخوّة الدم» في ما يسمى «التحالف العربي»، غير أن الإمارات ذهبت بعيداً خارج السقف المرسوم لها من قبل الرياض، وتخطّت الخطوط الحمراء، وهي تبني مسارها السياسي والأمني والعسكري الخاص بها في الجنوب، وتعمل على أن تصبح الوكيلة المعتمدة من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وذراعها القوية على حساب الدور السعودي.
* مسببات الانزعاج السعودي من الدور الاماراتي:
وبحسب الاخبار فالإمارات قد عمدت إلى تحريك العديد من القضايا التي لا تستطيع الرياض التغاضي عنها، أو تجاوزها، وشكلت إحراجاً كبيراً لها، وهي على النحو الآتي:
* انعقاد «مؤتمر حضرموت الجامع» من دون موافقة سعودية، وصدور مقررات من المؤتمر تخالف التوجه السعودي، لا سيما في ما يختص بالأقاليم الستة.
* استدعاء الإمارات لشركات نفطية فرنسية وغيرها للاستثمار في نفط حضرموت، وتفيد معلومات مؤكدة، بأن الإمارات تعمل على تعزيز حماية الخط النفطي إلى ميناء الضبة في شبوة، والعمل على زيادة تصدير نفط حضرموت وغاز شبوة.
* تمدد الإمارات في القرن الأفريقي واستئجارها لعدد من الموانئ، أبرزها ميناء في الصومال وآخر في الصومال الجديدة، واستئجار ميناء جيبوتي، وكذلك ميناء ومطار في إريتريا، إضافة إلى سيطرتها على ميناء عدن وميناء المكلا وجزيرة سقطرى.
* المشاركة الإماراتية المباشرة مع الولايات المتحدة في العمليات العسكرية التي تنفذها واشنطن ضد «القاعدة» في اليمن، لا سيما مشاركة قوات نخبة إماراتية في إنزال البيضاء، إضافة إلى التعاون الاستخباري واللوجستي مع واشنطن من دون الرجوع إلى الرياض.
* التضييق الإماراتي على هادي وحكومته في «معاشيق»، والتهجّم الدائم على «الشرعية».
* تصدّر المشهد السياسي من قبل الإمارات في عدن خصوصاً والجنوب عموماً، من دون الرجوع للسعودية.
* رفض الإمارات المطلق والحاسم لأي تقارب مع حزب «الإصلاح الإخواني »، بل اعتباره عدواً حقيقياً أصعب من القوى الوطنية في الشمال.
* إفشال الإمارات جميع الوساطات التي قامت بها السعودية بعد أحداث المطار منذ شهرين، وتعمّد إبقاء الوضع على ما هو عليه.
خليك معنا