أوضح الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك إنّ ترامب يتجه إلى المملكة السعودية بغية تدشين ناتو عربي، الذي سيلقى ترحيبًا من قبل الكثير من الديكتاتوريين، والمسؤولين الفاسدين، وأباطرة التعذيب وقطع الرؤوس، على حد وصفه.
ويرى فيسك في مقال له بصحيفة الإندبندنت البريطانية، أنّ وقائع القمة يصعب التنبؤ بها؛ لأنّ القادة العرب والرئيس ترامب لا يتسمون بالرزانة.
وتابع، سينصت القادة العرب والمسلمون إلى هذيان ترامب عن السلام والإرهاب الإسلامي، وسيكون خطابه مثيرًا للضحك لأنّه سيصم إيران بالإرهاب.
أما ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فيشير فيسك إلى أنه يطمح في قيادة الجبهة السنية – بما في ذلك العراق– للتصدي للمحور الشيعي الذي يمثله كل من إيران، وحزب الله، والحوثيين، والأقليات الشيعية في دول الخليج التي قد تفكر في إحداث اضطرابات.
ويزعم فيسك أن ملوك وأمراء الخليج الذين يمتلكون ثروات هائلة – الدين الوحيد الذي يؤمن به ترامب– إلى تدمير شيعة المنطقة، وهذا مبرر بسيط لمكافحة الإرهاب بالنسبة لواشنطن؛ مما يعني تدفق ترسانة أسلحة هائلة – تقدر بـ100 مليار دولار– إلى السعودية استعدادًا للحرب المرتقبة، بينما ستقف كل من أمريكا وإسرائيل وهما مبتسمتان.
يرى فيسك أنّ جيرد كوشنر – صهر ترامب الذي يصفه بولي العهد– يمكنه تولي أمر إنشاء ناتو عربي، إذ إنّ إسرائيل ستكون سعيدة للغاية برؤية الشيعة والسنة يتقاتلون، بل وستغذي الصراع مثلما فعلت هي وأمريكا إبان الحرب العراقية الإيرانية، عندما دعمت واشنطن العراق بالسلاح، بينما أمدت تل أبيب إيران بالصواريخ. وقد برز الدور الإسرائيلي بالفعل، بقصفها قوات بشار الأسد وحلفائه الشيعة، وغضها الطرف عن داعش، وعلاج عناصر القاعدة في الجولان.
ويقارن فيسك بين ما يقوم به بن سلمان حاليًا، وما قام به صدام حسين قبل أربعة عقود، في عام 1980، وبينما كان صدام حسين يستغل عائدات النفط في بناء الطرق السريعة، واستيراد أحدث التكنولوجيات، وتوفير رعاية صحية على أعلى مستوى، دخل في حرب مع إيران أفقرت العراقيين، وأذلت العراق أمام العرب، ثم قام بغزو الكويت، ففُرضت العقوبات عليه، وانتهى الأمر بإعدامه شنقًا بعد الغزو الأمريكي في 2003. في المقابل، أعلن بن سلمان رؤية 2030، التي تهدف إلى إنهاء اعتماد المملكة على النفط باعتباره مصدرًا رئيسيًّا للدخل، لكنه ما لبث أن بدأ يسعى إلى حرب مع طهران.
تبقى دولة واحدة بعيدة عن هذا المشهد العظيم: روسيا. لكن كونوا على يقين من أنّ بوتين يعرف تمامًا ما يجري، وسيستمتع برؤية الناتو العربي وهو يتمزق. كما أنّ وزير خارجيته لافروف يدير الملف السوري بحرفية، على عكس تيلرسون قليل الحيلة. وإذا ما احتاج لافروف إلى أي معلومات استخبارية، فليس عليه سوى أن يسأل ترامب.ش