في وقت تحاول فيه الامارات إيجاد موطئ قدم لها في اليمن ،من خلال تحركاتها في جنوب اليمن،وفي يوم كانت التوقعات تؤكد تفكك تحالف صنعاء،إيذاناً ببدء مخطط إسقاط العاصمة اليمنية ،بفعل الوصفة السحرية لولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، جاءت الانباء بما لا تشتهيه رياح أبوظبي معلنة عن اطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى بأتجاه العاصمة الاماراتية .
استهداف ابوظبي بصاروخ باليستي من قبل قوات صنعاء ،هو الاول من نوعه ،منذ بدء الحرب على اليمنفي مارس 2015م، وقد يكون هذا الاستهداف تنفيذا لتهديد توعد به زعيم جماعة الحوثي في وقت سابق بتصعيد الضربات الصاروخية لما أسماها بعد ما بعد الرياض .
وحسب خبراء عرب فإن الامارات قد أخذت التهديدات الحوثيين على محمل الجد، لاسيما بعد استهداف الاخيرين، المنطقة الصناعية السعودية بمحافظة ينبع ،والتي تبعد عن اقرب نقطة يمنية في الحدود اكثر من 1000كيلومتر ،الامر الذي يعني أن وصول صاروخ بركانMH2 الباليستي، حسب تسمية الحوثيين الى مصافي ينبع النفطية في المملكة ،هو تهديد خطير وجدي خصوصا وان امارة ابوظبي أقرب من المنطقة السعودية التي استهدفتها صنعاء مؤخراً.
ويشير اخرون الى سياسة التعتيم والتكتم الاماراتية ، كما ان سلطات ابوظبي تجرم على مواطنيها التعاطي مع اي شأن سياسي ،او اجتماعي ، فكيف اذا تعلق الامر بوضع امني خطير كهذا؟ ، وهي سياسة اشد من تلك التي تمارسها جارتها السعودية، والتي تعجز عادة عن اخفاء ، ومنع انباء وصول صواريخ صنعاء الى مدنها ،وان حاولت،حسب قول المراقبين، وتوقعوا ان تظهر صحيفة او وكالة عالمية في الايام القليلة المقبلة لتكشف أمر صاروخ صنعاء الاول ومساره واين هبط ، كما كان الحال بالنسبة للرياض في صاروخ ينبع الاخير.
استهداف أبوظبي ..ضربة اقتصادية أكثر منها عسكرية
يبدو ان خيارات صنعاء الاستراتيجية لم تنفد ، ويبدو ان لديها الكثير من الاهداف مدرجة في قائمة قواتها، ويظل تهديد الحوثيين لدولة الامارات بضرباتها الصاروخية هو الاهم في نظر مراقبين ، كون التهديد الحوثي سيكون لها تداعياتها الاقتصادية بالدرجة الاولى ، كون الدولة الخليجية تعتمد على تنوع مناخات الاقتصاد بعيدا عن النفط الذي تستند إليه غالبية دول الخليج.
إقتصاديون: التهديد وحده كفيل بعاصفة من التداعيات
ويرى محللون اقتصاديون بان مجرد التهديد للاستقرار الاقتصادي في الامارات ،سيكون لها أثارها الخطيرة والسلبية على تموضع رأس المال في الامارات التي تعد ثاني أكبر اقتصاد عربي، وهي بوابة منطقة الخليج الغنية بالنفط والشرق الأوسط الأوسع أيضاً، وتعتبر دبي من أنجح الأسواق الصاعدة، وتمثل مركزاً إقليمياً للنقل.
وبحسب مراقبين فإن استهدف ابوظبي أو دبي سيجعل الامارات ونهضتها الاقتصادية في خبر كان، وستطال تداعياته كل ركائز الاقتصاد الاماراتي ، مؤكدين ان رأس المال دائما جبان ،ولن يقدم اي مستثمر على المخاطرة والبقاء في بيئة قلقة ، وسترحل غالبية رؤوس الاموال باحثة عن مكان آمن لبناء استثماراتها ، وضخ مليارات من العملة الصعبة.
ويحرك الاقتصاد الإماراتي اليوم 15 قطاعاً رئيسياً تمثل قرابة 70% من الناتج الوطني للدولة، أهمها التجارة الخارجية والسياحة والعقار والخدمات المالية،إضافة إلى الاتصالات والنقل والتشييد والعقار.
يشار الى أن تهديد عاصمة التجارة الدولية من قبل الحوثيين ، تأتي ضمن خطوات التصعيد التي تنتهجها صنعاء في حربها ضد دول التحالف بقيادة السعودية والامارات ،وسبق لزعيم الحركة التلويح بها .
وبحسب مراقبين ان تلك الخطوة ستجعل حكومة ابوظبي ، تعيد النظر في مواقفها وسياستها تجاه اليمن،والحد من تدخلاتها في اليمن، لاسيما بعد انكشاف مساعيها في شف صف الجبهة الداخلية،وعقد صفقات مشبوهة لاشعال فتيل الاقتتال الداخلي في العاصمة اليمنية صنعاء،غير عابئة بالخسائر والتكاليف البشرية الفادحة التي قد يدفعها اليمنيون،الذين جاؤا من كل مناطق البلاد ،ووجدوا في صنعاء الملاذ الاخير بالنسبة لهم ولاطفالهم.
ويرى مهتمون بالشأن اليمني بأن صاروخية صنعاء ، ربما ارادت من خلاله بعث رسائل داخلية وخارجية عن قدراتها العسكرية في فرض كلمتها في أي تسوية سياسية قادمة ، كما أن هذه الخطوة وان جاءت متأخرة، ستلاقي – حسب متابعين – ارتياح شريحة كبيرة من المواطنين الذين طالبوا كثيرا بضرب اهداف اماراتية كون الاخيرة قد ارتكبت جرائم وانتهاكات جسيمة بحق اليمنيين ،وأعادت الى الواجهة سجون ابو غريب الامريكية في العراق.