الصباح اليمني_ثقافة وهوية|
ما المقصود بالتقويم؟
يعرف التقويم في المعجم بأنه: (حساب الزمن بالسنين والشهور والأيام)، ومن خلال الاستقراء نجد بان تسميته التقويم أو نسبته عبر التاريخ قد ارتبط وفقاً للمعالم أو المواسم او الأحداث فمثلاً يقال: التقويم الهجري في اشارة إلى بداية التدوين به منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ويقال التقويم الميلادي نسبة إلى تاريخ ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.
التقويم وأنواعه في الحضارة اليمنية:
تقويم مملكة سبأ
وفي الحضارة اليمنية القديمة ظهر عدة انواع من التقاويم حسب كل مملكة مع اختلاف طريقة التقويم أحياناً، فكان اول تقويم يمني هو تقويم مملكة سبأ وكان يعتمد فيه تدوين التأريخ لتولي مناصب الحكم فمثلاً يتم التدوين للأحداث بذكر السنه الأولى لحكم الملك.
التقويم القتباني ثم الحضرمي وبعده التقويم المعيني
ثم ظهر التقويم القتباني والذي اتبع نفس أسلوب التقويم السبئي في التدوين لزمن الحكام، ثم ظهر التقويم الحضرمي واتبع اسلوب قتبان وسبأ ثم ظهر التقويم المعيني واتبع اساليب التدوين في الممالك السابقة من التدوين بزمن الحكام مع اختلاف في دلالات الشهور.
ما هو آخر وأهم تقويم يمني؟
وأخيراً ظهر التقويم الحميري ويعتبر أهم واخر تقويم يمني تميز بالثبات وقد استطاع الباحثين تحديد بداية التقويم الحميري كما ذكر الدكتور جواد علي في كتابه (أبحاث في تاريخ العرب قبل الإسلام) حيث قال ان طريقة الوصول إلى حل مبدأ التقويم الحميري أنهم أخذو النصوص المؤرخة بالتقويم الحميري وقاسو الحوادث فيها والمعروفة والمذكورة في موارد التاريخ العديدة ومنها التاريخ الميلادي فوجدوا أن التقويم الحميري يزيد على الميلادي ب 115 سنه او 109 سنه فاتخذوا من ثم الرقمين المذكورين مبدأ للتقويم الحميري.
من هو مبحض بن أبحض؟
وقد نسب التقويم الحميري إلى شخص اسمه مبحض بن ابحض حيث كان يذكر اسمه في النقوش المؤرخة ثم اختفى اسمه من النقوش اللاحقة ولم تعد تذكر الا السنة.
تسمية الأشهر بما يتوافق مع مواسم الزراعة:
ولما كانت مملكة حمير وحضارتها قائمه على الزراعة فقد تم تسمية الأشهر ودلالاتها بما يتوافق مع مواسم الزراعة ومعالمها والتي تعتمد في الأساس على التقويم القمري فتم تقسيم السنة إلى اربعه فصول وإثنا عشر شهرا أما الفصول فهي:
دثا = الصيف
خرف = الخريف
سعسع = الشتاء
عليم = الربيع
أسماء الشهور ومعانيها:
أما أسماء الشهور ومعانيها وما يقابلها فهي:
- ذو الثابة و هو أول الشهور الزراعية ويعني أول الصيف ويقابله شهر أبريل.
- ذو مبكر ويعني بداية الذري ويقابله شهر مايو.
- ذو القياظ ويعني شده الحرارة ويقابله شهر يونيو.
- ذو المذراء ويقابله شهر يوليو.
- ذو الخريف وهو شهر النضوج ويقابله شهر أغسطس.
- ذو علان وهو بداية ظهور الحبوب والحاجه للمطر ويقابله شهر سبتمبر.
- ذو الصراب ويعني الحصاد ويقابله شهر أكتوبر.
- ذو المهلة أي الفترة التي تحتاج فيها الأرض للراحة ويقابله شهر نوفمبر.
- ذو الن او الال وهو نهاية الشتاء ويقابله شهر ديسمبر.
- ذو الدثا أو ذو داون وهو بداية الدفئ وخروج البرد ويقابله شهر يناير.
- ذو الحلة وهو بداية اكتساء الاشجار بالأوراق، ويقابله شهر فبراير.
- ذو المعين وفيه يستعد المزارع لبداية الموسم الجديد ويطلب العون ويقابله شهر مارس.
التقويم اليمني وأهميته:
هذا ويعتبر التقويم الحميري هو أهم تقويم يمني نظراً لأنه استمر استخدامه قرابة 700 عام، وكذلك لارتباطه بالأرض والزراعة والتي اعتمدت عليها الحضارة اليمنية القديمة، والجدير بالذكر أن معظم أسماء الشهور الحميرية لا يزال يتداولها المزارعين في اليمن حتى اليوم في الاشارة لمعالم الزراعة مثل علان والقياظ و الصراب والخريف.
كما أن هنالك تقاويم أخرى ظهرت في بعض المناطق ولكن لم يكتب لها الاستمرار مثل التقويم الردماني المعروف بتقويم بكرن بن عم رتع 244 ق.م تقريباً والتقويم الردماني المنسوب إلى اب علي بن رتع 69 ق.م تقريباً وتقويم مضحى أو نبط الذي ظهر عام 46 ق.م تقريباً.
خليك معناالمصدر: موقع مقال