سوق الاقلمة ينشط مجددا في اليمن لأول مرة بعد غياب طويل ،ليتصدر المشهد السياسي اليوم في ظل إفرازات ومتغيرات احدثتها الحرب الطاحنة على اليمن والتي دخلت عامها الثالث.
ففي الوقت الذى طوى مؤتمر حضرموت الجامع صفحته بتوصياته الاربعين ابرزها اعلان اقليم حضرموت كإقليم مستقل له احقية مطلقة في ثرواته ومقدراته بعيد عن ما يدور في محيطه اليمني بدأت الانباء تتحدث عن توجهات جدية من هادي وبن دغر لإعلان اقليم عدن ويضم اليه الضالع ولحج وابين وذلك خلال الايام القليلة القادمة ,مصادر رئاسية تحدثت “لعدن الغد” المقربة من هادي عن حزمة قرارات جديدة لترتيب الوضع في عدن والمحافظات المجاورة والتي من ابرزها تعيين عبد العزير المفلحي رئيسا لما بات يعرف بإقليم عدن الذي سيتولى بدوره قرارات واسعة الصلاحية ،حسب تعبير الصحيفة.
وبين كل هذه الاحداث تبدو حكومة “بن دغر” وسلطة الزبيدي مشغولة بحرب التهم والتهم المضادة في ظل تدهور كبير حول تدهور الوضع العام بمدينة عدن ، وغياب ابسط الخدمات للمواطن ،والكهرباء مثالاً.
المواقف وان اختلفت من مؤتمر حضرموت وتوصياته وانقسام الشارع في حضرموت والجنوب عموما عليه، يراها مراقبون استمراراً لمشاريع صبيانية إنفرادية وسط غياب كامل لسلطات “الرئيس /عبد ربه منصور هادي وحكومته” عن المشهد السياسي في كل المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف الذي استعان به هادي للعودة للسلطة ، هذا التحالف الذي يبدو اليوم اكثر حضوراً وتواجداً في المحافظات الجنوبية ويحركوا أجندتهم كيفما شاءوا تبعاً لمصالح سعودية إماراتية بامتياز.
الاطراف السياسية الجنوبية في الداخل والخارج ادلى الكل بدلوه فهناك من يرى اعلان حضرموت تمرداً على المشروع الذي ناضل من اجله الجميع في الجنوب وهذه الرؤية تمثل فئة من الحراك بينما ترى الفئة الاخرى وهي الاكثر تشددا “ان توصيات المؤتمر ،خاطبت اليمن الاتحادي، وليس الجنوب الفيدرالي، كما قد يزعم البعض، مع أنها لم تذكر مفردة (اليمن) نهائياً، لكنها أيضاً لم تتطرق إلى مفرد (الجنوب) بتاتاً”.
السياسي الجنوبي والامين العام السابق للحزب الاشتراكي اليمني “ياسين سعيد نعمان” يرى ان تقسيم الجنوب إلى إقليمين يستحضر تاريخاً من الانقسامات وإعادة إنتاج الهويات بصيغة مفككة وبطابع يغلب عليه الصراع وليس التكامل، في اشارة منه لحقبة الصراعات الدموية التي حدثت في جنوب اليمن قبل الوحدة والنزعات المناطقية التي عاشها الجنوبيون في فترات سابقة من التاريخ.
يشار الى ان الخلافات المستعرة بين بن دغر والزبيدي قد انتقلت لسجالات واتهامات بين الكثير من الناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي في مؤشر يعده مراقبون عن حجم الصراع بين شريكي التحالف الامارات والسعودية وإن بأدوات محلية.