في الوقت الذي تحدثت فيه ، صحيفتا”التيلغراف”، و”التايمز”البريطانيّتان،عن النقلة العلمانيّة السعوديّة النوعيّة، بالقول أن المملكة ستكسر الضوابط الدينية الصارمة بخصوص النساء،أعلنت شركة الخطوط الجوية السعودية فرض لباس محدد للمسافرين على متن رحلاتها من كلا الجنسين، كما حظرت ارتداء السراويل القصيرة الكاشفة للساقين للرجال،وارتداء النساء الملابس الرقيقة أو الضيقة.
الشركة شددت ، إلى أنه في حالة عدم الامتثال لقواعد الملابس الجديد، فإنها ستعمل على رفض نقل الركاب أو منعهم من السفر في أي لحظة.
التناقض في القرارات والسياسات الانفتاحية التي تقرها رؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يبدو مؤشر لصراع ما ستخوضه المؤسسة الدينية “الوهابية” مع رؤية الامير الشاب “2030″ والتي تسمح بارتداء النساء لباس البحر “البكيني” جنباً إلى جنب مع الرجال ضمن شواطىء مُختلطة، وذلك لتطوير السياحة،في بلاد الحرمين حيث مازال تواجد النساء في الشارع العام من المُحرّمات.
وبحسب الصحف البريطانية فهُناك في بلاد الحرمين، وفق ما يرى مُتابعون للشأن السعودي، وجهتي نظر، الأولى تقف مع “المسيرة المُحمدّية” التقدّمية، وترى أنها صمّام الأمان الذي سيأخد البلاد إلى الانفتاح، والتخلّص من التشدّد والإرهاب، وهؤلاء يُمكن رصدهم من خلال الصحف الرسميّة ومقالاتهم التي تدفع وتُشيد باتجاه التغيير الليبرالي العلماني، والثانية تَقف ضد هذا الانفتاح، وتتمسّك بأسس دينيّة صارمة تقوم عليها المملكة منذ 80 عاماً، وقوامها من تبقّى من أصوات خارج القُضبان، ويتعاطفون نوعاً ما مع المؤسّسة الدينيّة وضوابطها الشرعيّة.
وِجهة النّظر الثانية المُعارضة لعلمانيّة المملكة النفطيّة، عبّر عنها مَجموعة نُشطاء ومُغرّدون في المملكة، حيث دشّنوا وسماً”هاشتاق”تحت عنوان “آل سعود يَحكمون بشرع الله”، وحاولوا من خلاله التذكير أو التأكيد أن تلك البلاد تَحكم بالشريعة، وهو ما اعتبره مراقبون بمثابة إنذار شعبي للقيادة، من التخلّي عن النهج الديني، والانبطاح لدول الكفّار، وتغيير صورة السعودية الإسلامية، لنيل رضا دول الغرب.
ويستبعد مراقبون، أن يتم الاستماع للمطالب الشعبيّة المُتعلّقة بالتراجع عن مشروع الترفيه والانفتاح، مؤكدين أن تحوّل السعوديّة إلى علمانيّة، يأتي في سياق طُموحات الأمير الشاب بن سلمان للوصول إلى العرش، أو تعهّدات قدّمها ليكون على رأس الهرم، وقد تشمل في القادم من الأيام إعلان حل المؤسسة الدينيّة ويدها الضاربة هيئة “الامر بالمعروف والنهي عن المنكر”،والسماح للمرأة بالقيادة، ودمجها بالمجتمع وفرضها، حُريّة اللباس وخاصّةً ارتداء العباءة السوداء للنساء، والعلمانيّة هي الحل هذه الأيام، كما يقول مراقبون.