الصباح اليمني_مساحة حرة|
أكره التنظيمات الإرهابية التي تهيمن على مدينة عدن وتسيطر على المرافق والمؤسسات الحكومية وتنشر الخوف والرعب بين المواطنين، تكمم الأفواه وتمزق المجتمع وتجعل الأسرة الواحدة مفككة إلى أجزاء متناثرة يتناحرون فيما بينهم..
عندما تغيب الدولة عن الساحة تجد المدن كاسفة موحشة تتجول في شوارعها العصابات الإجرامية وفي أزقتها اللصوص والقتلة لا يخافون أحدا من القوم، يمرحون بكل حرية ويسرقون الناس وينهبون قوت أطفالهم، يفسدون في الأرض ويسفكوا الدماء، مجرمون يشعلون الفتنة وينشرون الفوضى والدمار في مدننا..
إن الانفلات الأمني يجعل الطغاة يتربصون بالمدن ويغتالون أحلام مواطنيها ويجعلونها تعج بشياطين الإنس الذين يؤمنون بإن المصلحة العامة غير مهمة ولا وجود لها في قاموس أسيادهم، أناملهم ملطخة بدماء الفقراء والمساكين والأطفال والأبرياء الذين يدفعون فاتورة الانفلات الأمني وغياب قوة الردع التي لم تستطيع أن تحمي نفسها من حلفائها.
الاغتيالات التي تشهدها مدينة عدن ناتجة عن صراع قوى كبرى تريد فرض نفسها على الساحة العربية عامة واليمنية خاصة ولو على حساب أبناء اليمن الأبرياء..
الوضع المزرى في مدينة عدن المثخنة بالجراح المطعونة بخنجر الارتزاق والعمالة، تجعل القلب يتألم كثيراً على ما أصابها جراء الحرب العبثية واللعينة التي يدعمها ويمولها تجار الحروب ومصاصي الدماء.
من يضمد جراح الجنوب ويفكك جسده المفخخ بالمناطقية والعصبوية والتعبئة الخاطئة التي زرعها دعاة الانفصال ومحبي الكراسي والدراهم؟
المليشيات لا تستطيع أن تبني دولة تخدم المواطن وتحقق اهدافه وتطلعاته التي يحلم بها لنفسه ولمن بعده من الأجيال التي تهفوا نحو غداً أفضل مليء بالسعادة والأمن والأمان، والسبب في ذلك هو تمسك العصابات بالسلاح والفكر الغوغائي القائم على مبدأ فرق تسد..
محمد عمر
خليك معنا