ثلاث سنوات وهم يحاربون إيران في اليمن، ثم يطلبون وساطتها لإنهاء حرب اليمن. هذا باختصار ما يترجم التخبط السعودي في اليمن، والذي ظهر جليا مع زيارة ولد الشيخ إلى طهران.
فزيارة ايران من قبل المبعوث الأممي الخاص باليمن، يقدم إيران كواحدة من نقاط التفاوض، ورحلات انعاش المسار السياسي للأزمة اليمنية، فأين هي اذا خطة ” منع التدخل الإيراني في اليمن”
ولد الشيخ في ايران، خبر ضمن مسار إنعاش المفاوضات اليمنية، في حرب جاءت لمنع التدخل الإيراني في اليمن، يألها من جملة متشابكة ومحيرة، ومن الصعب تكرارها عشر مرات، على غرار طبق طبقنا طبق في طبق طبقكم…
ماهذه السطحية التي تدار فيها حرب وحشية ، تقتل الأطفال وتخلف الكوارث، من يمكنه إيقاف هذه المهزلة، بحق كل الاتفاقيات الدولية العلنية والسرية بين الخصوم.
اذن ها هو الملف اليمني يبحث في طهران، برفقة التعامل الإيراني المستخف جدا بهذا التحول الجذري في المسار.
فايران أوكلت مهمة التشاور في الملف اليمني مع المبعوث الدولي لأحد موظفي وزارة الخارجية، المبعوث الذي يلتقي رأسا وزراء الخارجية لدول الخليج وكبار المسؤولين.
دعكم من تفاصيل الاستخفاف الإيراني البرتكولي، وانتقلوا بكل جدية إلى تفاصيل تغير السياسة الخارجية لدول الخليج ، لا سيما السعودية مع إيران ومحورها، وتذكروا هنا أنها فجرت أزمة مع قطر بسبب تقاربها مع ايران، يال سخرية القدر.
عموما التواجد الإيراني في ملف المفاوضات اليمني كان قد سجل اول حضور له قبل عامين، حين بدأ المسار السياسي يأخذ مسارا جادا، ثم تم استثناء الدور الإيراني، لتكريس مهمة قطع يد إيران في اليمن، ثم عادت السعودية واستدارت، وصافحت ايران التي لم تقطع يدها.
وكانت حصيلة هذه الاستدارة الكاملة مقتل عشرات الآلاف من الأطفال والمدنيين في اليمن.
هذه هي الحرب السعودية – الإيرانية في اليمن،
ويبدو لحد الان، ان أفق الحل اليمني مرتبط بتفاصيل العلاقة المعقدة بين ضفتي الخليج.
الاصلاح يستمتع
ليست هذه هي الاستدارة الوحيدة التي تحدث حاليا في دائرة الحرب والازمة اليمنية، فهناك علاقة أخرى لم نجد تفسيرا فيزيائيا لها، بعد بيان حزب الإصلاح في تعز ” تحديدا” والذي يمدح فيه الدور الإماراتي
فالإصلاح او اخوان اليمن، هم الشق الثاني لخصوم الإمارات بعد الحوثيين، لا سيما في الجنوب وتعز
وانفقت الإمارات المليارات لاضعافهم في تعز تحديدا، ومع هذا يصدر الاصلاح هناك بيان غزل سياسي بالإمارات
واطرف تعليق من قبل المدونيين اليمنيين بعد حالة الصدمة قال ” يبدو أن الإصلاح قرر أن يستمتع″
الصدمة التي أخذت مسارا ساخرا، أظهرت رفض جناح الإصلاح في قطر وتركيا للاصلاح في اليمن والسعودية
هذا الشرخ الاصلاحي، والذي نتج بعد أزمة قطر، يحلل حقيقة وضع ومكانة وقوة الإصلاح الحالية في مسار الأزمة اليمنية
فازمته الداخلية، تظهر الضعف الذي سيدخل به المرحلة المقبلة، مرحلة التسويات السياسية.
هنا تستفيد الإمارات من ازمتها مع قطر وكل التهم التي وجهت لها بأنها ضد الشرعية، وتريد تقسيم اليمن، لتمد لأول مرة يدها لحكومة هادي ممثلة برئيس الوزراء بن دغر، الذي يصل ويفتتح مشاريع تنموية إماراتية، ويتحدث عن الدولة الاتحادية في حضور المجلس الجنوبي الذي تدعمه الإمارات.
اذن نحن أمام عدة استدارات في مضمار الكارثة اليمنية
للاسف كلها لصالح الرؤوس الكبيرة، اي منها لا يعيد فتح المطارات المقفلة أو المدن المحاصرة ، ولا صرف الرواتب المتوقفة، ولا توزيع الاغاثات العاجلة، وترميم ما تبقى من القطاع الصحي، وفي خضم هذه الكارثة مازالت الحشود السياسية تتصدر المشهد، مخفية حجم المأساة،
فليس هناك حزب أو جهة تعمل مع اجل الضغط لإنقاذ الوضع الإنساني، ولا حتى الحكومة اليمنية تقوم بذلك، ولا اي دولة تفكر بهذا أيضا. فهل هناك مرحلة اكثر لزوجة من هذه.