الصباح اليمني_مساحة حرة|
تؤكد الأحداث الحالية أن العالم سيشهد المزيد من التقلبات على صعيد الصراعات بين القوى الكبرى وانعكاساتها على البلدان الأخرى، فخلال الأشهر المقبلة قد تبرز تحديات لها علاقة بالأزمة في أوكرانيا والرغبة الأمريكية في توظيف محاولات موسكو حسم الموقف عسكرياً خلال أقرب وقت وذلك في التمهيد لحرب طويلة الأمد يخسر فيها الروسي ما حققه من رصيد عسكري واقتصادي خلال سنوات الصعود.
إطالة أمد التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا اصبح هدفاً غربياً وهذا لا يعني أن الأمريكي جر الروسي الى فخ أوكرانيا كون الأخير كان يعلم جيداً طبيعة ما يتطلبه الموقف من تحرك ميداني بعد أن بلغ التدخل الأمريكي في كييف الذروة وباتت السلطة الأوكرانية على مقربة من التحول الى رأس حربة ضد موسكو إضافة الى أن بوتين كان قد أقام الحجة على الجانب الأمريكي من خلال مشروع الاتفاقية الناظمة للأمن العالمي والتي نشرت في 17ديسمبر كانون الأول الماضي بعد أن تخلى الأمريكي عن الكثير من تعهداته المتعلقة بالأسلحة النووية وتوسع حلف الناتو وهي تعهدات تعود الى حقبة الحرب الباردة.
معركة نووية على أبواب موسكو
سخر الجانب الأمريكي مما يطرحه الدبلوماسيون الروس كتأكيد على أن روسيا لم تعد منافسة للولايات المتحدة التي باتت القطب الأوحد وجرت خلال العامين الماضيين المزيد من الاحداث والمواقف أبرزها بدء واشنطن تصنيع قنبلة نووية بي 62- 12 وابتكار أساليب وطرق جديدة لحمل هذه القنابل وبما يخالف قواعد الحرب النووية المتعارف عليها وهذا ما ضاعف من مخاوف موسكو التي ذهبت نحو الافراج عن مشاهد قنبلة القيصر التي تعد أكبر قنبلة نووية في العالم وجرى تجريبها في 1961م الا ان المشاهد لم تبث الا قبل عام في رسالة لواشنطن أن روسيا لا تزال القوة النووية الأكبر عالميا.
واشنطن نقلت الحرب مع روسيا الى أبواب موسكو من خلال أوكرانيا التي عبرها هتلر في الحرب العالمية الثانية في غزوة البربري للاتحاد السوفياتي وهي نفس المنطقة التي يستخدمها الناتو اليوم لتحقيق نبوءة جيوبوليتيكية لمستشار سابق للأمن القومي الأمريكي الذي يرى في أوكرانيا والسيطرة عليها بداية النهاية لروسيا ولم يخطئ في ذلك فالجغرافيا السياسية تؤكد لنا ذلك إضافة الى ما أظهرته السلطة الأوكرانية من تحركات خلال السنوات الماضية وكلها تؤكد نظرية أن كييف باتت أكثر عدائية لموسكو وصارت قاب قوسين أو ادنى من التحول الى أداة عسكرية وأمنية ضد روسيا من الحرب على الشرق الأوكراني الروسي وعلى اللغة الروسية والتوجه نحو اعتماد اتفاقية التعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبي الكفيلة باحداث تغيير ثقافي اجتماعي اقتصادي في أوكرانيا وبما يجعل هذا البلد المهم بلداً مفتوحاً بشكل كامل لكل ما يأتي اليه من واشنطن وعواصم الغرب الأخرى.
معركة بايدن بامتياز:
لم يتساءل الكثير لماذا قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة أوكرانيا اكثر من اثني عشر زيارة قبل توليه السلطة منها عندما كان نائباً لأوباما ولماذا كان نجله يعمل في أوكرانيا وله نشاط اقتصادي في هذا البلد الذي يعتبر ضمن المجال الحيوي لروسيا وما هو دور الديمقراطيين الأمريكيين في احداث 2014م فعندما نعلم بكل ذلك نصل الى نتيجة أن الحرب الحالية على روسيا والتي تتخذ الطابع الاقتصادي الثقافي الإعلامي ليست إلا حرب بايدن على روسيا وقد تتجه هذه الحرب في وقت قريب لتصبح حرباً عسكرية فالامريكي يرى اليها كفرصة فيما الروسي اعتبرها منذ أول لحظة ضرورة وعدم خوضها يعني أن تصبح أوكرانيا بين عشية وضحاها دولة قادرة على استخدام السلاح النووي وإن لم تكن تمتلك ذلك السلاح فبمجرد دخولها الناتو يمكن لواشنطن وبشكل فوري أن تنقل اليها عدداً من القنابل النووية تماماً كما هو الامر عليه في تركيا وبلجيكا وألمانيا بل إن أوكرانيا قد تستخدم هذه الأسلحة بموجب الاستخدام المشترك وهو مبدأ من مبادئ حلف الناتو ناهيك عن نصب حائط صواريخ تابع للناتو الأمر الذي سيعمل على تغيير معادلة الردع النووي بفارق قد يصل الى ثلاث دقائق.
تدرك واشنطن أن روسيا تصعد من جديد وأنها لا تزال تحافظ على قوتها النووية بل وتتفوق عليها من حيث حجم الأسلحة النووية وقوتها التدميرية إضافة الى التفوق الروسي في محركات الصواريخ وحاملات القنابل والرؤوس النووية والتفوق الأخير في أسلحة الفرط صوتية والطوربيد النووي وكل ذلك دفع واشنطن الى إعادة تصنيع قنابل نووية بعد اجراء التعديلات عليها ليصبح متاحاً لطائرة حربية من نوع اف 35 حملها إضافة الى إمكانية صناعة احجام مختلفة تستجيب لمتطلبات الدفاع والهجوم لاسيما ضد كل من يعادي أمريكا ويستهدف مصالحها.
مؤامرة نقل المعركة الى موسكو:
الحديث عن هذه التطورات يطول لكن ما يجدر الإشارة اليه هو أننا قادمون على مرحلة من تقلبات الصراع فقد يحاول الأمريكي استعراض قوته الناعمة والصلبة على حد سواء لكن في ميادين مختلفة من العالم خاصة والديمقراطيون لا يترددون في استخدام الأدوات لشن حروبهم وبشكل غير مباشر إضافة الى أنهم أصحاب الامتياز في الانقلابات والاحتجاجات وهو ما قد نشهده خلال الفترة المقبلة بل وقد يصل الأمر بالجانب الأمريكي الى محاولة نقل المعركة الى موسكو بالتزامن مع مؤامرة أمنية تستهدف بوتين ومخططات أخرى ستنتقل من بلد الى آخر وقد تبدأ خلال مايو المقبل أي عندما تنضج مثل هذه المخططات ويجري التمهيد لها ولا نستبعد أن يستعد الروسي ايضاً لمحاولات نقل المعركة الى ميادين أخرى من أجل تخفيف الضغط على مركز المعركة حالياً أوكرانيا وهي الأقرب الى موسكو الامر الذي يشجع الأمريكي أكثر على التحرك ويدفع الروسي في نفس الوقت الى التسريع بوتيرة تحريك الملفات هنا او هناك خاصة وقد اصبح للروسي المزيد من الأوراق ليس في أوروبا بل وافريقيا وامريكا الجنوبية.
نفط السعودية ورقة رابحة بيد بايدن :
في خضم كل ذلك تظل الطاقة من نفط وغاز على رأس أولويات الطرفين ومن هذا الملف قد نشهد تحالفات جديدة على وقع محاولات واشنطن الدفع بأدواتها القديمة كالسعودية لأن تستعد لتوجيه ضربة قاسية للاقتصاد الروسي من خلال رفع الإنتاج فالرياض اليوم تتهرب من الاستجابة ليس التزاماً للروسي بقدر ما هو محاولة لاشعار بايدن بأن عليه الالتفات الى محمد بن سلمان والاعتراف به كحاكم شرعي للسعودية وهو ما يعني طي ملف خاشقجي وحينها لن تتردد الرياض في أداء دورها التاريخي لصالح واشنطن.
من يقرأ التاريخ سيجد حقيقة الدور السعودي في إسقاط الاتحاد السوفياتي فرفع الإنتاج في الثمانينات كبد موسكو خسائر كبيرة وهي من كانت تعتمد على أسعار النفط لاسيما بعد أن بدت مؤشرات السقوط والانهيار منذ منتصف سبعينات القرن الماضي وكانت الرياض حاضرة في معركة النفط بقوة وحاضرة كذلك في معركة الجهاديين بافغانستان وكان ذلك يحدث في عهد الديمقراطيين إن لم يكونوا هم أصحاب نظرية الاستدراج والاستنزاف من خلال الضغط على الطرف الآخر ليصبح امامه خياراً واحداً فإما أن يندفع بقوة نحو الأمام وبأقل الضمانات وإما أن يتردد مرتعشاً في مكانه وفي كلا الحالتين تكون واشنطن جاهزة للمرحلة المقبلة ولعل الاندفاع الى الأمام هو الخيار الأقل سوءاً على اعتبار أن المعركة قد يجري التحكم بمساراتها بشكل أفضل من الاستسلام ابتداءً وانتظار ما سيقرره البيت الأبيض.
الروسي وحرب الضرورة:
ليس صحيحاً أن واشنطن تخطط لكل شيء وتستعد لكل شيء ولكن الصحيح هو أن واشنطن ومع تنفيذها للخطوط العامة لاستراتيجيتها تعمل على توظيف المتغيرات والتكيف معها وبما يحقق هدفها الاستراتيجي وعلى وقع هذا الاستنتاج المتواضع نجد أن عيون بايدن على أوكرانيا وهو أقرب السياسيين الأمريكيين على هذا البلد والأكثر دراية به لدرجة أنه قال ذات مرة أنه يتصل بالمسؤولين الاوكرانيين اكثر من اتصاله بزوجته وهنا سيبدع العقل الديمقراطي الأمريكي في محاولة التمهيد لأرضية لحرب استنزافية طويلة الأمد للروسي من أجل اضعافه ومن ثم ابعاده عن الصين قبل ان يتم الاستفراد بالصين لاحقاً وهنا تكون واشنطن قد أكدت تربعها على عرش العالم بعد أن كان هناك محاولات روسية – صينية للتأثير على هذه المكانة ولكن هذا ليس حتمياً فليس كل ما يدور في أروقة البنتاغون سيصبح واقعاً فببساطة لأننا أمام مخططات تتصارع واجندة تتضارب فمن البنتاغون الى الكرملين وهناك يمضي بوتين وفق هدف استراتيجي يتمثل في استعادة روسيا لدورها العالمي كمنافس للأمريكي وما يتطلبه ذلك من إنجازات اقتصادية وتفوق عسكري وقد نجح الى حد كبير في تحقيق نجاحات عدة في مختلف المجالات وهو ما لم يكن متوقعاً بالنسبة للغرب ولهذا نجد أن بوتين كان أكثر شجاعة في اتخاذ قرار الحرب بعد أن نجح في افشال مخطط ابعاد روسيا عن البحر الأسود وتمكن من خلال تدخله في جورجيا 2008م وفي القرم 2014م وحالياً في أوكرانيا من توسيع مساحة الاطلالة الروسية على البحر الذي تمتلك مفاتيحه إسطنبول غير أن الروسي نجح الى حد ما في تجاوز العقدة الجيوبوليتيكية من خلال قواعده في سوريه وهنا يتنفس الاسطول البحري الروسي وتتمكن موسكو من الإفلات من القيود الجغرافية التي يُحسن الأمريكي من خلال التركي توظيفها لحصار قلب العالم.
من هنا نجد أن الروسي قادر على تجاوز الفخ الذي يُعد له اليوم في أوكرانيا (فلست مع من يقول أن الروسي وقع في الفخ ابتداء على اعتبار أن الفخ صنع من قبل) وهناك مؤشرات عدة تؤكد ذلك فلم يزج بجنوده في حرب مدن ولم يستخدم بعد قواته ومعداته الأضخم والأكفأ فمن يشاهد ارتال الجيش الروسي ويدقق في نوعية العربات وتاريخ صنعها سيجد أن الكرملين قرر استخدام المعدات القديمة التابعة للحقبة السوفيتية من عربات ومدرعات وراجمات وغيره إضافة الى أن سلاح الطيران لم يدخل في المعركة بالشكل المطلوب فقد اعتمد الروسي على الصواريخ الدقيقية في استهداف البنية العسكرية للجيش الأوكراني الذي لا نستهين به كونه يمتلك أسلحة تقليدية قادرة على الصمود إضافة الى تلقيه مساعدات عسكرية من الدول الغربية وبالتأكيد أن بوتين لم يقرر الهجوم العسكري إلا بعد أن أخضع هذا القرار للدراسة واطلع مع مستشاريه لتقارير المخابرات التي كانت ترصد كل صغيرة وكبيرة في كييف لاسيما النشاط العسكري والاستخباراتي الغربي ومن ضمنها نشاط المختبرات البيولوجية كأحد أبرز الملفات السرية والخطيرة والتي كانت أحد أسباب الإسراع في تنفيذ العملية العسكرية والتي جاءت قبل موعد بدء عمل أحد مراكز الأبحاث والتي جرى تجهيزها قبل ذلك الموعد بعام كامل.
الخيارات المتعددة:
ترك بوتين لنفسه خيارات متعددة من ضمنها فصل شرق أوكرانيا عن غربها في حال عدم تحقق الهدف الرئيسي وهو التدخل العسكري واسقاط السلطة واستبدالها بأخرى موالية وهي السلطة التي سوف تتعهد لموسكو بأن تكون أوكرانيا محايدة وستضمن نزع الأسلحة التي ترى موسكو بأنها قد تشكل تهديداً لها وكذلك تضمن حقوق الشرق الأوكراني فإذا لم يتحقق كل ذلك سيكون الجيش الروسي في وضعية عسكرية مناسبة للتراجع من الغرب الأوكراني الى الشرق أي انه لن يتجاوز كييف وهنا سيعمل على دفع سكان إقليم دونباس لضمان الأمن في الشرق الاوكراني بشكل كامل وأما بالنسبة للغرب فالروسي أيضاً لن يتركه لحلف الناتو بل سيحاول فرض شرطه الخاص بحياد الدولة الجديدة في غرب أوكرانيا وهناك خيار آخر يتمثل في أن يكتفي الروسي بالاقليمين الشرقيين إضافة الى القرم وأن تكون هناك سلطة في كييف تتعهد بعدم الانضمام الى الناتو.
ومن خلال الخارطة العسكرية فالجيش الروسي ليس في مأزق كما تصور ذلك الاستخبارات الأجنبية وخيارات الكرملين متعددة لدرجة أن التكيف مع الواقع الجديد في أوكرانيا قد يؤدي الى عملية عسكرية طويلة الأمد وليس بالضرورة هنا أن تتحقق الأهداف الغربية في استنزاف الجيش الروسي بل إن القيادة الروسية ومن واقع نظرتها للمعركة وأهميتها تبني تدخلها العسكري على أنه مفتوح من حيث الزمن كونه مرتبط بأهداف العملية وتحققها وهنا فنحن امام معركة استعد لها الروسي جيداً ووضع لها كل الحسابات وفي نفس الوقت ها هو الناتو وتحديداً الولايات المتحدة الامريكية تندفع بقوة الى الانخراط في هذه المعركة بعد أن قامت بتوسيعها من خلال العقوبات والحرب النفسية الإعلامية التي تحاول دفع الاوكرانيين الى المقاومة وتقديم الدعم العسكري لإفشال الهجوم الروسي.
خارطة عالمية جديدة:
سارعت ألمانيا الى اتخاذ التطورات الأخيرة كفرصة لتغيير سلوكها الدفاعي وهذه الخطوة ليست موجهة ضد روسيا بقدر ما هي ضد واشنطن التي تحاول فرض هيمنتها على دول أوروبا وعدم السماح لهذه الدول وعلى رأسها ألمانيا بالاعتماد على نفسها ولهذا نجد التدخل الأمريكي في أوروبا تحت شعارات الحماية وفزاعة الخطر الروسي في وقت يؤمن فيه القادة الأوروبيون على الأقل في المانيا وفرنسا أن أي مواجهة محتملة مع روسيا سيكون الخاسر الأول هي دول أوروبا الأمر الذي قد يدفع باريس وهي تنظر لدورها التاريخي ومكانتها الى خيار أكثر استقلالية عن واشنطن وحلف الناتو لاسيما وقد سبق وان انسحبت من هذا الحلف ثم عادت اليه وهنا تكون الجبهة الأوروبية قابلة للتصدع لأسباب عدة من ضمنها الشراكة والمصالح الاقتصادية مع روسيا وعدم وجود بدائل إضافة الى أن روسيا لها مطالب منطقية ضد توسع الناتو وبالإمكان حل الازمة من خلال تراجع أمريكي غير أن واشنطن تتجه نحو التصعيد مستخدمة الدول الأوروبية لضرب روسيا وإذا اتجهنا شرقاً سنجد الصين تترقب التطورات ولا تخفي انحيازها لموسكو مع حفاظها على علاقاتها التجارية مع أوروبا والولايات المتحدة وبالتأكيد أن بكين لا ترغب في انتصار أمريكي في هذه المعركة لأن واشنطن ببساطة سوف تنقل المعركة الى بكين بعد أن تكون قد اضعفت موسكو واذا ما اتجهنا نحو الهند فهي حتى اللحظة تحافظ على حيادها على اعتبار مصالحها مع الجميع لكن هناك محور يتشكل في منطقتنا العربية والإسلامية وهو أقرب الى الروس حيث تقف إيران كأبرز دولة تجمعها علاقات جيدة مع روسيا , فبالرغم من تعقيدات الخارطة في الشرق الأوسط إلا أن دول المنطقة ستحاول النأي بنفسها الى حد ما حتى يقرر الأمريكي استخدام أدواته ضد روسيا وهنا لن ترد روسيا رغم خياراتها المتعددة وعلى ما يبدو أن المتحكم بالموقف فيما يتعلق بهذه المنطقة هو البعد التاريخي لا سيما مع دول الخليج فلن تدخل روسيا في صراع مع السعودية اذا ما قررت واشنطن رفع انتاج النفط السعودي وبما يضر بالاقتصادي الروسي بل إن نظرة موسكو سوف تتجه الى افريقيا ساحة الصراع الجديدة التي برز فيها الدب الروسي من خلال توجيه ضربة لفرنسا في الغرب الافريقي قبل عدة أسابيع الامر الذي يجعل القارة السمراء ميداناً فاعلاً للتحالف الصيني الروسي ضد الوجود الفرنسي الأمريكي , ولعل الميدان الأفضل لتوجيه ضربات للأمريكي هو أمريكا الجنوبية فهناك يحتفظ الروسي بحضور في دول عدة من ضمنها فنزويلا وكوبا وليس مستبعداً أن نشهد تحولات في مستوى التوجه الروسي نحو تعزيز الحضور في تلك القارة , أما واشنطن فسوف تستمر في دفع دول أوروبا ضد روسيا وكذلك ستتجه الى اتباعها في الشرق الأوسط وفي افريقيا وصولاً الى اليابان وكوريا الجنوبية ومجمل التحرك الأمريكي سوف يركز بالدرجة الأولى على العقوبات الاقتصادية أما الجانب العسكري فسيشمل تجنيد المرتزقة والدفع بهم الى أوكرانيا على أن تتولى دول أوروبا التمويل.