منطقيا لا يمكن استساغة فكرة التواجد العسكري للإمارات في جنوب البلاد بذريعة مساعدتها لشرعية الفار المنتهية وبين إدارتها لعشرات السجون السرية أنشأتها لتمارس فيها شتى أساليب التعذيب بحق السجناء والمعتقلين والمخفيين قسريا دون علم الشرعية المزعومة التي جاءت لمساعدتها، وهو يناقض كليا صفة تواجدها كحليف كما تدعي ، وينزع عنها تلك الصفة ، ويجعلها دولة احتلال بامتياز.
وهو ما ينطبق عليها سيما وهي الشريكة في العدوان على الشعب اليمني، حيث كشفت وكالة “أسوشيتد برس” في تقرير حديث لها عن شبكة سجون سرية تديرها القوات الإماراتية في جنوب البلاد وقوات يمنية خضعت لتدريبات إماراتية ، وقد تمكنت من توثيق وجود 18 سجناً سرياً على الأقل ، وجاء في تقريرها أن تلك السجون مخفية داخل قواعد عسكرية وموانئ، وفي أحد المطارات، وكذلك في فيلات، وحتى في ملهى ليلي ،وإن بعض المعتقلين تم نقلهم إلى قاعدة إماراتية في إريتريا كما افاد وزير داخلية حكومة الفار هادي حسين عرب للوكالة.
حيث تنوعت أساليب التعذيب للسجناء بين الاعتداء الجنسي ، ووضعهم في حاويات تزيد درجة حرارتها عن 50 درجة مئوية لاسابيع ، وبعضها مملوءة بالقمامة ، والضرب المبرح ، وليس اخرها “شواء” اجسادهم بالنار، كما أكده بعض السجناء المفرج عنهم و أقارب بعض الضحايا للوكالة، وهي أساليب لا تختلف في قبحها عن تلك التي مارسها الاحتلال الامريكي بحق العراقيين في سجن ابو غريب سيئ الصيت وكذلك السجناء في سجن غوانتانامو الامريكي، ولا تقل عما يمارسه الاحتلال الصهيوني بحق السجناء الفلسطينيين، فكل منهما الاماراتي والصهيوني والامريكي محتل، ويتشاركون نفس أساليب التعذيب ، ويحملون نفس الاهداف في استعباد الأمة وإذلالها.
واعتبره ساذجا من يعتقد ان تلك السجون خصصت لعناصر تنظيم “القاعدة” أو “داعش” الذين يقاتلون في صف العدوان مع الإماراتي والسعودي والمرتزقة المحليين في مواجهة الجيش واللجان الشعبية ، وهو ما اثبتته قناة ال بي بي سي في فيلمها الوثائقي الذي حمل العنوان” تعز بين المطرقة والسندان” وأكده القيادي في تنظيم القاعدة خالد باطرفي في فيديو مسجل له اعترف فيه بقتال الجيش واللجان الشعبية في اكثر من 11 جبهة.
ومؤسف حقا ان دول العدوان لم ترض وبفعل سياساتها الاحتلالية للمحافظات الجنوبية حالة اللاستقرار التي تعيشها ، والفوضى الامنية التي تشهدها وتزايد عمليات الاغتيالات التي يتعرض لها ابناؤها ، وانعدام الخدمات الاساسية، وتفشي وباء الكوليرا في عديد من المحافظات التي اعلنت اربع منها حالة
الطوارئ لعجزها عن مواجهته وهي عدن ولحج وأبين والضالع بعد تخلي دول العدوان عن دورها في مكافحته ، حتى تُكافئها بأن تحولها الى معتقلات سرية لتعذيب ابنائها.