الصباح اليمني |ترجمة|
ينظر إلى السعودية على أنها قفزت إلى الحرب في اليمن دون أن تفكر في العواقب المترتبةعلى ذلك ولا يصح أن لاتنتقد المملكة العربية السعودية لدعمها علي عبد الله صالح لفترة طويلة، و عدم قيامها بما يكفي لمنع سوء استخدامه الدعم المالي الممنوح لليمنيين .
كما يمكن أن نجد سببا كافيا لنقد استراتيجية المملكة العربية السعودية في اليمن باعتبارها دولة تتميز بتكتيكات الإصلاح السريع وليس الاستراتيجيات طويلة الأجل. ولكن مالا يمكن إنكاره أن المساعدات السعودية حافظت على ان يقف اليمن على قدميه لعدة عقود. حيث دعمت الجيش والجهاز الأمني والتعليم والخدمات الاجتماعية ومشاريع النقل والرعاية الصحية ومجموعة واسعة من الخدمات الحكومية الأخرى في اليمن . ولأن معظم السكان المدنيين مدججين بأسلحة العالم، وبالرغم من وجود تنظيم القاعدة وانتشاره والصراع القبلي الدائم، إلا أن السلاح المنتشر بين اليمنيين حال دون وصول اليمن إلى حالة من الفوضى الكاملة.
إن أولوية المملكة العربية السعودية هي إقامة جار مستقر للجنوب وحماية مدنها في نجران وجيزان وخميس مشيط. وفي الواقع أنه لم توجد أي دعائم أيديولوجية أو خطة استراتيجية واضحة للملكة لهذا الشأن .
عندما هاجمت جماعة عبد الملك الحوثي صنعاء بمساعدة الديكتاتور المخلوع صالح في سبتمبر 2014، رنت أجراس الإنذار في الرياض. هذا التطور يشير إلى فشل وشيك للدولة وانتشار الفوضى. لم تتمكن المملكة العربية السعودية أبدا من تحمل ذلك (سياسيا أو أخلاقيا أو استراتيجيا) ولم تكن مستعدة لتقديم المساعدة إلى اليمن في ظل حكومة انقلاب حوثية حليفة.
فالسعوديون يعرفون جيدا أنه بدون مساعداتهم ودعم دول مجلس التعاون الخليجي لليمن ، لا يمكن أن تعمل الدولة اليمنية كما أن قطع المساعدات عن اليمن و انخفاض دعم المشتقات النفطية أدى إلى الاحتجاجات الجماهيرية وبالتالي إلى عدم الاستقرار في عام 2014، وهذا بدوره سرع من عجلة انهيار المؤسسات الحكومية الممولة من السعودية بحيث لم يعد بمقدورها الصمود سوى عام أو عامين .
بعد ذلك وفي مارس 2015، أدركت المملكة العربية السعودية أنها لم يعد لها سوى خيار واحدا فقط وهو التدخل العسكري.
دعا الرئيس اليمني الشرعي (هادي) للتدخل العسكري لاستعادة النظام والشرعية في اليمن، وكرر هذا النداء إلى الأمم المتحدة في مارس 2015م وقال :”إنه يرى ما يخيف المملكة العربية السعودية وأن بدائل التدخل العسكري لم تكن أقل من كارثية والسماح للحوثيين وصالح المضي بطريقهم للسيطرة على البلاد، وفي نهاية المطاف ذهب بمساعدة المملكة العربية السعودية إلى مسقط .
إن السبيل الوحيد للمضي قدما لاستقرار اليمن هو أن يقوم الحوثيون بإلقاء أسلحتهم والانخراط في حوار سياسي. وقد أعادت الرياض التأكيد على أهمية الحوثيين كفاعل سياسي سلمي في اليمن، وأبدت استعدادها للتوصل إلى حل سياسي مقبول لجميع الفصائل السياسية .
يجب أن ندرك أن ليس هناك مستقبل مشرق لليمن دون علاقات جيدة مع جارته الشمالية وبدون دعم ومساعدة السعوديين. ولو تركت اليمن لسيطرة الحوثيين فمن المرجح أن تعمل إيران على زيادة دعمها العسكري للحوثيين، لوجستيا، وسياسيا أيضا، ولكن من غير المحتمل أن تحل محل السعودية.
إن الحل الوحيد لمأزق اليمن هو المفاوضات الناجحة، في أقرب وقت ممكن،و يجب على الحوثيين وحلفائهم فهم هذه الحقيقة الأساسية.
US news
خليك معنا