لسنا هنا في صدد التعرض للخلافات الاماراتية السعودية فيما يتعلق بسباق النفوذ والسيطرة في اليمن وفي المنطقة برُمتها، وان كانت تستحق الوقوف امامها، لكننا سنتوقف عند نقاط الخلافات بين ممثلي الشرعية ،والخلافات بين مناهضي العداون.
أنصار الشرعية اليوم قد تفرقوا وانقسموا فصاروا شيعاً وفرقاً فحلفاء استعادة الدولة من الانقلابين كما يحلو لهم تسميتهم تشطروا بحسب المصالح ،وتمزقوا بفعل الولاءات ، وكلا اتخذ قبلة يوليّها ،فالبعض يمم وجهه صوب المشرق حيث امارات بني زايد وما أدراك ما بني زايد، فكان الحراكيون الاوفر حظاً والاقرب لقلوب قادة الامارات . أما من يمثل الشرعية فكان أول من ولىّ وجهه صوب الرياض ليتبعه من آمن من قومه إليها ، فقد قيل عنها إن فيها ملك ، يأوي اليه الكثير من المطرودين ، يطعمهم الثريد ،ويعطيهم المزيد.
وهناك قوم أغرتهم المصايف التركية فهرولوا نحوها متناسين ما اقترفوه من جرمٍ بحق شعبهم خلال اعوام ، فيما البعض استبشر بقاهرة المُعز فلبث فيها ما شاء الله ،وكل هؤلاء تراهم يتحدثون عن الشرعية وعن الدولة الغائبة والحسم وغيرها من فلسفات سياسية لا معنى لها إلا في قواميسهم ، يبكون وطناً سُلب منهم ،لكنهم في الحقيقة يبكون على مناصب تنازعوها ومغانم إكتسبوها فاختلفوا عليها ،حراك يشكل مجلساً سياسياً من أجل ان تغيض ابو ظبي مملكة الرياض ومن يقطن فنادقها ، رغم انهم كانوا من قبلً يدعونهم تعالوا الينا وسنعطيكم الموانئ والمضايق ، وحتى “الصنادق” . فريق الرياض لم يقبل ولن يقبل ان يستأثر الحراك بالمشهد فخطب هادي معلنا الرفض ، وأزبد نائبه الاحمر وتوعّد، فماذا بعد؟ ليس سوى انقسام الحراكيين على انفسهم بين مؤيد او رافض لقرارات طرفي الصراع الزبيدي وهادي، وكذلك الحال بالنسبة لحزب الاخوان “الاصلاح” ،وانقسم فريق هادي ومن خلفه من قيادات ومستشارين اما مؤيد لخطوات الانفصال او محايد وما دار في اجتماع الرياض لغيض من فيض التخالفات والتجاذبات والتي ليس للوطن منها اي نصيب “للأسف” وبمرارة.
هذا حال مؤيدو العدوان فكيف حال مناهضيه؟
يبدو الحال في معسكر المناهضين اخف حدة عن سابقيه ، ربما لان الحرب الظالمة التي تشن ضد اليمنيين شغلتهم عن خلافات المصالح والاطماع حزبية كانت ام فئوية ، لكنها أي الخلافات تظهر بين فينة واخرى ، احياناً عبر مناكفات محسوبين على طرف ضد آخر ،واحيانا تظهر على شكل كمائن يحفرها طرف فيستغلها انصاره ليُكيلوا التهم ويوزعوها جزافا على الاخرين ، فيحاول العقلاء في طرفي معادلة الدفاع إحتواء الموقف ومداراة الخلاف وتهدئة اللعب ، والتخفيف من الضربات تحت الحزام لخطورتها ربما أو لأمر يخفيه في النفس . الغريب ان حلفاء صنعاء ضد العدوان ،تناسوا او ربما احتاجوا لتحالف جديد لمجابهة الكوليرا والذي يفتك بالمواطنين يوم بعد آخر ، دون استشعار بخطورة عدوان الكوليرا من قبل حكومة وصفت بالإنقاذ ، لكن واقعها يشي بعكس ذلك تماماً.
الخلاصة:
المعادلة المتناقضة في اليمن اليوم متشعبة ومتشابكة فمن تحالف مع الرئيس السايق علي عبدالله صالح بالامس اصبح ضده اليوم ، ومن كان في صفه بالامس القريب انتقل الى صف الاخر، لكن الخلاصة في نهاية المطاف هي ان التخالف نتاجٌ للتحالف وعلامة حصرية باسمه ، وما خفي كان أعظم.