الصباح اليمني :عبده عياش|
الإنشاد الديني باليمن فن رائع وقائم بذاته وله حضور واسع في الوسطين الاجتماعي والثقافي، وحتى السياسي، وبات محط اهتمام كبير من قبل الباحثين والمهتمين، خاصة أولئك الساعين لتوثيقه وحفظه من الاندثار.
وفي هذا الإطار تبذل جمعية المنشدين اليمنيين منذ تأسيسها عام 1989 بكافة أعضائها جهودا كبيرة من أجل جمع التراث الإنشادي وتوثيقه وحفظه، سواء في مكتبة الجمعية أو التلفزيون أو الإذاعة، كما تعمل على نشره في الداخل والخارج، وذلك من خلال مشاركاتها في كثير من المهرجانات الدولية والعربية.
ويمتاز فن الإنشاد اليمني بأشياء كثيرة، منها أنه لا تصاحبه أي آلة موسيقية، وتتضمن كلماته شعرا غزليا عذريا، وشعرا توسليا والمدح في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضا الشعر الصوفي وغيره، وثمة ميزة بارزة حيث أن من ينشد يظهر بأبهى حلة وهو يلبس زيا تقليديا متفردا ونادرا، كما أن الإنشاد اليمني يطرب لسماعه كل شخص.
ويؤكد رئيس جمعية المنشدين اليمنيين علي محسن الأكوع في حديثه مع الجزيرة نت أن الجمعية وبالتعاون مع وزارة الإعلام والمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون استطاعت أن تسجل الكثير من الموشحات والألحان، وقال “لدينا مئات وآلاف الألحان بالأناشيد اليمنية، حيث أن القصائد والمشارب لها من ثلاثة ألحان وأخرى من ستة ألحان، وهذا الثراء اللحني في قصائد الإنشاد اليمني لا يوجد في أي فن بأي وطن آخر”.
وأشار إلى أنه في عام 2004 تمكنت الجمعية من إصدار أول كتاب توثيقي للإنشاد في اليمن، وهو كتاب “روائع شعر النشيد الصنعاني” الذي حوى أكثر من 300 قصيدة شعرية ومشرب، وما يقرب من 700 لحن، وطبعت منه خمسة آلاف نسخة وبلغت تكلفته 6 ملايين ريال (أكثر من 33 ألف دولار أميركي).
وقال الأكوع ” لقد وثقنا في الكتاب بالكلمة والنوتة الموسيقية أهم الأناشيد اليمنية، واستغرق جمع قصائده ومشاربه ما يقارب أربع سنوات، كما احتوى الكتاب قصائد المدرهة التي تقال عند ذهاب الحجاج إلى مكة وعند عودتهم، وأيضا قصائد الزفة الصنعانية، وقصائد المراثي، وقصائد المديح النبوي”.
ويحتوي الكتاب أيضا على أكبر قصيدة مكونة من 500 بيت شعري، وهي قصيدة في باب المديح النبوي، قد سميت بقرآن الشعر، وهي للإمام البويصيري وقد قالها مادحا في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي من أبرز قصائد الإنشاد التي ينشد بها في مناسبات مختلفة في صنعاء.
وأوضح الأكوع أنه لا يوجد تاريخ محدد لبداية الإنشاد في اليمن، ولكن أغلب التراجم تقول إنه وجد منذ أكثر من 700 عام، وأظن أنه لو رجعنا إلى ما قبل 1400 سنة ستكون هي البداية الأولى للإنشاد الديني، حيث وجد المهاجرون والأنصار -وأصلهم من اليمن- في المدينة المنورة وأنشدوا أثناء استقبالهم الرسول الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام أنشودة طلع البدر علينا.
المصدر : الجزيرة نت
خليك معنا